إنا لله و إنا إليه راجعون
لقد علمت ، ببالغ الحزن، وفاة أخي وابن شيخي أعني الشاب الذي نشأ في طاعة الله و لا أزكي على الله أحدا لكن المؤشرات تشير إلى ذلك حيث إنه حفظ القرآن في مرحلة مبكرة واشتهر ببرور الوالدين و حسن الخلق و لما شب انخرط في عبادة الرجال و التي هي منافع المسلمين.
محمدعالي بن الشيخ أحمد بن محمد بن باباه و لا أعرف بما أصفه و لا من أعزي فيه و لا كيف
هل أصفه بحامل كتاب الله، البار لوالديه، حسن الخلق مع الكبير و الصغيرتقبل الله منه كل ذلك و جعله في ميزان حسناته
أم أصفه بالمهندس الكفؤ الذي شق طريقه حتى غدا إطارا دوليا يحترمه الخبراء العاملون معه و قد أخبرني بعضهم بذلك قبل سنين.
بل أصفه بكل هذه الصفات و أكثر
و في باب التعزية أقول لنفسي و لشيخي و إخوتي اسماعيل و سيد المختار و الأخوات و كل الأسرة (البوخطارية) الكريمة : الصبر ، الصبر ، الصبر و إنا لله و إنا إليه راجعون لعلنا نظفر بالرحمة و الهداية كما بشرالله الصابرين في الآيات (154 إلى 156) من سورة البقرة.
إننا على يقين بأنه لا مصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و أن كل نفس ذائقة الموت و نتمنى له الفردوس و أن يبارك لنا في خلفه و نقول كما في حديث أم سلمة : (اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لى خيرا منها أو كما قال صلى الله عليه و سلم) فنتوسل لله الذي أعطاه لنا أن يجمع في ابنه ما تفرق في أجداده حتى يكون مثلل أعظمهم و هم كلهم عظماء وما ذلك على الله بعزيز.
و لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية و لقطاع الزراعة في إفريقيا عموما وفي موريتانيا على وجه الخصوص أقول إن المصاب جلل فعلا و لكن البئة التي أنجبت الفقيد قد لا تنجب نسخة منه و لكنها قادرة على إنجاب الأطر من ذوي الكفاءات العالية.
إنا لله و إنا إليه راجعون.
حبيب الله الهريم