دراسة حول ذكاء شعوب العالم !! :|: الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي :|: مرسوم باستدعاء هيئة الناخبين :|: صندوق النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد العربي 2.6% في 2024 :|: CENI حصيلة المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|: زعيما حزبي التكتل وقوى التقدم : نتمسك ب"الميثاق الجمهوري" :|: امتنان من الرئيس غزواني لنظيره السنغالي :|: شخصية جديدة تعلن ترشحها للرئاسة :|: رئاسيات 2024.. هذه أبرز المحطات المنتظرة :|: جدول بعثات اختيار مشاريع برنامج "مشروعي مستقبلي" :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

الوطن هو الجميع / القسطلاني سيدي محمد إبراهيم

lundi 16 août 2021


في خضم السياسة و في منعرجات النقد و أمام عواصف الإختلاف؛ قد يغيب عنا الحضور المناسب لقيمة الوطن و معناه.

الوطن هو الجميع ليست كلمة تقال باللسان على منصة مهرجان أو تكتب بالبنان في مقال محكم البنيان.

بل هي واقع و مصير و مبدأ.

فالمعارضة الديمقراطية لا معنى لها إذا لم تأخذ بالحسبان مصلحة الوطن و الوطن فقط.

و الموالاة مثلها، لا معنى لها إذا كانت لا تعتبر ولاءها للوطن فوق كل ولاء السياسي.

لا بد إذن من إرتداء عباءة الوطن في كل فكرة أو قول أو عمل؛ و إلا غاب المعيار الفاصل في كل محاور البناء و التنمية.

حين نكتب فإننا نكتب للوطن أولا؛ لتاريخه و جغرافيته؛ و لا نكتب لمجرد تأييد أو تفنيد.

لقد عشنا في هذا الوطن و لا وطن لنا سواه.

جلسنا على مقاعد الدرس نفسها التي عانت من فساد التعليم الذي نكتب عنه الآن.

و شاركنا في مسابقات الشهادات الوطنية نفسها التي نكتب عن إختلالاتها الآن.

و خضنا المسابقات الوظيفية نفسها التي ننتقد شفافيتها الآن.

و كأن شيئا لم يتغير.

لكن يبقى الوطن فوق الجميع.

قد نتمرد في نقدنا للتسيير الخاطئ حد الجنون.

و نصرخ غاضبين في وجه كل المفسدين ما دام للفساد قلب ينبض.

لكن سنتمسك بوطننا حتى آخر رمق.

تراب وطننا و نسميه أقدس من أن يدنسهما إختلاف في الآراء و الأذواق.

و مدنه و أريافه و أزقته أغلى من كل كعكة يتقاسمها سكارى أكلة المال العام.

فليذهب المتزلفون و المتعجرفون بالمال و الشهرة و تذهب أنت بولائك لوطنك و وفائك لأرضه و سمائه و هوائه.

قد يقول القائل و ما فائدة حب الأوطانا إذا لم يكن للعيش الكريم فيها مكان.

أقول إن خبز وطني الحافي أغلى من جنفة الغير المكللة لحما المتدفقة ثردا؛ و عريشه أظل من قصور كسرى و قيصر.

و لقد صدق إبن الرومي حين قال :

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ

وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ

مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا

فقد ألفته النفسُ حتى كأنهُ

لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا

و صدق القائل :

بلادي و إن جارت علي عزيزة

و قومي و إن ضنوا علي كرام

إن الوطنية إيمان في القلب و ليست إسما على ورق.

و إن خير من نتأسى به هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ففي صحيح الترمذي عن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة : "ما أطيبكِ من بلد ، وأحبَّكِ إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ "

إن الذين يعزفون على وتر السياسة و يتمايلون على أنغامها ؛من أجل تحقيق أهداف خاصة؛

حري بهم أن يعزفوا على وتر الوطن فأنشودته أكثرا أسرا للنفوس و راحة للقلوب.

و قد تكون مصالحهم تلك؛تضر نسيج و إنسجام الوطن الحبيب...! فيتناقض المقصد الخاص مع المقصد العام و الفرع مع الأصل !.

ولا يعني ذاك العزوف عن السياسة؛ بقدرما هو توطين للسياسة؛ و توجيه لها حتى تكون سياسة وطنية بإمتياز.

لقد ذهبت بنا الديمقراطية بعيدا حتى أصبح بعضنا يفضل تأزيم الوضع لأغراض سياسية بحتة.

و ذهب بنا التحزب و التخندق إلى حد إعتبار الوطن قطعا مترامية و جهات متباينة.

الوطن هو الجميع.

هو تلك الأرض التي حين يأتيها فصل الصيف يتشبث بها أهلها رافعين أكف الضراعة يستسقون الله.

و تلك المدينة التي تخرج عنها ايام الخريف لتستريح من ضوضائها ثم تعود بعد ذلك و أنت تشتاق حتى سماع أزيز شاحاناتها المزعج.

و أولئك الأحبة الذين تمنحهم من وقتك و قوتك و صحتك ما أستطعت، ليعوضوه لك بمجرد بسمة السرور التي تبدو على وجوهم.

الوطن معنى سام و ليس فقط حالة إقتصادية و سياسية و إجتماعية؛ يترنح عليها لاعبوا كرة الأهداف الخاصة الضيقة؛ لتحقيق أهواءهم في لحظة إنفصام عن الذات و الوطن.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا