توقعات بارتفاع درجات الحرارة :|: وزارة التجارة :غلق 98 محلا تجاريا بسبب المخالفات :|: انخفاض أسعارالنفط في الأسواق العالمية :|: أبرز ماقاله الرئيس في حفل افطارتلاميذ "الامتياز" :|: الوزيرالأول يدعو إلى مضاعفة الجهود في مجال ترقية حقوق الإنسان :|: اعتماد سفيرجديد لموريتانيا في قطر :|: مواعيد الافطارليوم8 رمضان بعموم البلاد :|: الرئاسة تنظم إفطارا لنحو 70 من تلاميذ مدارس الامتياز :|: نجاح أول تجربة لزراعة القمح في موريتانيا :|: المراحل الأخيرة في محاكمة المتهمين بقتل الصوفي ولد الشين :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

إطلاق اسم المجاهد ولد الباردي على المعبر الحدودي الموريتاني مع الجزائر
بدعوة من نظيره الجزائري : رئيس الجمهورية في تيندوف الخميس القادم
الحصاد ينفرد بنشر الصور الأولى لمعبر المجاهد اسماعيل ولد الباردي
طول أصابع اليد يكشف سمات شخصية !!
الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الجزائر والمغرب والصحراء.. يكرهونه أكثر مني..
احذر ..8 عادات يومية قد تؤذي الدماغ !!
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
 
 
 
 

مخرجات التشاور..تجسيد للإنصاف وتجاوز للخلاف ! *

mardi 27 septembre 2022


لقد انبثقت فكرة هذا التشاور من رحم تعهدات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، ونضجت واختمرت تحت رعايته ومتابعته المباشرة ، طبقا لتعبير معالى وزير الداخلية السيد محمدأحمد ولد محمد الأمين ؛ فارس ومهندس هذا العرس الديمقراطي الكبير الذى جاء تكريسا لفلسفة الرئيس فى تجذير خيار النهج الديمقراطي الحضاري ، وتجسيد روح الحكامة السياسية الدستورية القائمة على مد جسور التلاقي وخلق مساحات التواصل بين فرقاء المشهد السياسي الوطني ؛ تهدئة وانفتاحا يتخذ من الحنكة والحكمة أسلوبا ومن الرزانة والرصانة منهجا ومقاربة.

إن مخرجات هذا التشاور تشكل نصرا سياسيا ثمينا وفتحا ديمقراطيا مبينا ؛ أثمر جملة من المكاسب الرائدة والتوصيات الواعدة الممهدة لتعزيز منظومة الإصلاحات السياسية والمؤسسية ، وترسيخ قيم الثقافة الديمقراطية ؛ ضمانا لشفافية وتطوير وترقية آليات التمثيل والانتخاب فى كل أبعادها القانونية والإدارية والتنظيمية واللوجستيكية ، من خلال ما اشتملت عليه بنود الوثيقة النهائية لمخرجات التشاورالمنظم بين وزارة الداخلية واللامركزية والأحزاب السياسية حول التحضير التشاركي للانتخابات النيابية والجهوية والبلدية : 2023 ، سعيا إلى تنظيم “انتخابات توافقية جامعة وشفافة ونزيهة “…

لقد كان وزيرالداخلية واللامركزية السيد محمد أحمد ولد محمد الأمين فارس المرحلة ومهندس التشاور ، وأثبت بجدارة واستحقاق أن الرئيس أعطى القوس باريها ، وأبان طيلة مراحل هذه التجربة عن رؤية عميقة ومقاربة مستنيرة ؛ تنم عن دقة فهمه وسعة إدراكه وعمق خبرته وطول مراسه ، وتعاطيه مع الفرقاء بأريحية ورباطة جأش وهدوء ووقار ، لقد جمع الرجل العديد من الخصال والخلال ، وأوتي فصاحة المقال وحصافة الجدال ، وحكمة الحجاج وحنكة السجال ؛ مستلهما تراثا إداريا باذخا ومسيرة مهنية حافلة بالعطاء والتضحية والتفاني فى خدمة الصالح العام.

وقد عبرالساسة وقادة الرأي وممثلو الأحزاب وفرقاء المشهد السياسي عن إشادتهم وتثمينهم لمخرجات هذا التشاور الوطني الذى يستجيب لتطلعاتهم وطموحاتهم ؛ نحو تحقيق مكاسب سياسية وطنية ، ستسهم فى تعزيز وترقية النظام الديمقراطي للبلد ، منوهين بما ساده من روح الانسجام والتفاهم ومناخ الإجماع والتوافق حول القضايا الوطنية الجوهرية ، فضلا عن ما اشتملت عليه مخرجاته من ضمانات سياسية كفيلة بترقية الحياة الديمقراطية ، وإشاعة قيم ومبادئ الإنصاف وتوسيع وتنويع قاعدة التمثيل ؛ عبر استحداث لائحة وطنية للشباب من الجنسين ، وإشراك ذوى الاحتياجات الخاصة في التمثيل البرلماني لأول مرة ، وتمكين الجاليات فى الخارج من انتخاب نوابها من بين منتسبيها بشكل مباشر تصحيحا للخلل المعمول به سابقا ، فضلا عن مساهمة الدولة فى تمويل الحملات الانتخابية وإشراك الأحزاب السياسية فى جميع مراحل التحضير للاستحقاقات الانتخابية ، وغير ذلك من الإجراءات الصريحة والصارمة الهادفة إلى ضمان تحقيق الشفافية فى جميع مراحل الحياة السياسية ومسار الحملات الانتخابية.

شكل هذا التشاور اختبارا كبيرا نجحت فيه نخبنا السياسية بهذا الإجماع المنقطع النظير ، وبرهنت على سعيها إلى تجذير خيار النهج الديمقراطي ، والتعالي على المصالح الأنانية والابتعاد عن العقلية لبراكماتية الساعية لتحقيق مكاسب آنية ، فاللحظة تحتاج إلى نخبة وطنية تواكب تحولا ديمقراطيا ، وتصوغ مشروعا توافقيا لتطوير البلد وتقوية حكامته السياسية ، وبفضل الله ونظرا لمواكبة رئيس الجمهورية لهذا التشاور وتأطيره ، تجاوبت النخب السياسية معه ولعبت دورها التاريخي المنتظر منها ، وبذلك تم كسب الرهان السياسي ، وتحول الحدث إلى عرس ديمقراطي حضاري ، يمهد لعهد جديد من قيم التلاحم والتآز وتعزيز الوحدة الوطنية ؛ على أسس الإنصاف والعدالة والمساواة وتكريس دولة القانون والمؤسسات ، وترسيخ الإصلاحات الدستورية والتشريعية وتفعيل آليات الرقابة والشفافية ، وتحديث أساليب الحكامة السياسية ، للوقوف سدا منيعا في وجه المحاولات اليائسة للنيل من لحمتنا الوطنية ، والتصدى الحازم لخطاب التطرف والكراهية بفكر ثاقب ورأي صائب ، يؤسسان لقيم الحوار والتشاور ، باعتبارها أنجع السبل لتحقيق مصالح الإنسان وتنمية الأوطان.

* د.محمد ولد عابدين
أستاذ جامعي وكاتب صحفي.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا