سجلت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعات قياسية، وذلك بعد أن أدى اندلاع حريق في أحد مرافق شركة غازبروم الروسية الحكومية إلى تزايد المخاوف بشأن نقص الإمدادات، وتراجع الصادرات الروسية إلى المنطقة، كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للطاقة والكربون.
واندلع حريق أمس الأول، في مصنع للغاز الطبيعي في مدينة نوفي يورنجوي، وهي منطقة إنتاج رئيسة للغاز في روسيا. وذكر مكتب الطوارئ المحلي في المنطقة أنه لم يتم إخماد هذا الحريق حتى صباح أمس.
وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى تراجع كمية الغاز التي يتم ضخها إلى ألمانيا عبر محطة ضغط الغاز "مالنوف" المرتبطة بخط أنابيب عملاق.
ولم يتضح بعد مدى تأثير الحريق في الصادرات، لكنه يأتي في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا انخفاضا في الإمدادات بسبب وضع حد أقصى لإمدادات خطوط الأنابيب وتحويل شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا.
كما أدى توقف الإنتاج في حقول بحر الشمال إلى زيادة الأزمة، إضافة إلى ذلك، فقد وصلت مخزونات الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عقد في هذا الوقت من العام بعد موسم شتاء أكثر برودة وأطول من المعتاد. وتسبب الارتفاع الكبير في أسعار الغاز إلى ارتفاع أسعار الكهرباء، إذ سجل سعر العقود الآجلة للغاز الألماني أعلى مستوى منذ 2008.
وفي المملكة المتحدة، أعطى مكتب أسواق الغاز والكهرباء "أوفجيم" الضوء الأخضر لرفع الأسعار بأكبر قدر ممكن، وهي خطوة ستؤثر في نحو 15 مليون شخص.
كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للكربون بنسبة 1.8 في المائة. وقالت "غازبروم" في بيان "إنها تدرس أسباب ونتائج الحريق"، دون أن تقدم أي تفاصيل أخرى.
إلى ذلك، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوامر بضرورة تحسين مراقبة المباني في شمال البلاد نظرا إلى ذوبان "الجليد السرمدي" أو طبقة الجليد الدائمة في روسيا.
ونقلت وكالة "تاس" الحكومية الروسية عن الرئيس الروسي قوله خلال اجتماع مع وزراء حكومته "ملايين من الأشخاص يعيشون في شمال البلاد، لذلك من المهم بناء نظام مراقبة في هذه المناطق". كما قال "إنه على سبيل المثل، من المهم تطوير نظام لتفقد المنازل والجسور والطرق بانتظام".
ومع الارتفاع في درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، فإن طبقة الجليد السرمدي، المتجمدة تحت أعماق كبيرة، تذوب ببطء. ونتيجة لذلك، أصبحت الأضرار التي تلحق بالمنازل والطرق والبنية التحتية الأخرى مثل خطوط أنابيب الغاز في روسيا تتكرر كثيرا.
وتشكو روسيا من أن ارتفاع درجات الحرارة في البلاد أقوى مما هو عليه في أجزاء أخرى من العالم. وارتفع متوسط درجة الحرارة في روسيا الاتحادية بمعدل 2.8 مرة أسرع من المتوسط العالمي، وفقا لأحدث توقعات وزارة البيئة الروسية.
ويخشى الباحثون من أن طبقة الجليد في سيبيريا آخذة في الذوبان وأنه، على سبيل المثال ، نتيجة لذلك يجري إطلاق كميات هائلة من غاز الميثان الضار بالمناخ، الذي تحتجزه تلك الطبقة تحتها، في الغلاف الجوي.
يشار إلى أن ما يقرب من ثلثي الأرض في روسيا مجمدة بشكل دائم، في ظاهرة يشار إليها باسم "الجليد السرمدي".
وهناك كميات هائلة من بقايا النباتات والحيوانات الميتة التي لم تتحلل بعد بواسطة الميكروبات، التي لا تنشط عادة إلا عندما ترتفع درجات الحرارة وتصبح الأرض لينة، ويمكن إطلاق الميثان أثناء عملية التحلل هذه.
الاقتصادية