امساكية اليوم الخامس رمضان في انواكشوط والداخل :|: CENI تنشرمعطيات حول ملفات الترشح للانتخابات :|: نائب سابق : البرلمان يجب أن يمارس رقابة استباقية :|: انواكشوط : الرئاسة تنظم افطارها السنوي :|: معلومات عن مدبرعملية فرارالسجناء الارهابيين :|: الشرطة تقبض على "مدبر" عملية فرار السجناء "الإرهابيين" :|: مرصد حقوق المرأة والفتاة يحتفل بقرارتعزيزاستقلاليته :|: معلومات عن عدد الأحزاب وترشيحاتها للانتخابات :|: أفضل توقيت لممارسة الرياضة في رمضان :|: وقفة رمضانية مع قيمة إسلامية !../د.محمد ولد عابدين :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

تعرف على 8 مقاطعات يقل عدد ناخبيها عن 10000 ناخب
من هم "الارهابيون" الفارون من السجن المدني في نواكشوط ؟
الصدفة .. رجل يكتشف كنزاً في مطبخ منزله !
وزيرالدفاع يترأس اجتماعا لوضع خطة امنية للقبض على الارهابيين الفارين
قصص المتهمين في "ملف العشرية" ...11 يوجدون بالسجن
مفوضية حقوق الإنسان تقيم حفل عشاء على شرف رؤساء منتديات المجتمع المدني
وزارة الداخلية تصدر بيانا حول "عملية السجن المدني"
ماهي مزايا ممارسة الرياضة للبالغين فوق الأربعين ؟
عكس الشائع .... النوم مهم لفقدان الوزن !
معلومات عن مدبرعملية فرارالسجناء الارهابيين
 
 
 
 

ذكريات يشتتها الألم/ محمد فال ولد سيدي ميله

vendredi 18 novembre 2022


وقفت على الربع أستنطقه عن ذكريات المحمديْن الظاعنيْن. أعقاب سيجارة حزينة، صدى ضحكة يزيّنها الأزل، وصور مشتتة من أشياء الحياة. في كل يوم ذكرياته، واليوم لم يسعفني الربع بغير هذه من ذكريات المحمديْن الحبيبيْن (محمد سالم ومحمد شنوف، عليهما من غافر الذنب شآبيب رحمته).

قصائدي في الحبيبين لا حروف لها، والدمع فيهما باق في محاجره، تحتكره الأحزان لنفسها، فهو أعظم من أن يسيل، وأجزل من أن يتدفق. البرق، والحمام، والغزالة الوجناء، وأغصان الطلح، وسويعات الغسق، وشِعر البُداة : تفاصيل كنا نصنع خيوط أخيلتها من أحاديث المساء، حين نحطم حدود العقل، فنتناول المحذور والمحظور، والمقبول والمرفوض، والثابت والمتغير، قبل أن نختم بالهزل، فتأخذ كل دعابة نصيبها من الضحك الوديع. وغدا نلتقي، عند هذا أو ذاك، أو في فيفاء محايدة، مع ثلة من أصدقاء لا شيء يجمعهم غير ذينك الشبليْن، الخلوقيْن، الماجديْن، المفضاليْن، السمحيْن... وكثيرا ما يكونان، في مجالسنا، واسطة السبحة ودرة القلادة. بهما يطيب اللقاء، ومعهما يزدان المحفل، ومنهما تنطلق أولى إشكاليات وشجون الحديث.

كلما فكرت فيهما، انتابني شعور بأن المحمديْن استُخلصا من طيبة النفس وطينة النخوة. كانت الأريحية ديدنهما والسماحة عادتهما والرزانة عنوان حياتهما. كانت حياتهما الخاطفة طاهرة في كنهها، لم تدنّسها أوساخ دهرهما. ظلا نظيفين، نقيّيْن، سالميْ العرض، إلى أن اختارهما الله لجواره، تاركيْن فراغا لم يجد بعدهما من يسده، وهوة استحال ردمها، ورُزْءًا فوق الرثاء لأنه عَصِي على الشكل والفحوى والروي والكلمات. ورغم أن الباكين عليهما كثيرون، والباكيات عليهما كثيرات، إلا أن من تجمدت دموعهم، عاجزين عن التعبيربغير الجحوظ، أكثر بكثير.

واليوم، بعد سنوات من حرقة الفراق ولوعة الوداع الأخير، نرجو من جلسائهما وخلانهما وأصفيائهما، ومن عرفوهما ومن لم يعرفوهما، أن يترحموا عليهما عسى أن يُحشرا مع "الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء".

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا