و م أ ــ دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اليوم الأربعاء في باريس إلى تأسيس معهد عربي إفريقي للسلام تحتضنه موريتانيا.
وقال في خطاب ألقاه في حفل تسليم جائزة هوفويت ابونيي للسلام بمقر اليونيسكو في باريس "إن موريتانيا، التي تعتز بانتمائها المزدوج إلى الفضاء المغاربي وجنوب الصحراء، تطمح إلى تأسيس وإيواء معهد عربي-إفريقي للسلام".
واعتبر السيد الرئيس أن تأسيس مثل هذا المعهد، في منطقة الساحل والصحراء، من شأنه أن يعزز الخبرة المحلية في مجال البحث عن السلام، ومواجهة العصابات المسلحة والجريمة العابرة للحدود، في منطقة الصحراء الكبرى وحولها.
وأكد أن "ترقية ثقافة السلام في إفريقيا، تستوجب تفعيل رافعات متعددة في آن واحد؛ إذ يتحتم اتخاذ إجراءات ناجعة لإسعاف الطبقات الاجتماعية الأكثر هشاشة، واستحداث آليات قانونية ومالية ملائمة للقضاء على النزاعات الداخلية وتداعياتها.
وهذا نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
أصحاب الفخامة، السادة رؤساء الدول الشقيقة
السيدة المديرة العامة لليونسكو
السيدان حامي و راعي جائزة هوفويت ابونيي للسلام
صاحب الفخامة السيد ماريو اصواريس، رئيس لجنة تحكيم جائزة هوفويت ابونيي
السيد الأمين التنفيذي لجائزة هوفويت ابونيي
السيدات "جدات ساحة مايو"، الفائزات بجائزة هوفويت ابونيي 2011
أيها الحضور الكريم
اسمحوا لي أن أعبر عن امتناني الكبير للسيدة المديرة العامة لليونسكو، على الدعوة الكريمة للمشاركة في مراسم حفل تسليم جائزة هوفويت بونيي للسلام، للسنة 2011.
أود هنا أن أنوه بالمسار المتميز لأحد أشهر أبناء قارتنا، القائد الراحل هوفويت ابونيي، "حكيم إفريقيا"، الذي استطاع تشييد أمة إفوارية غنية بتنوعها الثقافي، منفتحة على محيطها الإقليمي والدولي، تنعم بالرخاء الاقتصادي الذي وفرته سواعد سكان كوت ديفوار ومواهبهم، إلى حد أن بعض المراقبين لم يترددوا آنذاك في الحديث عن "المعجزة الإفوارية".
فجائزة هوفويت ابونيي للسلام تكرم في المقام الأول ذاكرة رجل سياسي فريد، لكنها في نفس الوقت تكرم ذاكرة قارة برمتها، قارة ينتاب شبابها اليوم الريب في عالم سريع التقلبات، لكن بوسع هذا الشباب أن يقتبس من النموذج الذي أسسه الراحل هوفويت ابونيي، لتمكنه حاضرا ومستقبلا.
فتحت القيادة الرشيدة لأخي الرئيس الحسن واتارا، تسترجع اليوم الكوتديفوار مكانتها المرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية.
أصحاب الفخامة
أيها الحضور الكريم
إن لجنة تحكيم جائزة هوفويت ابونيي للسلام، بقرارها منح نسخة هذه السنة ل"جدات ساحة مايو" بابيونس آيرس، تثمينا لنضالهن السلمي بحثا عن كرامة ذويهم وكرامة كل المستضعفين في آمريكا اللاتينية وخارجها، لتوجه بذلك دعوة صريحة من أجل ترقية ثقافة السلام وحقوق الإنسان.
أصحاب الفخامة
أيها الحضور الكريم
إن ترقية ثقافة السلام في إفريقيا، تستوجب تفعيل رافعات متعددة في آن واحد؛ إذ يتحتم اتخاذ إجراءات ناجعة لإسعاف الطبقات الاجتماعية الأكثر هشاشة، واستحداث آليات قانونية ومالية ملائمة للقضاء على النزاعات الداخلية وتداعياتها ولوضع حد لبعض ممارسات العصور البائدة، خاصة فيما يتعلق منها بالمرأة، بالإضافة إلى توفير الموارد اللازمة لتحسين معدلات النفاذ إلى الخدمات الأساسية، كالماء الصالح للشرب والصحة والمدرسة والكهرباء.
ففي وضعية اقتصادية عالمية غير مواتية، يصبح لزاما على إفريقيا أن تعتمد على مقدراتها الذاتية؛ الشيء الذي يقتضي انتهاج سياسة صارمة لترشيد المال العام من خلال محاربة صارمة للفساد.
ذلكم هو أحد المحاور الأساسية لبرنامج الإصلاح الذي تتشرف الحكومة الموريتانية بتنفيذه حاليا.
أصحاب الفخامة
أيها الحضور الكريم
إن موريتانيا، التي تعتز بانتمائها المزدوج إلى الفضاء المغاربي وجنوب الصحراء، تطمح إلى تأسيس وإيواء معهد عربي-إفريقي للسلام. فتأسيس مثل هذا المعهد، في منطقة الساحل والصحراء، بدعم من منظمة اليونسكو وجائزة هوفويت ابونيي للسلام، من شأنه أن يعزز الخبرة المحلية، ليس فقط في مجال البحث عن السلام، وإنما أيضا في مجالات ذات الصلة مثل التجارة المحظورة والعصابات المسلحة والجريمة العابرة للحدود، في منطقة الصحراء الكبرى وحولها.
أصحاب الفخامة
أيها الحضور الكريم
لا يسعني قبل أن أنهي هذه الكلمة إلا أن أعبر عن تقديري الكبير وكامل امتناني للمشرفين على هذه التظاهرة الرائدة وأجدد لهم خالص شكري.
والسلام عليكم ورحمة الله.