"دومين" : تسجيل العقود عن طريق منصة رقمية :|: متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !! :|: اتفاقية لافتتاح وكالة تابعة لـل"تشغيل" بالجامعة :|: اطلاق المرحلة الثالثة من برنامج تطوير التعليم :|: جدول رحلات الموريتانية للطيران لمسم الحج الحالي :|: تسليم 12 رخصة لممارسة الإشهارمن قبل الأفراد :|: اتفاقية بين الوكالة الرسمية ووكالة المغرب العربي للأنباء :|: وقفة تضامنية للأخصائيين مع المقيمين :|: السنغال : الغزواني أبدى استعداد موريتانيا لتقاسم موارد الصيد :|: وفد اوروبي يجتمع وزير الطاقة الموريتاني :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

هل حققت الحرب على الإرهاب أهدافها؟ /محمد السمّاك

vendredi 15 octobre 2010


أين اصبحت الحرب على الارهاب؟

الولايات المتحدة تفاوض حركة طالبان في أفغانستان..

وفرنسا تفاوض حركة القاعدة في المغرب العربي "الاسلامي"..

واسرائيل تفاوض حركة حماس عبر الولايات المتحدة.

وبعد تسع سنوات على جريمة 11 سبتمبر 2001، لا تزال المخابرات الأميركية تبحث عن ابن لادن في كهوف ومغاور تورا بورا كمن يبحث عن "ابرة في كومة من القش" !.

يكرس نتائج الحرب على الارهاب الوقائع العملية التي وصلت اليها. ففي أفغانستان التي جرى فيها التخطيط لعملية الهجوم على نيويورك وواشنطن والتي انطلقت منها العملية.. تعترف الولايات المتحدة اليوم انه "لا انتصار في الحرب على أفغانستان"، وان العمليات العسكرية التي تشنها القوات الأميركية مع قوات حلف شمال الأطلسي لن تحسم الوضع عسكرياً ولن تقضي على حركة طالبان بالقوة. ومن هنا بدأت عملية إعادة النظر في هذه الحرب على قاعدة التفاوض مع طالبان بدلاً من محاولة اقتلاعها من جذورها كما كان يردد الرئيس السابق جورج بوش.

ولكن هذه الحركة ترفض العرض الأميركي. وتصرّ على الانسحاب العسكري الكامل أولاً.. وبعد ذلك التفاوض. أما التفاوض في ظل الاحتلال فانه مرفوض من حيث المبدأ. ويعكس هذا الموقف شعور طالبان بالاستقواء.. وشعور الولايات المتحدة بضرورة الاعتراف بالأمر الواقع وبضرورة التعامل مع هذا الأمر من دون مكابرة.

غير ان واشنطن التي لا تريد ان تواجه في كابول ما واجهته في سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبية من انسحاب مذل أمام قوات الييتكونج)، تحاول أن تلعب ورقة أخرى. وبموجب هذه الورقة تحاول دفع أفغانستان الى حرب قبلية يكون خصومها وخاصة من قبال الباشتون وقوداً لها. على أن تؤدي الى انقسام البلاد وتمزقها، وبالتالي الى استنزافها في الداخل ومن الداخل.
واذا استدرجت أفغانستان الى حرب قبلية من هذا النوع، فقد لا تخرج منها بعد مائة عام. ذلك ان تقاليد الثأر المتأصلة في الحياة القبلية تجعل من اشعال الفتنة هدفاً سهلاً.. وتجعل الخروج من الفتنة هدفاً صعباً وبعيد المنال.

غير ان فشل التجربة البريطانية في محاولة اثارة الفتنة بين القبائل عندما كانت بريطانيا تحتل شبه القارة الهندية كلها حتى عام 1947، لا تشجع الولايات المتحدة في مشروعها الجديد.

كانت بريطانيا نجحت في إثارة الفتنة بين المسلمين والهندوس ما أدى الى الانقسام الكبير الذي اسفر عنه ولادة دولتي الهند والباكستان. ولكنها فشلت في اثارة الفتنة بين المسلمين والمسلمين ؛ فحافظت كل من الباكستان وأفغانستان على وحدتيهما رغم كل الفتن والدسائس التي تعرضتا لها. أما انفصال بنغلادش عن باكستان فيعود الى اسباب جغرافية سياسية. ذلك ان الهند تفصل بينهما.

لا يعني ذلك أن أفغانستان - أو حتى الباكستان - محصنة ضد الفتنة. فالنزعة الانفصالية تحركت على خلفية اقتصادية اجتماعية (وليس طائفية أو مذهبية) وهي قابلة للتوظيف السياسي، مما قد يحول الصراع الأفغاني الأميركي الى صراع أفغاني أفغاني على غرار ما حدث في فلسطين المحتلة (بين حركتي فتح وحماس) حيث تحول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولو في جزء منه الى صراع فلسطيني فلسطيني.

ولعل الصورة في العراق هي أكثر وضوحاً. فالتقارير الرسمية لأجهزة المخابرات الأميركية التي سمح بالكشف عنها مؤخراً تثبت انه منذ اليوم الأول لوصول الرئيس جورج بوش الى البيت الأبيض، قرر اجتياح العراق، ثم طلب من الأجهزة المختصة إيجاد المبرر لذلك. وربما يعود قراره الى ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين اتهم بإعداد خطة لاغتيال والد الرئيس بوش (جورج بوش الاب) على خلفية الرد العسكري الاميركي على غزو صدام حسين للكويت.

ويعترف وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الآن ان المخابرات عملت على اختلاق تهمة امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل، وانه على علاقة تعاون مع تنظيم القاعدة ومع ابن لادن شخصياً، وانه يخشى من وصول أسلحة الدمار الشامل من العراق الى القاعدة مما يشكل خطراً على الولايات المتحدة وحلفائها.

وعلى خلفية هذه الصورة المختلقة كانت الحرب الاميركية على العراق بمثابة استكمال للحرب الأميركية على الارهاب التي بدأها الرئيس بوش باجتياح أفغانستان.

ولكن الوقائع أثبتت ان العراق لم يكن يملك أسلحة دمار شامل. وان علاقات صدام حسين مع تنظيم القاعدة كانت علاقات سلبية جداً، وانه لم يكن بينهما اي تعاون ولا حتى أي اتصال، كما أكد ذلك طارق عزيز وزير خارجية صدام حسين اثناء التحقيق معه في معتقله في بغداد.

مع ذلك اسفرت الحرب الأميركية على العراق التي شنّت تحت ذريعة مكافحة الارهاب الى فاجعة انسانية أودت بحياة حوالي المليون عراقي وأكثر من 4400 جندي أميركي. وأخطر ما أسفرت عنه هو تمزيق المجتمع العراقي على قاعدة طائفية (اسلامي مسيحي) وعلى قاعدة مذهبية (سني شيعي) وعلى قاعدة عنصرية (عربي - كردي، وتركماني - كردي).

ثم ان الاجتياح الأميركي للعراق استدرج تنظيم القاعدة الى بلاد الرافدين، وتحت ذريعة مقاومة الاحتلال وهي ذريعة مشروعة، مارس التنظيم جرائم القتل الجماعي من خلال السيارات المفخخة التي أودت بحياة الآلاف من الضحايا الأبرياء. وبذلك أدّت الحرب على الارهاب الى توسيع قاعدة العمل الارهابي حتى وصلت الى افريقيا : من الصومال شرقاً حتى نيجيرياً غرباً.. مروراً بمالي وموريتانيا.

وقد شهدت هذه المناطق حملات كرّ وفرّ بين مسلحي القاعدة والقوات الفرنسية مدعومة بقوات من مالي وموريتانيا، ولكنها انتهت مع الأسف بمقتل أحد الضحايا المختطفين وعدد من قوات الأمن. وخوفاً من أن تتجدد هذه النتائج المأساوية مرة جديدة، وجدت الحكومة الفرنسية نفسها مضطرة لفتح حوار مع تنظيم قاعدة المغرب الاسلامي املاً في تحرير الرهائن بسلام.. ولكن ماذا بعد التفاوض الذي يحمل معاني سياسية خطيرة؟.

عندما أعلنت الحرب على الارهاب رفعت هدفاً لها شعار الاستئصال. وهذا يعني ان لا حوار ولا مفاوضة مع الارهابيين. ولكن الذي يحدث الآن من أفغانستان الى موريتانيا مروراً بالعراق، يشير الى العكس تماماً.

ويكاد لا يمر شهر أو شهران الا وتطل خلية ارهابية جديدة تحمل اسم القاعدة، من أندونيسيا واستراليا، مروراً بكمبوديا وسنغافورة.. وانتهاء بكندا والولايات المتحدة، فهل يمكن في ضوء هذه النتائج السلبية الزعم بأن الحرب على الارهاب حققت أهدافها.. أو شيئاً من أهدافها؟.

لا شك في أن الخطأ القاتل الذي وقعت فيه الحرب على الارهاب منذ أن أعلنها الرئيس جورج بوش الابن هو ربط الارهاب بالاسلام. فأساء بذلك الى الاسلام وشجع على الارهاب. وهو ما يعاني العالم منه اليوم. وبذلك خسرت الولايات المتحدة الحرب على الجبهتين.

فعلى جبهة الارهاب ازداد الارهاب واتسع. وعلى جبهة الاسلام، استعدت الولايات المتحدة العالم الاسلامي مجاناً بدلاً من أن تكسبه في القضاء على الارهاب.

ومنذ وصول الرئيس باراك أوباما الى البيت الأبيض وهو يحاول إيجاد مخرج مشرف لبلاده من الجبهتين الخاسرتين غير ان نواياه تبدو أفضل من قدراته.. وتصريحاته أفضل من قراراته.

نقلا عن المستقبل اللبنانية

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا