الوحدة أمر نعرفه جميعا، بل هي جزء من التجربة الإنسانية بشكل عام. ولكن، هل تعلم أن هناك أنواعا وأسبابا عديدة للوحدة؟
إن الشعور بالوحدة قد يختلف من ظرف لآخر، وربما تساعد معرفتك بسبب شعورك بالوحدة في مفتاح حلها، واستنادا للأسباب تنقسم الوحدة لأنواع :
هي تلك الوحدة التي تنتابك حينما تغيّر من ظروفك، كأن تنتقل إلى مكان جديد، أو تبدأ بوظيفة جديدة، أو تنضم إلى مدرسة/كلية جديدة، فتضطر إلى قضاء معظم وقتك في تلك الأماكن الجديدة دون أن يقف أحد إلى جانبك. هي تجربة وحيدة للغاية كما نعلم، لكننا نعلم أيضا أنها وحدة مؤقتة، فسرعان ما نعتاد على المرحلة الانتقالية، وسينضم إلى حياتك أصدقاء ومعارف جدد، وستخوض تجارب جديدة، تضاف إلى خبرتك الحياتية.
الوحدة وسط الناس
كثيرا ما نشعر بالوحدة على الرغم من وجود أشخاص كثر حولنا نبادلهم الحب والمشاعر الطيبة. لكن، وعلى عكس الأمر في وحدة الوضع الجديد، فإن هذا النوع من الوحدة ينشأ في لحظة يكون فيها كل ما حولنا مألوفا، نعرف كل الأشخاص والأماكن، لكننا لا نتمكن من التأقلم مع المحيط الاجتماعي.
كأن تكون على سبيل المثال محاطا بعائلة من الأكاديميين، يحبونك بشدة، وتحبهم، لكنك غير مهتم لا بالأوساط الأكاديمية، ولا بالثقافة تلك، بل ربما كنت شعوفا بالفن أو الموسيقى. في موقف كهذا تشعر بالوحدة، بينما لا تتمكن من الانضمام لمحادثاتهم، أو مشاركتهم اهتماماتهم وما يقلقهم ويحرك مشاعرهم، يشبه ذلك أيضا أن تكون في مجتمعات ذات معتقدات دينية متنوعة.