حماية المستهلك تقدم حصيلتها خلال شهر مايو :|: تصريح مثيرللنائب بيرام ولد الداه عبيدي :|: صحيفة مصرية تكتب عن زيارة ولد الغزواني لمصر :|: حصيلة عمل وزارة الاسكان خلال شهر مايو :|: دستوريا : اجتماع البرلمان الجديد قبل الاثنين المقبل :|: المدير العام لصوملك يعزي في رحيل مساعده المرحوم محمد محمود عبد الله :|: شيخ الأزهر يسقبل الرئيس غزواني :|: وفد رفيع من وزارة العدل يزور فرنسا :|: غزواني يؤكد : يجب تعزيز العمل العربي المشترك :|: انطلاق مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

تفاصيل حصول أحزاب على نواب من اللائحة الوطنية للشباب
تعديل وزاري مرتقب... مالجديد المنتظر ؟
أضواء على متغيرات التمثيل في البرلمان الجديد
رفع جلسة محاكمة "العشرية" بعد شهادة رجل أعمال
4 أطعمة تسبب الأرق عند تناولها على العشاء
ما هي أجمل دولة في أوروبا؟
مهرجان انتخابي للتحالف الشعبي بنواكشوط
من ذكريات دراستي زمن الطفولة والمراهقة (ح5)
أول تعليق لزعيم "إيرا" بيرام اعبيدي على الانتخابات
تفاصيل عن دوائر الشوط الثاني (نيابيات) غدا
 
 
 
 

عن الترشيحات وما تثيرمن ردود أفعال / محمد الأمين الفاضل

jeudi 23 mars 2023


تعودنا في هذه البلاد أن نعيش حالة غضب وسخط لدى بعض السياسيين مع كل موسم انتخابي جديد، ولكن حالة الغضب هذه المرة كانت أكثر اتساعا وأشد بروزا في موسمنا الانتخابي هذا.

عددٌ كبير من النواب انسحب من الأحزاب التي أوصلته إلى قبة البرلمان، وذلك عندما علم أن تلك الأحزاب لن تعيد ترشيحه، والأمثلة في هذا المجال أكثر من أن يتم تعدادها في هذا المقال السريع، فمن الصعب أن نجد اليوم حزبا سياسيا إلا وعاش حالة انسحاب نائب واحد على الأقل، ويتأكد الأمر بالنسبة للأحزاب المحسوبة على المعارضة.

هناك موجة انسحابات أخرى، وهي التي سنتوقف معها من خلال هذا المقال، وتتعلق موجة الانسحاب هذه بما يحدث الآن داخل حزب الإنصاف بعد الإعلان عن ترشيحاته لانتخابات مايو 2023.

سنتوقف مع موجة الانسحابات هذه من خلال النقاط التالية :

1 ـ لعل من أبرزالمفارقات التي استوقفتني، والتي سأجعلها أول نقطة أتوقف عندها، هي أن الحزب الحاكم (حزب الإنصاف) شهد أوسع موجة من الانسحابات والمغاضبات في فترة رئيس جمهورية يُعرف عنه ـ من بين أمور أخرى ـ أنه هو الرئيس الأكثر قدرة على احتواء معارضيه، لدرجة أن الكثير من المهتمين بالشأن العام أصبح يسأل أين المعارضة؟

فبأي منطق نفسرهذا التناقض الواضح : أنه في ظل حكم الرئيس الأكثر انفتاحا والأكثر قدرة على احتواء معارضيه نجد حزبا حاكما هو الأقل قدرة على احتواء منتسبيه وإدارة خلافاتهم؟

إن الإجابة على هذا السؤال تؤكد أن تشكيل لجنة لإصلاح حزب الإنصاف كانت خطوة مهمة، وأن تأخيرعمل تلك اللجنة إلى ما بعد الانتخابات القادمة لم يكن موفقا.

2 ـ من المعروف أن الكثيرمن منتسبي الأحزاب الحاكمة بدءا بحزب الشعب، وانتهاء بحزب الإنصاف، ومرورا بالحزب الجمهوري وعادل والاتحاد من أجل الجمهورية، من المعروف أن الكثير من منتسبي تلك الأحزاب الحاكمة يبحثون فقط عن مصالحهم الشخصية الخاصة وعن مصالح مجموعاتهم الضيقة، وأنهم يضعون تلك المصالح الشخصية والضيقة فوق مصلحة الحزب والنظام الذي يرفعون شعار الدفاع عنه.

هذه الطائفة من منتسبي الأحزاب الحاكمة كانت موجودة دائما في كل نسخ الأحزاب الحاكمة، ولكنها ظهرت بشكل أكثر وضوحا بعد الإعلان عن ترشيحات حزب الإنصاف، وكأن لسان حالها يقول : "رشحني أو أنسحب".

3 ـ لا تعني النقطة أعلاه أن تحقيق مصالح المنتسبين للأحزاب السياسية، وخاصة الحاكمة منها، ليس بالأمرالمهم، إنه أمر مهم، ولكن يجب أن يضبط بالمصلحة العليا للحزب وللنظام الحاكم.

من المهم أن تجد كل الطوائف والأحلاف والشخصيات الوازنة ذاتها في الحزب الحاكم، وأن يكون ذلك وفق الضوابط التالية :

أولا / ليس من الإنصاف أن تحاول الشخصيات والأحلاف الانتخابية داخل الحزب، والتي تحتل وظائف سامية في أجهزة الدولة، أن تبسط هيمنتها أيضا على المقاعد الانتخابية؛

ثانيا / ليس من الإنصاف أن تهمش الأحلاف التي تمتلك أكبر شعبية في دوائرها الانتخابية، وفي المقابل فليس من الإنصاف كذلك أن تحاول تلك الأحلاف أن تحتكر كل المقاعد الانتخابية في دائرة انتخابية ما بحجة أنها تمتلك أكبر شعبية في تلك الدائرة..

إن الحلف الانتخابي الذي يمتلك أكبرشعبية في دائرة انتخابية ما يستحق أن يمنح أغلب المقاعد الانتخابية في تلك الدائرة، ولكن لا يحق له أن يحتكر كل تلك المقاعد؛

ثالثا / إن الأحلاف التي تمتلك شعبية أقل لا يجوز إقصاؤها بشكل كامل، ولا يحق لها هي في المقابل أن تطلب من التمثيل أكثر مما يتيحه لها وزنها الانتخابي.

تلكم هي الضوابط التي كان يجب أن تحترم في ترشيحات حزب الإنصاف، ولكنها لم تحترم في كل الحالات.

4 ـ لقد ارتكبت الجهات المعنية بفرزلوائح المترشحين أخطاءً واضحة في هذا المجال، فأقصت أو همشت أحلافا تمتلك الشعبية الأكبر في دوائر انتخابية، وسمحت لأحلاف أخرى أن تحتكر كل المقاعد الانتخابية وذلك لكونها تمتلك الشعبية الأكبر، وأقصت في الوقت نفسه أحلافا تمتلك شعبية وازنة حتى وإن كانت ليست بالأحلاف الأكثر شعبية في تلك الدوائر، وأعطت لأحلاف من الدرجة الثانية تمثيلا انتخابيا أكبر مما تستحق ...كل هذه العينات من الأخطاء تم تسجيلها، وتم تسجيل عينات أخرى من الأخطاء لا يتسع المقام لبسطها.

5 ـ نعم وقعت أخطاء كبيرة في ترشيحات حزب الإنصاف، ولكن الرجوع عن تلك الأخطاء الآن سيكون بمثابة من يصحح أخطاء بأخطاء أكبر منها. إن سحب مقعد انتخابي من حلف سياسي ومنحه لحلف آخرلأنه يستحقه سيجعل الحزب يفقد الحلف الأول، وسيشجع ذلك كل حلف يعتبر نفسه مظلوما على إظهار المزيد من الاستياء في لحظة انتخابية حرجة، بل وإعلان الانسحاب من الحزب طلبا للترضية. إن الترضية يجب أن لا تكون من خلال سحب ترشح تم إعلانه مسبقا لمنحه لجهة مغاضبة أخرى حتى وإن كانت تلك الجهة على حق.

6 ـ إن هذه الأخطاء يجب أن تُأخذ منها العبرة مستقبلا، كما يجب أن يفتح لجميع المغاضبين حق الترشح من الأحزاب المنخرطة في أغلبية الرئيس، على أن يمنح لتلك الأحزاب التي حققت نتائج معتبرة في الانتخابات القادمة مكانة في النظام تتناسب مع ما حققت من نتائج انتخابية.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا