أصدر حزب تكتل القوى الديمقراطية بيانا دان فيه بشدة تصريحات منسوبة لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز خلال لقاءه بمكتب ائتلاف الاغلبية الرئاسية في 18 من الشهر الجاري وخاصة الفقرة المتعلقة منها برئيس الحزب احمد ولد داداه واصفا تلك التصريحات ب "المحاولة الصبيانية الرعناء لشق صف المعارضة".
واكد الحزب"أن القادة الثلاثة الذين نال منهم ولد عبد العزيز ـ في سجلات مختلفة ـ عُرفوا إبان عهود طويلة، بنضالهم الصادق والمستميت في سبيل المصلحة العليا للبلاد والعباد، وما هانوا وما استكانوا وما بدّلوا تبديلا؛ وظلت إقامة مؤسسات ديمقراطية حقيقية هدفَهم الأسمى وغايتهم العليا.
وهذا نص الرد :
تناقلت المواقع الإليكترونية والصحف المحلية والأوساط السياسية في صيغ متماثلة فحوى المداخلة التي قام بها محمد ولد عبد العزيز أمام ممثلي الأحزاب الداعمة له يوم 18 إبريل 2011. وكالعادة، لم يكن هناك ترابط منطقي في التحليل، ولا في الرؤية الإستراتيجية ولا الإدراك الواعي للواقع الوطني، ولم تكن السمة الغالبة على الخطاب روح اللباقة، وبعد النظر، واحترام الخصم؛ وهل هناك من كان يتوقع غير ذلك؟
وما يهمنا في هذا المقام ليس الرد على ما ذكره محمد ولد عبد العزيز في هذا اللقاء، ولكن سنكتفي بإظهار الحقيقة حول الكلام الصادر عن سوء نية الذي استهدف دون أدنى تحفظ المعارضة الديمقراطية وقادتها التاريخيين عامة، وأحمد ولد داداه بصورة خاصة.
إن محمد ولد عبد العزيز ـ حسبما قيل ـ قام بمحاولة صبيانية رعناء لشق صف المعارضة، فحاول جاهدا أن يميز بين القادة الذين "يملكون رؤية سياسية صحيحة" وبين أولائك الذين يطرحون دوما "مطالب شخصية". ولكن هيهات ! لن يخدع أحدا بذلك.
أجل، إن القادة الثلاثة الذين نال منهم ولد عبد العزيز ـ في سجلات مختلفة ـ عُرفوا إبان عهود طويلة، بنضالهم الصادق والمستميت في سبيل المصلحة العليا للبلاد والعباد، وما هانوا وما استكانوا وما بدّلوا تبديلا؛ وظلت إقامة مؤسسات ديمقراطية حقيقية هدفَهم الأسمى وغايتهم العليا. ومعا، حاربوا التعسف، كل حسب قناعاته ومساره الشخصي، تسكنهم المثل الديمقراطية والإخلاص للوطن. وخلال هذه المسيرة الطويلة، لم تكن المصالح الشخصية يوما هي الدافع لهم، خلافا لقادة آخرين. فمعا رفضوا ذلك النهج، وعلى أرضية تلك القيم اتحدوا.
لقد ارتأى ولد عبد العزيز أن يصب جام غضبه على شخص أحمد ولد داداه الذي لم يقدم له، خلال لقاءاتهم المختلفة ـ كما قال ـ إلا "قضايا شخصية" مثل "تلك المتعلقة برجال أعمال المعارضة وأطرها".
لا شك أن زعيم المعارضة الديمقراطية دعا ولد عبد العزيز أكثر من مرة إلى أن يكون رئيسا لكل الموريتانيين وإلى احترام المبادئ التي تحكم الدولة والشأن العام؛ كما لفت نظره دون جدوى إلى خطر عدم المساواة في التعامل مع المواطنين على أساس انتمائهم السياسي أو الاجتماعي أو العائلي.
ولتعلموا، أيها الرئيس، ولتبلغوا من حولك أن السيد أحمد ولد داداه لم يكن يطرح قضايا شخصية، ولكنه فقط كان يرفض بكل حزم استهداف مجموعات كاملة من الموريتانيين الذين لهم الحق في التساوي في النفاذ إلى الخدمات والتكاليف العمومية : الوظائف العمومية، الصفقات العمومية، الضرائب، النفاذ إلى وسائل الإعلام العمومية وإلى التجهيزات الجماعية.
كما طالب بأن يصل الأطر الموريتانيون، دون تمييز، إلى الوظائف السامية، حسب الاستحقاق، وليس تبعا لقوة اللوبي الذي ينتمون إليه، ولا درجة قربهم من السلطة. فهو لا يملك تلك النظرة الربحية للسلطة التي لديكم؛ وهذا السبب وحده يكفي للاستمرار في المعارضة.
وفي هذه الظروف، هل ترون، أيها الرئيس، أن فضح استحواذ فئة محدودة على وسائل الدولة على حساب بقية الشعب الموريتاني يعتبر مطلبا شخصيا؟.
ومهما تكن إجابتكم على هذا التساؤل، فلا تنسوا أن تضعوا نصب أعينكم أنه من المجمع عليه أن دوافع ولد داداه ليست في هذا الحيز المثير للسخرية. ولعلكم أخطأتم في التصويب على هدفكم هذه المرة جيدا، حيث أن أنصاركم وبعض مساعديكم هم أول من أثار هذا السؤال وردوا عليه بالإيجاب.
لقد كان أحمد ولد داداه ـ إثر كل لقاء معكم ـ يقدم عرضا أمينا إلى قيادة الحزب وإلى شركائه في المعارضة الديمقراطية. ولم يتجاوز أبدا في حقكم ولا في حق المنصب الذي وصلتم إليه ـ في ظروف يعلمها الله ـ حدود اللياقة. وقد امتنع دوما عن إعطاء التفاصيل، أو عن النقل الحرفي للعبارات غير اللائقة التي قد تكونون استخدمتموها لإيصال أراء لا يشارككم إياها قطعا. فهو يرى أن النقاش الديمقراطي والحديث في الشأن العام يجب أن يتما باحترام وكرا.
من خلال أفعالها وحركاتها اليومية، وعبر أسلوبها في الحكم، ومن خلال إدراكها السطحي للشأن العام، ومن خلال الوعود الموزعة يمنة ويسرة، والتي لم تُحترم قط، أثبتت السلطة القائمة عجزها عن مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه موريتانيا، ومن ورائها المنطقة بأسرها.
أفلا تعتبرون؟ الكثير من الموريتانيين يجزم بذلك.
نواكشوط، 16جمادى الأولى 1432- 21 إبريل 2011
إدارة الإعلام
اضغط لصورة أكبر
تاريخ الإضافة : 21-04-2011 12:08:48 القراءة رقم : 318
القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الأخبار
قضايا و آراء
تقارير
مقابلات
من نحن؟
مابسي
خدمات
روابط
اتصل بنا
خارطة الموقع
البريد الألكتروني
الموقع القديم
عدد الزوار:39986875 جميع الحقوق محفوظة مابسي ©
انتقد تكتل القوى الديمقراطية بشدة تصريحات رئيس الجمهورية خلال لقاءه مكتب ائتلاف الاغلبية الرئاسية وخاصة ماتعلق منها برئيس الحزب احمد ولد داداه واصفا تلك التصريحات ب "المحاولة الصبيانية الرعناء لشق صف المعارضة".
واضاف حزب التكتل في رد صادر عن اداته الاعلامية تلقت وكالة نواكشوط للانباء نسخة منه "إن القادة الثلاثة الذين نال منهم ولد عبد العزيز ـ في سجلات مختلفة ـ عُرفوا إبان عهود طويلة، بنضالهم الصادق والمستميت في سبيل المصلحة العليا للبلاد والعباد، وما هانوا وما استكانوا وما بدّلوا تبديلا؛ وظلت إقامة مؤسسات ديمقراطية حقيقية هدفَهم الأسمى وغايتهم العليا.
وخلص الرد الي ان " زعيم المعارضة الديمقراطية دعا ولد عبد العزيز أكثر من مرة إلى أن يكون رئيسا لكل الموريتانيين وإلى احترام المبادئ التي تحكم الدولة والشأن العام؛ كما لفت نظره دون جدوى إلى خطر عدم المساواة في التعامل مع المواطنين على أساس انتمائهم السياسي أو الاجتماعي أو العائلي".
وهذا نص الرد :
تناقلت المواقع الإليكترونية والصحف المحلية والأوساط السياسية في صيغ متماثلة فحوى المداخلة التي قام بها محمد ولد عبد العزيز أمام ممثلي الأحزاب الداعمة له يوم 18 إبريل 2011. وكالعادة، لم يكن هناك ترابط منطقي في التحليل، ولا في الرؤية الإستراتيجية ولا الإدراك الواعي للواقع الوطني، ولم تكن السمة الغالبة على الخطاب روح اللباقة، وبعد النظر، واحترام الخصم؛ وهل هناك من كان يتوقع غير ذلك؟
وما يهمنا في هذا المقام ليس الرد على ما ذكره محمد ولد عبد العزيز في هذا اللقاء، ولكن سنكتفي بإظهار الحقيقة حول الكلام الصادر عن سوء نية الذي استهدف دون أدنى تحفظ المعارضة الديمقراطية وقادتها التاريخيين عامة، وأحمد ولد داداه بصورة خاصة.
إن محمد ولد عبد العزيز ـ حسبما قيل ـ قام بمحاولة صبيانية رعناء لشق صف المعارضة، فحاول جاهدا أن يميز بين القادة الذين "يملكون رؤية سياسية صحيحة" وبين أولائك الذين يطرحون دوما "مطالب شخصية". ولكن هيهات ! لن يخدع أحدا بذلك.
أجل، إن القادة الثلاثة الذين نال منهم ولد عبد العزيز ـ في سجلات مختلفة ـ عُرفوا إبان عهود طويلة، بنضالهم الصادق والمستميت في سبيل المصلحة العليا للبلاد والعباد، وما هانوا وما استكانوا وما بدّلوا تبديلا؛ وظلت إقامة مؤسسات ديمقراطية حقيقية هدفَهم الأسمى وغايتهم العليا. ومعا، حاربوا التعسف، كل حسب قناعاته ومساره الشخصي، تسكنهم المثل الديمقراطية والإخلاص للوطن. وخلال هذه المسيرة الطويلة، لم تكن المصالح الشخصية يوما هي الدافع لهم، خلافا لقادة آخرين. فمعا رفضوا ذلك النهج، وعلى أرضية تلك القيم اتحدوا.
لقد ارتأى ولد عبد العزيز أن يصب جام غضبه على شخص أحمد ولد داداه الذي لم يقدم له، خلال لقاءاتهم المختلفة ـ كما قال ـ إلا "قضايا شخصية" مثل "تلك المتعلقة برجال أعمال المعارضة وأطرها".
لا شك أن زعيم المعارضة الديمقراطية دعا ولد عبد العزيز أكثر من مرة إلى أن يكون رئيسا لكل الموريتانيين وإلى احترام المبادئ التي تحكم الدولة والشأن العام؛ كما لفت نظره دون جدوى إلى خطر عدم المساواة في التعامل مع المواطنين على أساس انتمائهم السياسي أو الاجتماعي أو العائلي.
ولتعلموا، أيها الرئيس، ولتبلغوا من حولك أن السيد أحمد ولد داداه لم يكن يطرح قضايا شخصية، ولكنه فقط كان يرفض بكل حزم استهداف مجموعات كاملة من الموريتانيين الذين لهم الحق في التساوي في النفاذ إلى الخدمات والتكاليف العمومية : الوظائف العمومية، الصفقات العمومية، الضرائب، النفاذ إلى وسائل الإعلام العمومية وإلى التجهيزات الجماعية. كما طالب بأن يصل الأطر الموريتانيون، دون تمييز، إلى الوظائف السامية، حسب الاستحقاق، وليس تبعا لقوة اللوبي الذي ينتمون إليه، ولا درجة قربهم من السلطة. فهو لا يملك تلك النظرة الربحية للسلطة التي لديكم؛ وهذا السبب وحده يكفي للاستمرار في المعارضة.
وفي هذه الظروف، هل ترون، أيها الرئيس، أن فضح استحواذ فئة محدودة على وسائل الدولة على حساب بقية الشعب الموريتاني يعتبر مطلبا شخصيا؟.
ومهما تكن إجابتكم على هذا التساؤل، فلا تنسوا أن تضعوا نصب أعينكم أنه من المجمع عليه أن دوافع ولد داداه ليست في هذا الحيز المثير للسخرية. ولعلكم أخطأتم في التصويب على هدفكم هذه المرة جيدا، حيث أن أنصاركم وبعض مساعديكم هم أول من أثار هذا السؤال وردوا عليه بالإيجاب.
لقد كان أحمد ولد داداه ـ إثر كل لقاء معكم ـ يقدم عرضا أمينا إلى قيادة الحزب وإلى شركائه في المعارضة الديمقراطية. ولم يتجاوز أبدا في حقكم ولا في حق المنصب الذي وصلتم إليه ـ في ظروف يعلمها الله ـ حدود اللياقة. وقد امتنع دوما عن إعطاء التفاصيل، أو عن النقل الحرفي للعبارات غير اللائقة التي قد تكونون استخدمتموها لإيصال أراء لا يشارككم إياها قطعا. فهو يرى أن النقاش الديمقراطي والحديث في الشأن العام يجب أن يتما باحترام وكرامة.
من خلال أفعالها وحركاتها اليومية، وعبر أسلوبها في الحكم، ومن خلال إدراكها السطحي للشأن العام، ومن خلال الوعود الموزعة يمنة ويسرة، والتي لم تُحترم قط، أثبتت السلطة القائمة عجزها عن مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه موريتانيا، ومن ورائها المنطقة بأسرها.
أفلا تعتبرون؟ الكثير من الموريتانيين يجزم بذلك.
نواكشوط، 16جمادى الأولى 1432- 21 إبريل 2011
إدارة الإعلام
اضغط لصورة أكبر