بحث التحضيرللرئاسيات مع الامم المتحدة والاتحاد الأروبي :|: السيدة لأولى تنظم حفل إفطارلمجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة :|: النيابة العامة تستأنف الحكم في قضية قتل الصوفي :|: حزب التكتل يدين سجن ولد غده :|: مواعيد الافطارليو م18 رمضان بعموم البلاد :|: وزيرالدفاع وقائد الاركان بزويرات ..قبل زيارة الرئيس :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها وتطالب بإطلاق سراحه :|: تكوين لمفوضي وضباط الشرطة حول القوانين المجرمة للعبودية :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها :|: اتفاق مع شركات عربية لاستغلال حقلي "باندا" و "تفت" للغاز :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
 
 
 
 

السيد الرئيس بأي خمْسينيّة تحتفلون؟/ د. حماه الله ولد السالم

lundi 11 octobre 2010


يولي نظامكم عناية فائقة للاحتفال بذكرى مرور خمسين سنة على إعلان الاستقلال السياسي في 28 نفمبر سنة 1960م.

وقمتم من أجل تحقيق تلك الغاية، بتشكيل لجنة من أعضاء يمثلون الهيئات الرسمية المدنية والعسكرية، وبعض المجموعات الأهلية وشخصيات من حساسيات معينة.

ليس في الاحتفال بتلك الذكري، بحمولاتها المختلفة، الموجبة والسالبة، أي غضاضة أو خطأ، لكن المبالغة في ذلك واعتباره عملا يستحق كل ذلك العناء، وكأن شيئا تحقق لأهل هذه البلاد، أمر فيه شيئ من إلغاء الذاكرة وجانب من الاستخفاف بعقول الناس وحرمة شعورهم.

لكم أن تعرفوا، بادي الرأي، أن المحتل الفرنسي البغيض، كان قادرا على تبليط الشوارع وتنظيم الإدارة وعمران المدن وتحويل الصحراء إلى جنات وحدائق، وتكريس المدنية بين أبناء الشعب. لكن الثمن هو محو الدين واللغة والكرامة والخلق وإلغاء الذاكرة والتاريخ والتراث : أي الهوية بلفظ واحد.

ولذلك لم يقبل أسلافنا تلك الخطة السوء، بل جاهدوا في السهول والجبال، وقاتلوا وقتلوا، وصبروا على الأذى والجوع، وتلتهم عصابة من رجال النضال الوطني الأصيل لم تقبل مهزلة الاستقلال فنالت قطها من الطرد والتشهير، وتلتها جماعات من رجال التربية صمدت في معركة غير متكافئة ضد إدارة الاستعمار وأدواته ورجاله، وبذلت جموع الوطنيين والقوميين العرق والدماء فطحنتها آلة النظم المستبدة الوقحة على مدى العقود الماضية، كل ذلك كائن من أبناء هذا الشعب من أجل العقيدة والهوية والكرامة والحقوق، وضربا بمدنية الاستعمار ولسانه وأمواله عرض الحائط.

والسؤال وارد عن الذي تبدل أو تغير في حياة الموريتانيين في ظل الدولة الوطنية من الاستقلال إلى يوم الناس هذا؟ الحصيلة صفر إلى الشمال ! فدار ابن لقمان ما تزال على حالها : لغة العدو باقية في الحل والعقد والتفكير والدرس والخطاب والعمل، تماما كما كانت تركة الإدارة الاستعمارية، مع فارق واحد هو أنه تحت التنازل المؤلم والدنيئ لصالح لغة العدو ومن قبل الأنظمة كلها، مع فترات من الراحة البيولوجية، صار لزاما على الجميع من ذوي الوعي الضعيف و المعادن الخسيسة، وحتى من أولي البصائر، الإلقاء بفلذات أكبادهم للكنائس الجديدة والإرساليات المسيحية والتفاخر بالرطانة الأجنبية والسخرية من لسان القرءان ولغة عدنان والتفريط في التاريخ والذاكرة والتراث أي بالوجود.

أنا أود أن أسـألكم مباشرة، عن الأمور الآتية علني أجد لها جوابا في قابل الأيام بالقول أو بالفعل أو بهما معا :

1. بأي حق تحتفلون بخمسينية الاستقلال، وقد عادت فرنسا بخيلها ورجلها إلى البلاد، وبتنسيق كامل مع أجهزتها العسكرية والأمنية، وبإشرافها على جيشنا وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة من شؤونه، بعد أن كادت تقطع الأمل في ذلك. أو ليست عودة القواعد وانتشار المدارس الفرنسية وتكريس لغة الأجنبي والخضوع لأماليه، مهما كان المبرر، دليل عودة الاستعمار كما كان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين !

2. وبأي حق تحتفلون بتلك الخمسينية ومسلسل احتقار اللغة العربية مستمر بل وبشكل أبشع من أي وقت مضى، حتى جرت الواقعة السيئة الذكر في أول العام في الاعتذار عن تمجيد لغة الأجداد والدولة.

3. وبأي حق تحتفلون بها ومائات الأساتذة الأكفاء من مدرسي العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء يتيهون في الشوارع مهمشون مبعدون، يرمقون بحسرة وألم حصيلة ثلاثين سنة من الجهد والعرق في بناء صرح شيدوه من الكتب والتربية والتعريب والمخرجات العالية الجودة التي لم تجد أية مشكلة في مدارس ومعاهد وكليات الشرق والغرب لا في فرنسا ولا في روسيا ولا حتى في الصين الشعبية بلغتها المحترمة العريقة المعقدة. يحدث لهم ذلك وقد وقفوا على تعليم وطني راسخ وقوي باللغة العربية للمواد الطبيعية والحسابية وبكفاءة ليست محل شك، ثم يُلقى بكل ذلك في مهب الريح أو مكب النفايات كالجيف والبواقي، وليُدال منهم إلى أشباه مدرسين من نفايات أفريقيا الغربية والوسطى، العارفين بكل شيئ إلا بلسان الفرنجة الذي هم به متشدقون، وإن أحسنوا قليلا منه جعلوه مطية للحقد والإفساد في عقول وقيم وأعمار أبناء شعب بأكمله.

4. وبأي حق تحتفلون بذكرى الخمسين سنة على الاستقلال، وأنتم تكرسون الرداءة الفكرية والمؤسسية في هيئات التعليم العالي والقاعدي، حيث لا قيمة للمدرس، مهما شابت مفارقه وذبل عظمه في الدرس والعمل، بينما يصعد كالصاروخ إلى سماء المناصب التعليمية والإدارية والسياسية، الشداة والقصّر والتافهون والجهلة لأنهم أتقنوا حرفة النميمة والنفاق والكذب والدجل والتلاعب بالقيم النبيلة، والتنكر لقيم السماء وأعراف الأرض، والتآمر الدنيئ على خيرة رجال العلم والتربية والهدر الفاضح لموارد البلاد العلمية والتراثية. وقد أطحتم، وبضربة لازب، في قانونكم للتعليم العالي، بالقليل الباقي من حرمة المناصب الجامعية والعلمية، لتصبح بمراسيمكم حكرا على من تريدون ممن تعرفون وبالطريقة التي ترون. وبعد ذلك تتحدثون عن بناء الجامعة والعناية بأهلها، متناسين أو غير عارفين بأن الجامعة فضاء للبحث والكفاءة العلمية والحرية العقلية، بينما تكرسون، نقيضها بفرض سياسات التزلف والنفاق والتخابر والنميمة والإذلال للناس، الذين يجب عليهم، علماء أو مفكرين أو مثقفين، الإعلان عن ولائهم، كالعامة، وبنفس الطريقة وأمام الملإ ولو من جهاز مرئي أو مسموع. وبالتأكيد لستم على بينة من واقع التزوير الفاضح والتلاعب الدنيئ بكرامة الجامعة والمعاهد العليا حيث يسود كل شيئ إلا احترام الحق والكفاءة والمسؤولية والرتبة العلمية والأمانة والخلق والاحترام، وأنتم، علمتم أو لم تعلموا، ظهير لعصابة الفساد والرداءة والنميمة والجهل في مؤسسات التعليم العالي وفي الثانوي والأساسي. والغريب أن مصالح استخباراتكم التي تبلع مائات المليارات وتفسد وتكذب، لا توصل إليكم تلك الحقائق، بالقدر الذي توصل به أسرار الناس في البيوت والمآدب والأحزاب.... وما شاء الله من الأمكنة والأزمنة حيث لا حرمة للمواطن ولا كرامة له إن كان خارج دائرة الولاء والنميمة والتزلف. وبالتالي فحديثكم عن الحرص على التعليم والثقافة والهوية مردود من أصله وفرعه لأن الشواهد والأعمال تكذب الأقوال بل تنسفها من أساسها. وقد وجهت لكم ذات يوم برسالة تعرفون مضمونها ومنها أن عليكم أن تنتظروا إن دام الحال على ما هو عليه كفرا بواحا ورفضا صراحا من أبناء هذا الشعب، للدولة ونظامها وأقوال حكامها وأفعالهم إن لم نقل شيئا آخر. وخذوها نصيحة قبل فوات الأوان، من مواطن غيور، تبدت له الأشياء لما اعتزل ما يجري، إن الخطر كامن تحت أقدامكم قد ينفجر لا سمح الله في أي وقت مطيحا بكل شيئ، وليس له من راق ولا من دافع بعد الله إلا تعريب الشأن العام والتعليم والتربية حفظا لبيضة الدين بحفظ وعائها، وحماية لهوية الشعب من التلاشي، وقطعا لمدد التغريب والفرنسة والعلمنة، وسبكا للمجموع في بوتقة واحدة في التفكير والسلوك، أي في الثقافة، وهو سبيل قطع الطريق على الخيارات القلقة والدعوات الفاسدة للتغابن في العدد والعدة والتفاضل في اللون والجاه والأصل : مظنة التفكك والتنازع والفشل.

5. وبأي منطق تحتفلون ولغة هذا الشعب بالتاريخ والدستور مضيعة ومهانة ومحتقرة في دواوينكم الرئاسية ووزارتكم الحكومية وهيئاتكم الرسمية و "محافلكم" العامة. لا قيمة لها ولا لأي شهادة بها ولا وزن لها لا في الإدارة العمومية ولا في مسابقاتها الجزئية والكلية ولا في الجيش والأمن أيضا لتكتمل الصورة البشعة. لقد أكملتم وما زلتم تكملون، المؤامرة المرعبة لتصفية العربية والعروبة من هذا البلد، مهما كان ما تقومون به تكتيكا مرحليا لكسب ود الأجانب والحصول على عونهم وتفادي ضغوطهم، لأنهم عارفون بذلك ومهيئون لكل حادث منه حديثا مناسبا، تمهيدا للسيطرة على البلاد والعباد، قناعة بأن البديل الديني والحضاري قادم لا محالة ولا راد لحكم الله. وهم يهيئون لتلك المرحلة ويحسبون لها حسابها ولكنهم في حيرة من أمرهم إزاء الأقدار والقضاء وأحكام العلي، لأن يد الله تعمل في الخفاء.

6. وبأي دليل تُدْلون به أمام الناس وتحت الشمس لتنفوا عنكم تلك الشُّبه والضلالات والمهازل، أنتم ورجالا أعلنوا ذات يوم انحيازهم إلى العربية والعروبة، ثم اتضح أن ولاءهم لهيئات ومنازع أخرى أولى وأكثر وثوقية. بالطبع إننا لن ننخدع مرة أخرى، وسنلوذ ببقية الإيمان والكرامة ولن نشارك في أي مهزلة يقوم بها نظامكم لتكريس تلك الرادءة ولا تعنينا النيات حسنت أو ساءت، فقد مملنا الوعود وخبرنا الأعمال وقنعنا بيسير القرائن، ولا نخاف بطشا ولا رهقا. كيف تحتفلون تحت شعار الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وليس هناك اعتبار للدين أو للقيم بينما عقيدة السماء وشرع محمد بن عبد الله تضار وتمتهن حيث وزنها في التربية العمومية يساوي ما فوق الصفر قليلا، أما تدريس ما يناقضها في مدارس الفرنسة والعري والمنكر والفجور فأمور سارت بها الركبان.

7. وبأي وجه تُقبلون على الاحتفال باستقلال دولة وتواجهون بذلك شعبا قائما فوق أرضه وأنتم تتركون تراثه وثقافته في مهب الريح، تباع وتشترى وتسرق وتهدر وتخفى وتهدى للأجانب، ولن يبقى للمجتمع في قابل الأيام أي رصيد يذكّره بان هناك شيئا يجمعه أو يوحّده، وحينها ستدركون، ولات حين مناص، مقدار الضرر الفادح الذي أنزلتموه بذاكرة الشعب وهويته وكرامته ومستقبله. وبالطبع فأنتم تتعللون بأنكم مطلعون، في القمة، وعبر مصالح العيون والآذان، الداخلية والخارجية، على مخاطر أفدح كانت ستصيب الدولة وجوهرها وأنتم تحاولون التغلب على ذلك، ولا تعنيكم، قليلا أو كثيرا، كلمات يكتبها أي من أصحاب الرأي الحالمين أو السذج أو حتى من المهوسين بالمناصب يسبون ويلعنون حين لا يجدون ما يريدون من كل ذلك. لكن لكم أن تكونوا على يقين لا يخالطه شك ولا ريب، من أن كاتب هذه الأسطر، لن يلتحق بركب النميمة والتزلف طلبا للمراتب والتجلة، إن كانت بقيت لها حرمة أوهيبة، أو حتى لنيل رضى الحاكم، بل هو قانع بفضل الله العميم الذي هو فيه، ومقتنع أنه لا مستقبل لهذا البلد إن لم يعلن حكامه وبشجاعة قرارا حاسما كاملا تاما صارما لا رجعة عنه ولا مساومة فيه بتعميم استخدام اللغة العربية في كل الإدارات العمومية وشبه العمومية وفي كل مراتب التعليم والتربية وحتى في الجيش والاستخبارات والأمن العام والخطاب الرسمي، وإلا فإن هذه البلاد لن تخرج من أزمة إلا لتدخل في أخرى ولن يستتب لحكامها ملك ولا سلطان ولو عضدتهم جيوش البر والبحر، ولن يبارك لهم في أي مورد نفطا كان أو ركازا، ولن يرضى عنهم شعبهم ولا خصومهم، ومصير الجميع أن يعيد التاريخ نفسه كما كان غب الاستقلال أو بعد انقلاب يوليه. ولكم أن تعلموا أن الفاتيكان قرر أن يعرّب بعثاته في موريتانيا ! فما الذي بقي لكم.

ولله الأمر من قبل ومن بعد

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا