نظمت شركة نحاس موريتانيا M C M يوم أمس الثلاثاء في مقرها المركزي غرب مدينة اكجوجت تظاهرة أطلقت عليها "يوم الابواب المفتوحة"، خصصتها للتعريف بالشركة وتقييم آثار نشاطاتها علي المستوي الاقتصادي والبيئي، وحضرها عدد من الرسمين وأعضاء من السلك الدبلماسي وجمع من المجتمع المدني والفاعلين المحلين والصحافة.
وفي كلمة افتتاح لفعاليات النشاط أوضح الأمين العام لوزارة الطاقة والنفط والمعادن إبراهيم ولد الشاذلي أن تنظيم هذ اليوم يشكل فرصة للمشاركين للتعرف بشكل أكثر على الشركة وتعاملاتها في محيطها الجهوي، وتقييم آثار نشاطها على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وذلك من اجل "الوقوف على حقيقة الشكوك والشائعات حول الاثار السلبية لنشاطات الشركة وخاصة على المستوى البيئي، مما يتيح الفرصة للمشاركين للتحقق من هذه الشائعات" ومسؤولية القائمين على هذا النشاط لتبريرها او تفنيدها علي حد قوله..
أما المدير العام لشركة نحاس موريتانيا M C M "توماس ميرلن" فقد أشاد بما وصفه بجو الأمن والاستقرار الذي تعيشه موريتانيا والمناخ الملائم للاستثمار.
وقال إن شركة تتدخل في العديد من المجالات الحيوية على مستوى الولاية كالصحة والتعليم والمياه والزراعة.
المدير الإداري لشركة M C M أبوبكر ولد عبد الرحمن قال في مداخلته إن شركته التي أنشئت سنة 2005 باستثمار بلغ 105 مليون دولار، توظف الآن بشكل مباشر أكثر من 1300 عامل 93 % منهم موريتانيون، وأن مساهمتها في ميزانية الدولة قد وصلت سنة 2010 إلي حوالي 5 مليار أوقية، وصدرت العام الماضي 40000 طن من النحاس الخام و72000 أونصة من الذهب.
وبدوره قال عمدة مدينة أكجوجت سيدي ولد المان إنه لا ينبغي أن نترك بريق الذهب ــ رغم حاجتنا الملحة الي عائداته ــ يجعلنا نتساهل في حماية الأرض والإنسان من التأثيرات السلبية لاستخراجه، آملا في نفس الوقت أن يشكل هذا الملتقى فرصة للاطمئنان على سلامة الطرق المتبعة من قبل M C M حتى يرتاح المواطنون بعيدا عن المزايدات علي حد قوله.
ولد المان رحب في كلمته بما وصفه بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها شركة نحاس موريتانيا في مجال مساعدة السكان المحليين علي عكس شركة "تازيازت" التي قال إنها لاتساعد السكان المحلين ولا تتشاور مع السلطات المحلية والبلدية.
أماعمدة بلدية بنشاب امربيه ولد عبد العزيز فدافع في مداخلته عن شركة "تازيازت" ذاكرا ماوصفه بمساعدات قيمة قدمتها لبلديته، إضافة الي بنائها لحالات مستعجلة في نواكشوط.
وخلال التظاهرة قدمت الخبيرة الدولية "اكريستن بلاك مور" نتائج دراسة قالت إن مكتبا ابريطانيا تعمل لحسابه قد أجراها لمعرفة تأثر مادة "اسيانير" التي تستخدمها الشركة في استخلاص الذهب، علي البيئة، حيث قالت انه بعد أخذ 400 عينة تأكد أن التأثير موجود فعلا "ولكن بشكل محدود" خاصة في الحوض الذي كانت تستخدمه شركة "موراك" في التسعينيات، قبل أن تخلص إلي القول أنه "لاخوف علي الإنسان والأرض من هذ التأثير في الوقت الحالي"،
هذ وقد شكك بعض المتدخلين في نتائج الدراسة خاصة أن شركة نحاس موريتانيا هي من اختارت المكتب الذي أنجزها وأنفقت عليها، وهو مارد عليه المسئول في الشركة أحمد سالم ولد مانت الله بأن العقد الموقع في هذ المجال بين M C M والدولة الموريتانية يعطي للأولي حق اختيار الجهة التي تتولي مراقبة التأثير البيئي لنشاطها، مرحبا بأي جهة أخري ترغب في دراسة هذ التأثير لكن علي حسابها الخاص حسب قوله.
مواقف المتدخلين في النقاش الذي دعت له الشركة كانت متضاربة إلي أقصي الحدود، ففي الوقت الذي أثني البعض علي الدور الذي تقوم به شركة نحاس موريتانيا في مساعدة السكان من قبيل تريم وتجهيز المستشفي الجهوي في أكجوجت وخلق فرص عمل للعاطلين من أبناء الولاية وتوفير المياه الشروب ...الخ، شن عليها البعض ــ وخاصة من ممثلي هيئات المجتمع المدني والفاعلين المحلين ــ هجوما لاذعا متهمينها بتوظيف الأجانب بدون رخص وتلويث البيئة وعدم تقديم الدعم الكافي للسكان المحلين.