في خطوة تتنافي مع الكثير من المعايير المهنية وحرية التعبير، فصلت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية أوكتافيا نصر، محررة شؤون الشرق الأوسط بالقناة، بعد أن نشرت رسالة على موقع تويتر عبرت فيها عن احترامها لرجل الدين الشيعي الللبناني الراحل محمد حسين فضل الله، الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه إرهابي.
وكتبت أوكتافيا، اللبنانية الأصل، والتي تعمل لحساب شبكة "سي.إن.إن" منذ 20 عاماً في أتلانتا على موقع تويتر كتبت تقول "يحزنني سماع نبأ وفاة السيد محمد حسين فضل الله أحد عمالقة حزب الله الذين أكن لهم احتراماً كبيراً".
وذكرت صحيفة "تايمز" أن بعض أنصار إسرائيل رأوا هذه الرسالة فور نشرها على موقع تويتر وعبروا عن اختلافهم معها، ولم يتسن لوكالة رويترز الوصول على الفور لمسؤولي "سي.إن.إن" للتعقيب.
ونقلت الصحيفة عن باريسا خوسراوي، نائبة رئيس قسم إعداد الأخبار في "سي.إن.إن" انترناشونال، قولها في مذكرة داخلية إنها "أجرت محادثة مع نصر وإننا قررنا أنها ستترك الشركة".
وذكرت صحيفة "تايمز" أن مسؤولي "سي.إن.إن" علموا برسالة نصر يوم الإثنين الموافق 5-7-2010، وقال متحدث يوم الثلاثاء إنه "خطأ في الحكم" من جانبها.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث قوله : "تأسف سي.إن.إن لأي إزعاج سببته رسالتها على موقع تويتر، هذا لا يتفق مع المعايير التحريرية للشبكة هذه مسألة خطيرة وسيتم التعامل معها على هذا الأساس".
وذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أن "نصر كتبت في مدونة يوم الثلاثاء "رد الفعل على الرسالة التي بعثت بها على موقع تويتر كان فوريا" وغامرا" ويعطي درساً جيداً لماذا يجب ألا يستخدم 140 حرفاً للتعليق على قضايا مثيرة للجدل أو حساسة خاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط".
وتوفي المرجع الشيعي آية الله العظمى محمد حسين فضل الله في بيروت يوم الأحد 4-7-2010 وهو أحد الزعماء الأوائل لحزب الله اللبناني.
وساند فضل الله الثورة الإسلامية في إيران وكان من أوائل المؤيدين لحزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كما كان الزعيم الروحي لحزب الله ومرشده حين تأسس بعد غزو إسرائيل للبنان عام 1982 غير أنه في ما بعد نأى بنفسه عن علاقاته بإيران.
وبدأت أوكتافيا عملها في "سي إن إن" عام 1990 كمساعدة رئيس فريق يتألف من 15 عضواً قام بتغطية حرب الخليج الأولى.
قبل انضمامها للمحطة، عملت كمراسلة عسكرية في الخطوط الأمامية للحرب الأهلية اللبنانية في "ال بي سي".
وكانت أول امرأة أجرت مقابلة مع محمد حسين فضل الله، ثم أصبحت مساعدة مدير الأخبار عام 1985 قبل أن تصبح المنتج التنفيذي للأخبار في "ال بي سي".
ونصر حاصلة على إجازة في الاتصالات من الجامعة الأمريكية اللبنانية، وعملت أستاذة للصحافة والإنتاج التلفزيوني بجامعة نوتردام في لبنان. وهي تتحدث الإنكليزية والعربية والفرنسية، ومتزوجة من اللبناني أمير مخول، ولها منه ابنتان : آية ونور.
وكانت "سي إن إن" قامت بتعيينها كمحررة للشؤون العربية، وهي وظيفة استحدثتها في أوائل 2004.
ونقلت نصر صورة واضحة عن الحضارة العربية والإعلام العربي لمشاهدي "سي إن إن" في الولايات المتحدة وحول العالم عبر برنامجها المعروف باسم "أصوات عربية"، ثم أصبحت منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001 مسؤولة عن التنسيق بين شبكات "سي إن إن" والقنوات التلفزيونية العربية المهمة.
وهي ثاني لبنانية يتم استبعادها من العمل في جهاز إعلامي أمريكي بسبب تصريح قالته أو عبارة كتبتها بعد عميدة صحافيي البيت الأبيض السابقة هيلين توماس التي طردت من عملها حين دعت في أوائل يونيو الماضي إلى أن يعود يهود إسرائيل إلى الأوطان التي جاؤوا منها.
العربية نت