صحيفة ليبراسيون : "ساركوزي والكذبة الدبلوماسية الكبيرة"

نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية مقالا لكاتبها سيدريك ماتيو تحت عنوان : "ساركوزي والكذبة الدبلوماسية الكبيرة" قال فيه بأن الرئيس الفرنسي تلبس بالجرم وهو يتفوه بأغرب كذبة باسم الدولة خلال مؤتمر صحفي عقده يوم 27 مارس بالعاصمة النيجرية انيامي وتناول فيه الانقلاب بموريتانيا.

مضيفا أنها قضية لا تخدم صورة رئيس مثير للجدل مثل ساركوزي الذي انزلق خلال المؤتمر الصحفي حين وصف انقلاب أغشت بأنه "لا يمثل حدثا ذا أهمية" متجاوزا بذلك التنديدات الدولية المجمع عليها والاحتجاجات المحلية السياسية والشعبية.

لقد غازل ساركوزي الانقلابيين برؤية أثارت الكثير من ردود الفعل القوية.

وحسب بعض المراقبين فإن مجموعة قدامى "افرانسافريك" هي من أوعز إليه بتلك الرؤية. ولم يعد بمقدور ساركوزي أن يجادل في الأمر على اعتبار أنه تضليل؛ فخلال نفس المؤتمر، ولكي يدحض أي غموض في الموقف الفرنسي، أضاف كذبة فظيعة بقوله : "عندما اعتقل الرئيس المنتخب ديمقراطيا اتصلت عليه هاتفيا".

وبعد ثلاثة أيام من تصريحاته تلك، اتصل عليه دبلوماسي فرنسي ليقول له : "سيدي الرئيس اسمحوا لي بأن أذكـّـركم بأنكم لم تتصلوا أبدا عبر الهاتف بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله : لا عندما كان معتقلا بقصر المؤتمرات بانواكشوط ولا عندما تحول إلى قرية لمدن حيث تفرض عليه الإقامة". ثم قدم له الدبلوماسي كل أرقام هواتف ولد الشيخ عبد الله.

وفي اتصال لصحيفة ليبراسيون بابنة الرئيس المعزول السيدة آمال بنت الشيخ عبد الله أكدت ما أضحى شبيها بأفظع كذبة للدولة الفرنسية، إذ قالت : "لم يتصل ساركوزي أبدا بالرئيس سيدي. وقد أصابنا الذهول ونحن نستمع إليه يقول عكس ذلك خلال المؤتمر الصحفي".
والمفارقة في هذه الكذبة تكمن في أن أول رئيس موريتاني منتخب طلب في مارس 2007 لقاء من هذا القبيل دون جدوى. "وبعد الانقلاب استقبل الرئيس السفير الفرنسي المعتمد في موريتانيا وأوضح له أنه يريد لقاء مع الرئيس الفرنسي، إلا أن السلطات الفرنسية لم تستجب حتى الآن" حسب ابنة الرئيس المعزول. إنها وحدها من حصل على اتصال مباشر بباريس عبر مستشارين في الأليزي مكلفين بالقضايا الإفريقية.

وفي المقابل تم التعامل بشكل لائق مع الزمرة العسكرية التي استـُـقبل قادتها من طرف الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية السيد اكلود كيان. وعندما اتصلنا بمصالح الأليزي المختصة لإيجاد تفسير لهذا الاتصال الهاتفي المتخيل، أكدوا لنا أنهم لا يملكون عناصر كافية من المعلومات، مكتفين بالقول ان "الموقف الفرنسي لم يتغير، ففرنسا تدعو دائما إلى العودة إلى النظام الدستوري في موريتانيا".

وإن على فرنسا أن تقدم البيانات المبدئية لرفع اللبس الناجم عن أكاذيب الرئيس الفرنسي الذي ينكر وجود أية مقاومة موريتانية داخلية للانقلاب ويختلق اتصالا هاتفيا من إبداع خياله.

إضافة تعليق