أمريكا تثمن التزام موريتانيا بمعالجة الهجرة غير النظامية :|: الداخلية تحدد ممرات للمسافرين إلى مالي :|: غريب : العزوبية.. تعجّل بالشيخوخة !! :|: إسكوا :حالة من عدم اليقين تلف كل الاقتصادات :|: شخصية جديدة تعلن ترشحها للرئاسيات :|: بحث التحضيرللرئاسيات مع الامم المتحدة والاتحاد الأروبي :|: السيدة لأولى تنظم حفل إفطارلمجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة :|: النيابة العامة تستأنف الحكم في قضية قتل الصوفي :|: حزب التكتل يدين سجن ولد غده :|: مواعيد الافطارليو م18 رمضان بعموم البلاد :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
 
 
 
 

"العَجَلاَتُ الخَوَامِسُ”بالإِدَارَةِ المُورِيتَانِيًة / المختارولد داهى،سفير سابق

jeudi 28 mai 2020


.عانت الإدارة الموريتانية خلال العشريات الماضية من العديد من المعوقات حَدَتْ بالكثير من شركائنا التنمويين و الفنيين إلي النًجْوَي لبعض كبار المسؤولين السياسيين الموريتانيين بأن الإدارة الموريتانية هي أحد أخطر “فَرَامِلَ التًنْمِيًةِ”.

ومن تلك المعوقات ضعف الوسائل المادية الممنوحة من الدولة و تدهور القيمة المعنوية و الرمزية للموظف العمومي السامي نتيجة لتغول النظرية المجتمعية القائلة بأن “القيمة بالمال”و كذا التسرب”الطوعي”و”الإكراهي”للمصادر البشرية الكفوءة بفعل “مناخ السيبة المهنية و استفحال ظاهرة اللاًثَوَابِ و اللاًعِقَابِ ” ..

ضف إلي ذلك “صدام المَشْمُولاَتِ والصلاحيات” و “أُخْطَبُوطِيًةَ الإجراءات” و وجود العديد من “العجلات الخوامس” la cinquième roue de la carrosse/The fifth wheel و “تضخم وزن الطواقم التأطيرية و القيادية” فيما يشبه “ظاهرة الجيش المكسيكي” ” Armée Mexicaine”التي تعني التفوق العددي الكبير للرؤساء علي المرؤوسين” !! …

و العجلات الخوامسُ اصطلاح فرنسي يقصد به مجازيا الأفراد الذين لا يؤدون مهام أساسية بالهيآت و أقصد به هنا تلك الهيآت أو المناصب السامية الوطنية التي لا تؤدي في المشهد المؤسسي و الإداري الوطني أية خدمة عمومية ذات بال و إنما هي أقرب “للديكور المؤسسي”أو “بَدَلِ البطالة” الذي يهدف إلي تحويل أشخاص من حالة البطالة التامة إلي خانة البطالة الفنية و المقنعة و من أبرز تلك العجلات الخوامس :-

أولا-الهيآت الاستشارية : يلاحظ المراقب لأداء معظم الهيآت الاستشارية ببلادنا أنها أشبه “بقبور الكفار في دار الإسلام” حيث لا حركة و لا زُوًارَ ثم إن قلة قليلين هم من يعرفون مكاتب تلك الهيآت و قد يضل عنها سائقو التاكسي الذين هم أهدي من القطا إلي مجاهل المدينة و تشتهر أغالب مباني تلك الهيآت برفرفة أعلام وطنية مُمَزًقَةٍ و مُتَآَكِلَةٍ.!!

ثانيا-مناصب ” المسؤول المُسَاعِد” : ليس سرا أن جميع الموريتانيين يعرفون أن منصب المسؤول المساعد عموما سواء كان مفوضا مساعدا، أمينا عاما مساعدا، مديرا مساعدا أو واليا مساعدا..لا يتمتع بأية صلاحيات و من المسؤولين المساعدين من قد يشاهد في ممرات المكاتب و هو “يَسْتَجْدِي” و “يَتَسَوًلُ” المستجدات غير السرية بالمرفق الإداري الذي يعمل فيه لدي كاتبة أو بواب أو جليس رئيس العمل !!

وللناس مقولات شهيرة في التحذير من تَبَوُإِ منصب المساعد منها أن ” كَبِيرَ الصِغَارِ خَيْرٌ مِنْ صَغِيرِ الكِبَارِ” vaut mieux être le chef des petits que d’être le petit ” des chefs.

ثالثا-مهام الاستشارية و التكليف بمهام : و هي في الأصل مناصب فنية بالغة الأهمية لا يجوز أن يُعهد بها إلا إلي من هو معلوم الكفاءة و الأمانة ذلك أن المبدأ هو أن “المُسْتَشِيرَ لا يَسْتَشِيرُ إلا من هو أوسع منه علما و أرسخ تجربة و أرجح عقلا” و إلا فلا وجه و محل للاستشارة أصلا !!.

لكن مناصب المستشار و المكلف بمهام في بلادنا فقدت تلك الحمولة المعنوية نتيجة لما عانت من التمييع المهني و التبخيس المعنوي و الإغراق العددي حتي أصبحت سِجْنًا للمُهمشين و مَنْفَي”لغير المصنفين” و “مَقْبَرَةً للفِيًلَةِ Cimetière des éléphants ” و في أحسن الأحوال “محطة تأهيل و انتظار” للمَهاجرين غير الشرعيين المَوْعُودِينَ بالترقية.!!

رابعا-مأموريات مجالس الإدارة : لا يحتفظ الموريتانيون بكثير ذكريات عن امتناع مجالس الإدارة عن التصويت لمقترحات الإدارة العامة لأية مؤسسة لذلك فإن دورات مجالس الإدارة لا تستغرق غالبا أكثر من وقت احْتِسَاءِ الشاي و استلام “مكافآت الحضور” Les Jetons de Présence.

كما لا تحتوي أغلب محاضر دورات مجالس الإدارة رغم ما يعرف علي نطاق واسع من عيوب و أخطاء و خطايا تسيير المؤسسات إلا علي كلمات المصادقة و التهنئة و الترحيب،… !! .

خامسا-المفتشيات الداخلية للقطاعات الوزارية : أحرزت المفتشية العامة للدولة نجاحات ملموسة في مجال اكتشاف و ردع اختلاس المال العام و حذت حذوها مؤخرا المفتشية العامة للمالية.

لكن المفتشيات الداخلية بالقطاعات الوزارية ظلت غائبة نائمة لا يسمع لها ركزٌ مما جعل الكثيرين يتساءلون محقين عن جدوائية و مردودية هذا الجهاز الرقابي الداخلي الذي لم يكتشف قط مخالفة مالية أو إدارية واحدة رغم أن خطايا التسيير المالي و أخطاء السير الإداري من حوله هي مِلْءُ السًمْعِ و البَصَرِ و الفُؤَادِ.!!

تلكم بعض الإضاءات السريعة الكاشفة لضعف أداء الجهاز الإداري بالبلد و حاجته إلى اتخاذ قرار بإجراء تدقيق مؤسسي و تنظيمي عاجل و شامل و شفاف يهز شجرة الإدارة العمومية هَزًا حتي تَسًاقَطَ الأوراق و العيدان اليابسة و الزائدة.

و في تقديري أن المدرسة الوطنية للإدارة خيرُ من تُوكل إليه هذه المهمة التي تهدف في المحصلة إلي إصلاح و تجديد الإدارة الموريتانية و جعلها أكثر قربا و أقل تكلفة و أكثر نجاعة و أبسط إجراءات و أوضح صلاحيات و أخف تسامحا مع “العجلات الخوامس".

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا