أدى الهجوم الثاني على ناقلات النفط في الشرق الأوسط خلال فترة لم تتجاوز الشهر إلى إذكاء التوترات في المنطقة، مما دفع أسعار الخام إلى الارتفاع بعض الوقت إلى جانب زيادة أقساط التأمين على مخاطر الحرب، بيد أن المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي تدفع الأسعار إلى الأسفل.
وقالت الكاتبة تسفيتانا باراسكوفا، في تقرير بموقع "أويل برايس" الأميركي، إن أسعار النفط ارتفعت بشكل كبير الخميس الماضي عقب تعرض ناقلتي نفط لهجوم في خليج عمان، وسط تخوف جيوسياسي من انقطاع الإمدادات.
ورجح التقرير أن يكون للحوادث الأخيرة التي جدّت بالقرب من مضيق هرمز -الذي يعد أهم الممرات في العالم التي يتدفق منها النفط- تأثير دائم على أسعار النفط، في ظل رفع مالكي السفن والوسطاء البحريين وشركات التأمين وشركات إعادة التأمين أقساط التأمين على الناقلات التي تمر عبر المنطقة، وفرض أسعارا أعلى على ضريبة شحن النفط الموجّه للشرق الأوسط.
ويقدّر التدفّق اليومي للنفط عبر مضيق هرمز بحوالي 30% من مجموع النفط الخام، فضلا عن السوائل الأخرى التي تُنقل عبر البحر.
وتنامت حدة التوترات على خلفية الحوادث التي جدت خلال الشهر الماضي والتي استهدفت أربع ناقلات نفط بالقرب من الإمارات العربية، فضلا عن الهجوم الذي استهدف خط أنابيب رئيسيا للنفط في السعودية بواسطة طائرة مسيرة.
وعقب الهجمات التي وقعت في مايو/أيار الماضي، رفعت لجنة الحرب المشتركة -مجموعة تقدم المشورة لشركات التأمين- من المخاطر الأمنية في العديد من المناطق في الخليج العربي والممرات المائية المحيطة بها.
وأفادت الكاتبة بأنه منذ هجمات مايو/أيار الماضي، ارتفعت أقساط التأمين بالفعل بنسبة تتراوح بين 5% و15%، وأن أسعار وأقساط الشحن ستواصل ارتفاعها بعد الهجمات الأخيرة. ورجحت أن تنعكس هذه المعدلات المرتفعة على أسعار النفط الخام.
تهديدات متنامية
ونقلت الكاتبة عن شركة التأمين "هيلينك وور ريسكس" قولها "على الرغم من أنه لم تتأكد بعد التفاصيل الكاملة المتعلقة بالحوادث، فإن هناك تهديدا متناميا يطال السفن التجارية في المنطقة".
وأضافت "من المحتمل أن ترتفع أسعار القسط الإضافي مما دفع بالعديد من الأطراف إلى إجراء مناقشات مع شركات إعادة التأمين من أجل استمرارها في تزويد الأعضاء بأفضل شروط ممكنة".
كما حذرت الرئيسة التنفيذية للجامعة البحرية العالمية -ومقرها السويد- كليوباترا دومبيا هنري، من أن الهجمات الأخيرة ستكون لها "عواقب وخيمة".
في الأثناء، قالت رويترز إن أسعار النفط تراجعت للجلسة الثانية اليوم الثلاثاء، وسط مؤشرات على تضرر النمو الاقتصادي العالمي جراء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لكن التوترات في الشرق الأوسط عقب الهجوم على الناقلتين في الأسبوع الماضي حدت من الخسائر.
ونزلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 0.3% إلى 60.75 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة، وفقد برنت في الجلسة السابقة 1.7% نتيجة مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 0.3% إلى 51.76 دولارا للبرميل، وهبط الخام 1.1% أمس الاثنين.
وانخفضت أسعار النفط نحو 20% من أعلى مستوياتها في 2019 التي بلغتها في أبريل/نيسان الماضي، ويرجع ذلك في جزء منه إلى المخاوف المرتبطة بالحرب التجارية الأميركية الصينية وبيانات اقتصادية محبطة.
ويزيد من الضغط على النفط إعلان إدارة معلومات الطاقة الأميركية -يوم الاثنين- أن من المتوقع أن يصل إنتاج النفط الصخري لمستوى قياسي في يوليو/تموز المقبل، غير أن بعض المحللين يقولون إن من المرجّح أن تظل التوترات في الشرق الأوسط داعمة للأسعار.