مذكرة لإكمال إجراءات دمج أمن الطرق في الشرطة :|: انطلاق المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي :|: إضراب الأطباء المقيمين يدخل يومه الثاني :|: وزير : ندرس إقامة طريق سريع بين نواكشوط ونواذيبو :|: ورشة تدريبية وتوعوية حول مكافحة الفساد :|: اطلاق برنامج لإصدار شهادات الباكلوريا المؤمَّنة :|: CENI تعلن حصيلة المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|: 5 نصائح للوقاية من ضربات الشمس :|: موريتانيا تشارك في الندوة 10 للتنمية المستدامة لأفريقيا :|: منتدى ألماني حول الهيدروجين الأخضر بنواكشوط :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
 
 
 
 

مقتل بن لادن .. الحساب الخاطئ / محمد الامين ولد سيدي مولود

mardi 3 mai 2011


لقد أخطأت أمريكا حين ذكرت تلامذة بن لادن وأنصاره والعالم الإسلامي والأمة العربية وكثير من العالم ـ وخاصة في هذه اللحظة ـ أن بن لادن عدوها الأول وأنها عدوه الأول إذ لا يحتاج الرجل وفكره دعاية أحسن من هذه الخطوة وهذه الميتة

"لقد تحققت العدالة " كما يرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمقتل أسامة بن لادن خاصة بالنسبة لأولئك المدنيين الذين قتلوا بدون جرم سواء في أمريكا في الحادي عشر من سبتنبر أو في غيرها من بقاع العالم ممن تجرع كأس عنف القاعدة ، وخاصة الدول العربية والإسلامية حيث تدار معركة "الإرهاب" على أراضيها بين القاعدة والغرب رغم أنف الشعوب ومداراة من كثير من الحكام.

لكن كلام الرئيس الأمريكي عن "العدالة" ربما يذكر كثيرين في العالم من جديد بالحديث عن العدالة وبالسعي الحثيث لتحقيقها ، إن الشجى يبعث الشجى. ولإن كانت أمريكا وهي الدولة الأقوى عسكريا واقتصاديا في العالم، ورغم كونها مدعومة بحبل من الحكام العرب والمسلمين وحبل من حلفائها الغربيين إحتاجت أكثر من عقد من الزمن لتحقق العدالة من شيخ مريض بالقصور الكلوي وعلل بدنية أخرى، فإن الطامحين إلى العدالة من الظلم الأمريكي قد يستلهمون الدرس من أمريكا نفسها ويفهمون أنهم يحتاجون لعقود من الصبر على القتال وعلى النضال وعلى الجوع والمطاردات لتحقيق العدالة....

ولئن كان بن لادن ـ وهو نتيجة من نتائج الظلم الأمريكي والغربي ـ أخطأ في بعض تصرفاته وخاصة في قتل المدنيين غربيين أو مسلمين، ولئن كان بعض أتباعه وأشياعه ومناصريه أخطأوا في كثير من تصرفاتهم فإن الخطايا الأمريكية تبقى هي وقود العنف أو "الإرهاب" في العالم اليوم.

أمريكا التي تحتل دولا بكاملها مثل العراق ـ أهم حضارة معاصرة بناها العرب ـ وتنهب خيراتها بنهم ووقاحة وتحصد أرواح آلاف المواطنين بدون جرم، أمريكا التي تحتل افغانستان، أمريكا التي تنشر قواعدها العسكرية في دول الخليج (الإحتلال الناعم)، هي أمريكا ذاتها التي تحمي إسرائيل وتحاصر غزة وتعاقب فتح لتوقيعها مصالحة مجرد مصالحة مع النصف الفلسطيني الآخر رغم ماقدمت لها من تنازلات، هي أمريكا ذاتها التي حمت وتحمي دكتاتوريات شرسة في العالم العربي والإسلامي ورعت وشيدت المعتقلات السرية والجهرية الأسوأ في تاريخ العالم من بوغريب إلى غوانتنامو إلخ أمريكا هذه هي من يتبجح اليوم بتحقيق العدالة... وتنسى أنها تذكر الملايين أن تحقيق العدالة يتطلب جهدا ووقتا وصبرا !

إن مقتل زعيم القاعدة حتى الناحية الإستيراتيجة لن ينقص العنف "الإرهاب" في العالم كما يعتقد الكثيرون لأن الرجل مجرد نتيجة بسيطة لنتائج الصناعة الأمركية والغربية للإرهاب.

إن جذور الإرهاب الأربعة وهي :

ـ الحيف الأمريكي والغربي في حق العرب والمسلمين وخاصة في قضية فلسطين والصراع مع الحكام الفاسدين

ـ الظلم الداخلي التي تتعرض له الشعوب العربية من طرف الحكام

ـ الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها هذه الشعوب نتيجة فساد حكامها ونهب الغرب لثرواتها

ـ الغلو والتطرف الفكري الذي في الأغلب يأتي كنتيجة للثلاثة السالفة

إن هذه الجذور الأربعة لن تتأثر كثيرا بموت بن لادن، فلا الظلم الأمريكي ـ الغربي أتى بسبب بن لادن بل العكس، ولا بن لادن هو من يحمي الحكام الدكتاتوريين ولا هو المسؤول عن معاش الناس.

لقد تحقق حلم بن لادن في كثير مما طمح إليه ، ولقد سرع الرجل عجلة التاريخ بحروبه المرتجلة وقرت عينه قبل موته بأمريكا تتألم في عقر دارها وتخسر الكثير من نعمائها، كما قرت عينه بأوجاع أمريكا وحلفائها في العراق وافغانستان، ثم قرت عينه بسقوط أعتى دكتاتويات أمريكا والغرب في العالم العربي (مبارك وبن علي). كما أن حلم الرجل الأكبر قد تحقق بقتل الأمركيين له ، ولقد كان بن لادن محظوظا إذ لم يقتله الأفغان ولا الباكستانيون ولا أي جهاز استخباراتي عربي ...ولم يعتقل ... وفي دفن أمريكا له في البحر أو رمي جثمانه في مكان سحيق تهوي به الريح أو تتخطفه الطير أعمق تجسيد لحلم رجل طالما غنى وأنشد :

فيارب إن حانت وفاتي فلا تكن == على شرجع يعلى بخضر المطارف

ولكن قبري بطن نسر مقيله == بجو السماء في نسور عواكف

وأمسي شهيدا ثاويا في عصابة == يصابون في فج من الأرض خائف

فوارس من شيبان ألف بينهم == تقى الله نزالون عند التزاحف

إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى == وصاروا إلى ميعاد ما في المصاحف

إن الحساب القائل أن مقتل بن لادن سينهي العنف هو حساب خاطئ إذ تزول الأسباب بزوال المسبب لا العكس . ولقد أخطأت أمريكا حين ذكرت تلامذة بن لادن وأنصاره والعالم الإسلامي والأمة العربية وكثير من العالم وخاصة في هذه اللحظة ـ أن بن لادن عدوها الأول وأنها عدوه الأول إذ لا يحتاج الرجل وفكره دعاية أحسن من هذه الخطوة وهذه الميتة.

ouldsidimaouloud@yahoo.fr

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا