ولد بوعماتو يدعو لترشيح غزواني لمأمورية ثانية :|: شركة قطرية تتولى إنجاز مشروع عقاري في موريتانيا :|: مالي تعفي سفراءها في موريتانيا وعدة دول :|: اعلان الناجحين في أولمبياد العلوم 2024 :|: موريتانيا : تصريح هام لمسؤولة أممية :|: دراسة حول ذكاء شعوب العالم !! :|: الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي :|: مرسوم باستدعاء هيئة الناخبين :|: صندوق النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد العربي 2.6% في 2024 :|: CENI حصيلة المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

من يوميات طالب في الغربة :(27) :أجواء صدور نتائج الامتحان الأول

mardi 28 décembre 2010


عدت إلى الحي الجامعي بعد حضور الحصة الصباحية وصدور النتائج الجزئية للامتحان الفصلي والذي كان يوما مشهودا سنحكي قصته في الحلقة المقبلة...

في تونس حيث الدراسة صعبة يشعر الطالب بحق بقيمة النجاح وقت خروج النتائج وبعده على الأقل في المحيط الاجتماعي ببساطة لأن الجميع يجتهد ويبذل قصارى جهوده في سبيل النجاح في الامتحانات ويعلم أن طريقا واحدا هو المتاح أمام كل الطلبة للنجاح والحصول على الشهادات ألا وهو طريق الدراسة والتحصيل العلمي وسهر الليالي على المراجعة ودوام الحضور للدرس في الفصول.

في تونس أيضا تشعر بقيمة دراستك حيث يقدر المرء في الوسط الاجتماعي بمقدار الرتبة العلمية التي يحملها بالضبط كما تحرص الدولة على تقديره وتشغيله بحسبها ذلك أنه لا توجد أية اعتبارات أخرى يمكن أن تنال من رتبة تقديم المرء علميا على مستوى العمل وفي الوسط الاجتماعي بهذه البلاد .(طبعا لا نحتاج للتذكير بأن العكس هو ما يحدث في بلدنا موريتانيا في الغالب للأسف).

في وصفي لأجواء خروج النتائج أذكر بداية بأننا كنا نعرف وقت خروجها مسبقا من روزنامة المواعيد السنوية الدراسية ،وفي الليلة التي سبقت صدور النتائج كنت بالحي الجامعي مع بعض الزملاء التونسيين بعضهم قديم والبعض الأخر جديد... تجاذبنا أطراف الحديث حول الهموم الدراسية واستفضنا فيه حول توقعاتنا عن النتائج ومع ذلك لم يكن بمقدورنا إلا أن نبقى على احتمال يفوق 40% للرسوب بالنسبة للمجتهدين جدا في الدراسة والامتحان في حين لم نجد بدا من إهمال التفكير في غيرهم.

في الصباح استنفر الجميع باكرا للحضور لأماكن الدراسة ليس لضرورة التكهن والاستماع للشائعات حول النتائج أو للحصول على تسريبات مقدمة عنها بل لأن الجميع واثق من أن تلك النتائج لها مصداقية عالية ويتم تحضيرها بطريقة عصرية ولا مجال فيها للمحاباة والأغلاط وهضم الحقوق.
كان موعد تعليق النتائج الساعة العاشرة صباحا...دخل الطلبة الى حصتهم الصباحية بهدوء وأثناء راحة الساعة العاشرة كان غالبيتهم متسمرون في صفوف منظمة غير بعيد من لوحات عرض النتائج.نظرت فإذا مشهد يعيدني لذكرى انتظار نتائج الباكلوريا صيف 1996.

الطلبة كلهم كانوا هادئين رغم أنهم يعيشون على أعصابهم منذ نصف شهر انتظارا للنتائج، لا أحد يمكنه الهروب من النتائج...هكذا يمكن تلخيص المشهد..كان البعض واثقا من عمله ونفسه ولكن الغالبية من الطلبة كانوا خائفين من نتائجهم رغم كون لجان الامتحان أمينة وتتيح الفرصة للطعن في أية نتيجة والحوار مع أستاذ المادة التي منحها للطلبة على حد سواء. طبعا خوف الطلبة من الامتحان يبرره علماء النفس بعدة عوامل أهمها : عدم الاستعداد أو الاضطرابات الذهنية والعصبية أثناءه والتي قد تؤثر على الطالب في الاستعداد له أو على صحة إجاباته.

علق عمال مكتب سير الدروس النتائج وكانت لحظة حاسمة حيث اقترب الجميع بهدوء من لوحات عرض النتائج..كانت الأرقام والأسماء والمعدلات واضحة في كل مادة مع توقيع محاضر الامتحانات لكل مستوى من طرف رئيس وأعضاء لجنة الامتحانات.

ردة فعل الطلبة كانت متناسبة مع حجم الامتحان ،وبما أنه ليس دورة رئيسية "في تونس هنالك دورتان مايو ويونيوعادة وامتحان ثانوي في بداية السنة"،وقد سجلت رغم ذلك ردات فعل نذكر منها :الفرح العارم في شكل زغاريد نسائية وصيحات الإشادة من طرف الرجال بالنسبة للناجحين ودعوات لدفع ثمن "المبروك" بالدارجة المحلية ويعني "عربون النجاح" وهو عبارة عن توزيع مشروبات غازية من طرف الطالب الناجح على زملائه الذين يهنئونه بالمقابل ويفرحون معه.أما ردة فعل الراسبين فتتراوح بين البكاء والإغماء بالنسبة للطالبات والحزن الشديد والحيرة بالنسبة للطلبة وتهدئة الخواطر وشد عزيمته والتقليل من خطر تأثير تلك النتيجة على الامتحانات الكبرى في نهاية السنة.

للأسف كنت من هذا المعسكر ورغم ذلك فقد تحاملت على نفسي وكسرت القاعدة فدخلت مع مجموعة من زملائي التونسيين الناجحين في كل المواد"لم يكن موريتاني بالسنة الأولى غيري" حيث دخلت إلى المقهى وتبادلنا التهانئ بما تحقق لي ولهم من نجاحات ونحن نتناول المشروبات الغازية فرحا بنجاحهم .

هكذا كانت أجواء صدور نتائج أول امتحان لي في الغربة...
في الحلقة القادمة سنتعرف على بداية الفصل الثاني من الدراسة كيف كانت الاستعدادات له؟

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا