بحث التحضيرللرئاسيات مع الامم المتحدة والاتحاد الأروبي :|: السيدة لأولى تنظم حفل إفطارلمجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة :|: النيابة العامة تستأنف الحكم في قضية قتل الصوفي :|: حزب التكتل يدين سجن ولد غده :|: مواعيد الافطارليو م18 رمضان بعموم البلاد :|: وزيرالدفاع وقائد الاركان بزويرات ..قبل زيارة الرئيس :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها وتطالب بإطلاق سراحه :|: تكوين لمفوضي وضباط الشرطة حول القوانين المجرمة للعبودية :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها :|: اتفاق مع شركات عربية لاستغلال حقلي "باندا" و "تفت" للغاز :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
 
 
 
 

من يوميات طالب في الغربة(15) :السكن الجامعي...الحلم الصعب؟

dimanche 11 juillet 2010


بعد التسجيل والبدء الفعلي للدراسة عشت مشاكل كثيرة- عدا عن صعوبات الدراسة- لازمتني ولفترة طويلة ونغصت على فرصة الاستمتاع باكتشاف الوطن الجديد, وصعبت من مهمتي الدراسية فماهي؟

على سبيل المثال كانت من تلك المشاكل مشكلة النقل وكانت سهلة حيث تم اقتطاع اشتراك نصف سنوي لي في الحافلات العمومية والخاصة بالطلبة صالح كل يوم ماعدا أيام العطلة الأسبوعية ولكن وجه الصعوبة فيها كان يدور حول ضرورة سكني قرب خطوط الحافلات التي تنقل إلى خطوط أخرى توصل إلى المعهد(10 كلم تقريبا هي المسافة بين حي بن خلدون حيث أسكن ومنفلوري حيث يوجد المعهد) .

أما المشكلة العويصة والمؤرقة الثانية فكانت تتعلق بالسكن - ضروري من أجل التفرغ للدراسة- وهو من الأمور الصعبة في هذه البلاد رغم أن تونس العاصمة فيها الكثيرمن الأحياء الجامعية الراقية والكبيرة جدا حيث تتسع لآلاف الطلبة (للطالب الأجنبي حق السكن سنتين بالحي الجامعي مقابل سنة واحدة لنظيره التونسي )ولكن مع ذلك تبقى قضية سكن الطلاب من أكثر الصعوبات التي تعترضهم هذا إذا كانوا تونسيين بسبب كثرة الطلبة سنويا، ناهيك عن صعوبة السكن في المنازل الخاصة إذا كانوا أجانب وارتفاع ثمن الكراء والخوف من عدم وجودها على خطوط حافلات نقل الطلبة ..

بقيت مع أولئك الزملاء الطيبين في منزلهم فترة تناهز شهرا وكانوا جادين في الحصول لى على مسكن في أحد الأحياء الجامعية رغم أنني أتيت متأخرا كثيرا"الطلبات لها توضع في شهر سبتمبر" ولكنهم مع ذلك لم يقنطوا من وجود سكن جامعي لي .

وقد تكفل بتلك المهمة الجسيمة – هنالك- مشكورا الدكتور في علوم الشريعة"أ. ولد السعد" الذي كان على معرفة طيبة بمديرة الخدمات الجامعية للشمال "مدام سميرة" كما نعرفها وهي مسؤولة عن السكن الجامعي في قسم كبير من العاصمة ووعدته يتسجيلي وزميل معي للسكن في حي جامعي جديد سيفتتح في شهر نوفمبر وقد قمت بإعداد الملف الخاص بالسكن"شهادة التسجيل الجامعي وأوراق الهوية"بمتابعة من زميلي ذلك –كان كثيرا ما يلاطفني للتخفيف عني من الغربة-

في منتصف شهر نوفمبر تم افتتاح الحي الجامعي الجديد "الوردية 4" وهو حي سكني يقع في أقصى جنوب العاصمة تونس "ولاية بن عروس" مع الإشارة إلى أن تونس العاصمة تضم 3 ولايات آنذاك هي "ولاية تونس الكبرى "وسط العاصمة وما جاوره وولاية أريانة في الشمال وولاية بن عروس في الجنوب" ونيدت عليهما حديثا ولاية رابعة هي "منوبة".

.كان ذلك الحي صغيرا وهادئا وسكانه قلة ولكنهم متمدنون، وفي وسطه شيد ذلك المسكن الجامعي ذي الطوابق الخمس وأضفى عليه حركية جديدة"يقع هذا الحي على بعد15كلم عن المعهد ولكن كان كل شيئ جاهز فحافلات النقل الخاصة بالطلبة متوفرة حيث تسير رحلات على مدار ربع ساعة من الساعة 7:00 وحتى8:30صباحا ثم بعد ذلك بمعدل رحلة على رأس كل ساعة.
.
ذهبت إذن مع زميل جديد آخر" ف.ولد عبد الله" وبصحبة الزميل الدكتور"أ.ولد السعد" لديوان الخدمات الجامعية للشمال وبجهود خاصة "لولد السعد" حصلنا على السكن الجامعي أخيرا ".لم يكن لنا الحق فيه لأننا وصلنا متأخرين عن موعد دفع الأجانب ملفاتهم الخاصة بالسكن".

كانت لحظة كبيرة وهامة بالنسبة لي عندما وصلنا للحي الجامعي ودفعنا رسوم التسجيل وسلمت لنا مفاتيح الغرفة رقم 18 في الطابق الثالث..كانت غرفة جميلة وواسعة فيها سريران وغطاءان وكانت الجدران بيضاء لامعة والنوافذ جميلة خضراء الصبغ وللغرفة شباك للتهوية يطل على مدخل الحي الجامعي وبعض المنازل المجاورة له.

عدنا للزملاء الطيبين في المنزل بحي بن خلدون وباركوا لنا جميعا الحصول على السكن الجامعي.. كنت قلقا وحزينا في أعماقي بسبب قرب الرحيل عنهم إلى المنزل الجديد ..أولئك الزملاء الطيبون الذين سهروا على ضيافتي وتهوين كل مصاعب الغربة أمامي وساعدوني ماديا ومعنويا على تخطي كل العراقيل منهم أيضا الدكتورفي التسيير"م.ولد عبد الدائم" والدكتور في الطفيليات " ش. أبابه ولد احمد سالم"فلهم مني كل العرفان بالجميل والتقدير..كما كان من أسباب قلقي أيضا تخوفي من المجهول الذي ينتظرني في ذلك الحي النائي وخاصة في الحي الجامعي حيث لا يوجد به من الموريتانيين إلا أنا وزميلي من بين مئات الطلبة التونسيين والأجانب وهو ما يعني العودة من جديد إلى مربع الغربة الأول..

لكن ما العمل إضافة إلى صعوبة تحمل المسؤوليات الخارجية "المعاملات" مع الناس وأنا لم أتعرف على لهجتهم ومسميات الأشياء الضرورية لديهم أحرى عاداتهم و.. كنت أوطن نفسي على الرحيل والاعتماد على الذات في أعماقي قائلا"لقد تركت خلفي أهلي وعلي تحمل المسؤولية".

في صباح أحد أيام الآحاد "العطلة الأسبوعية بتونس....

بقلم : محمد ولد محمد الأمين(نافع) للتعليق : ouldnafaa.mohamed@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا