الرئيس السنيغالي يختتم زيارته الأولى لموريتانيا :|: موريتانيا تشارك في اجتماع G7 :|: الأمم المتحدة : نلتزم بدعم التنمية في موريتانيا :|: اعتماد 56 بحثا للتنافس على جوائز شنقيط :|: لص يعيد المسروقات لأصحابها بعد 30 عاما !! :|: اجتماع اللجنة الوطنية للمنح :|: ولد غده يستنكر الإحالة لمحكمة الجنح :|: ترشيح سفير جديد للاتحاد الأوروبي للعمل في موريتانيا :|: أبرز ملفات زيارة الرئيس السنيغالي :|: نص مقابلة السفير الموريتاني بالسنيغال :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

الحدود مع موريتانيا... مهمة جدا /حمدي يحظيه (كاتب صحراوي)

lundi 4 octobre 2010


في إحدى زياراتي للمخيم التقيت مع صديق قديم لي كدت أن أنساه من جملة ما نسيت من أشياء ومن أشخاص. وبعد الحديث عن أيام زمان وما كان وما كان مما كاد يلفه النسيان، بدأنا نسال بعضنا بعد عن حالنا وأين نحن. عرفت منه انه تاجر "كبير" بتعبير سكان مخيمنا يشار له بالبنان وأنه احد أبطال الخط التجاري الرابط بين موريتانيا والمخيمات. ولخص لي حاله هكذا : "قال لي الحمد لله لي سيارة جيدة ولي متاجر في المخيمات وآتي بالسلع من موريتانيا كلما أردت." حين جاء الدور علي كي أشرح وضعي الحالي له، قال لي انه يعرف أنني مهاجر أعيش منذ سنوات في أسبانيا، وأردف انه يتأسف كثرا كثيرا لحالنا ولمآلنا نحن المهاجرين إلى الخارج.

ودارت ساعة الوقت حتى وصلتني منه مكالمة في الشهر الماضي، يون 21 رمضان بالضبط. قال لي أنه هو الآخر وصل إلى أسبانيا وانه باع المتاجر والسيارة وسدد الديون، وبثمن كل هذا " تبتب" فيزا وتوجه إلى أسبانيا. وختم حديثه يقول : "تغيرت الأحوال كثيرا. لم أعد مواصلة العمل هناك. منذ عام تقريبا تعقدت الأمور وأصبح الذهاب إلى موريتانيا يتطلب الكثير من الجهد والحدود أصبحت شبه مغلقة وحتى إذا دخلت إلى موريتانيا تواجهك الكثير من الصعوبات وعليك أن تحصل على الكثير من التراخيص المكلفة. وبالتالي فإن أي شخص يريد إن يواصل التجارة مثلما في السابق سيخسر."

الحرب على الإرهاب تضر المسالمين أكثر من الإرهابيين

إن غلق الحدود الموريتانية مع المخيمات، أو بعبارة أخرى تشديد الإجراءات على الداخلين عبرها، خاصة الصحراويين، بحكم أنهم أكثر الداخلين إلى موريتانيا، يدخل في إطار الحرب على الإرهاب وعلى القاعدة بصفة خاصة. فمنذ حوالي سنة تقوم دول المنطقة بأتباع إجراءات "مشددة" مثل غلق الحدود وتشديد الحراسات والدوريات والقيام بحرب شعواء على القاعدة لتجتث جذورها من رمال تلك الصحراء الشاسعة.

وفي واقع الأمر لن يستطيع أي احد أن يلوم موريتانيا أو مالي أو الجزائر على غلق حدودها، فالأمر يتعلق بسيادة تلك البلدان، لكن المشكلة على ما يبدو أن تأثير هذه الإجراءات بدل إن تضر القاعد ة التي لا يتعدى عدد أفرادها 300 شخص وفق بعض التقديرات، أضرت الآلاف والآلاف من القاطنين في هذه المنطقة أو الذين يقتاتون من السفر والتجارة في هذا الفضاء الصحراوي، وأخص بالذكر الصحراويين، سكان مخيمات اللاجئين.

فهؤلاء السكان، ومنذ وقف إطلاق النار أصبحوا يقتاتون كلهم تقريبا، أو غالبيتهم العظمى، من التجارة مع موريتانيا. بمعنى أخرى إن غلق حدود الدول المجاورة خاصة حدود موريتانيا ومالي أو تشديد الإجراءات على الداخلين إليها سيجعل هؤلاء السكان يعانون أكثر( نتذكر قصة الشاب التاجر المذكورة هنا) من مثل هكذا تدابير.

المشكلة الثانية إن هؤلاء الصحراويين، خاصة التجار منهم، الذين سيعانون كثيرا من غلق الحدود، وبصفة محددة الحدود مع موريتانيا، هم أكثر الناس سلما في العالم وهم الذين حافظوا على حدودهم نظيفة لم يتسرب إليها الإرهاب قط، وهم الذين لا يوجد منهم أي شخص على لائحة الإرهابيين ولا ننسى إن هذه الحرب المشنونة على الإرهاب في منطقة الساحل هي مُبَاركة ومدعومة بقوة من طرف فرنسا والمغرب.

بمعنى أنه من حقنا إن نخاف أن تكون فرنسا، من خلال الإلحاح على موريتانيا لتغلق حدودها، تريد أن تقطع عن اللاجئين الصحراويين مصدر رزق مهم ومهم جدا يأتيهم عن طريق التجارة مع موريتانيا.

لكن لماذا نلح هنا على أهمية واستراتيجية الحدود مع موريتانيا؟ إن أهمية إن تبقى الحدود مع موريتانيا مفتوحة، أو أن لا تُشدد إجراءات الدخول إليها، راجع إلى الأسباب التالية :

  نظرا للتشابه الثقافي بين الشعبين الموريتاني والصحراوي فإن كل ما يُستعمل في المخيمات وكل ما يباع هناك يأتي من موريتانيا ولا يأتي من بلد أخر. فمثلا حين نتحدث عن الملابس (دراريع، ملاحف، وسائل زينة) أو نتحدث عن الأثاث (أغطية، أسرة، تجهيز الصالونات) أو نتحدث عن الشاي الجيد والسكر، كل هذا يُشترى من موريتانيا ولا يوجد إلا فيها، وحتى في الجزائر الصديقة لا يمكن أن نعثر على الملاحف والدراريع والأثاث الذي يستعمل الصحراويين.
  إذا تمعنا في ما يتاجر به الصحراويون أو ما يبيعونه (دقيق، أرز، زيت) نجد انه لا يباع أيضا إلا في موريتانيا وبواديها أو في حدود مالي.

  أن الذهاب إلى موريتانيا كان سهلا جدا وهذه الأخيرة قريبة جغرافيا من المخيمات، والطرق إليها كثيرة ولا توجد فيها مشكلة سير.

إن غلق الحدود مع موريتانيا أو تشديد الإجراءات على دخول الصحراويين إليها سيجعل هؤلاء يعانون أكثر وقد يفرض عليهم الذهاب إلى أماكن أخرى مثلما هو حال الشاب الذي تحدثنا عنه في بداية هذا المقال.

ماذا علينا أن نفعل؟

في واقع الحال، إذا أردنا أن نحافظ على مصالح شعبنا الظرفية وان نوفر له القدر اليسير من الاستقرار، علينا إن ننتبه كثيرا إلى أهمية الحدود مع موريتانيا وأن نحرص ان تبقى مفتوحة دائما أو تكون إجراءات الدخول إليها بسيطة.

ولتحقيق هذا الهدف أتصور أنه علينا أن نقنع السلطات الموريتانية إن الإرهاب والتهريب سوف لن يدخل من مخيماتنا ولن يتوغل من المناطق التي نسيطر عليها.

وفي حالة ان لا نستطيع فعل هذا علينا أن نقنع التجار الموريتانيين إن يجلبوا لنا التجارة من بلادهم ونسهل لهم المرور إلى مخيماتنا ليوفروا لنا المستلزمات التي لا توجد إلا في موريتانيا.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا