رئيس "جي بي مورغان" لا يستبعد وصول سعر النفط إلى 150 دولارا للبرميل :|: نتائج انتخاب مناديب عمال شركة سنيم :|: تعهدات غزواني في رسالة ترشحه للمأمو رية 2 :|: بيرام يعلن ترشحه للرئاسيات المقبلة :|: ملتقى للمصادقة على تقرير رابع أهداف التنمية المستدامة :|: انواكشوط : مباحثات بين موريتانيا وليبيا :|: انواكشوط : تفريق وقفة للأطباء المقيمين :|: توزيع جوائز النسخة الرابعة من مسابقة "حفظ المتون الفقهية" :|: HAPA تشارك في المؤتمرالدولي لضبط منصات التواصل العالمية :|: توقعات عام 2025 للاقتصادات الأعلى نموًا في الدول العربية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
رأي حر/ نحن والسنغال.. المقارنة غير المنصفة/ المختار ولد خيه
 
 
 
 

اللهم أصلح اليابانيين.. / سهيل كيوان

lundi 7 mai 2018


أصيب (سورا تايجا) البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عاما، بوعكة صحية، فقد شعر بصدره حرجًا ضيّقًا، وصار يتنفس بصعوبة. اتصل هو شخصيًا بالإسعاف، لأن زوجته لم تستطع الاتصال بسبب ارتباكها ورعبها، حتى عندما طلب منها أن تدلّك له ذراعه وصدره، خافت وصارت تنشج وتلطم.

خلال سبع دقائق كان الطاقم الطبي قد وصل إلى شقّته التي يمارس منها عمله مع شركة (توكاي) للاتصالات، وبدأوا بتقديم إسعافات أولية وإنعاش له. وصلت سيارة الإسعاف المكثف إلى مستشفى (ساسي كاييي) في مدينة هيفانوناباشي، وكانت حالته مستقرة.

أثناء هذا اتصلت زوجته (أونوسوكووا)، بأشقائها وشقيقاتها وأشقائه وحماتها، فترك الجميع أعمالهم فورا وتوجهوا إلى المستشفى، ولم يمض على وصول سوراتايجا إلى المستشفى نصف ساعة حتى كان العشرات قد لحقوا به إلى قسم الطوارئ في المستشفى.

وراح بعضهم يستجوب الطاقم الطبي عن حالة (سورا) الذي كان يقظا وينظر حوله ممتنًا لحضورهم، ولكنه عندما رأى كثرتهم والقلق على وجوههم صار يتذكر كثيرين مروا بتجربة الأزمة القلبية المفاجئة التي أدت إلى الوفاة، مثل ابن خالته أستاذ العلاج بالتأمّل (هاتاكيبايي)، الذي توفي في غرفة الطوارئ قبل ثلاثة أشهر.

كان سورا يعرف أن وزنه الزائد أحد أسباب مشاكله الصحية، وعمله الذي لا حركة فيه، وشراهته للطعام وعدم ممارسته للرياضة، وحضوره الأعراس الكثيرة، حيث يكون الأرز واللحم الهبر والكدر القص والكاشو والصنوبر والدهن سيد الموقف والمشروبات الغازية، ثم الحلوى من نوع(كاكاماكانافي) التي لا يستطيع مقاومتها.

أضف إلى هذا حُبَّه لاحتساء البيرة مع الفول السوداني خلال العمل والفراغ على حد سواء، ولهذا صارت له كرش متوسطة الحجم، وقد حاول مرات أن يعمل تخسيس وزن بطريقة الباذنجان النيئ، ولكنه كلما أنزل كيلو واحدة في أسبوع، استعادها في عرس واحد من أعراس اليابانيين التي قد تستمر أسبوعًا بين ليلة أصحاب وأحباب وليلة أقرباء العروس وليلة شوارما وليلة سحلب مع جوز وترمس وفول ومكسرات وبيتسا وليلة طرابيش صينية وليلة حناء، فقد يستمر العرس إلى ما بعد ليلة الدخلة، اللهم إهد اليابانيين الذين يبذرون على الأعراس بلا حساب.

فجأة اشتعل حوار حاد بين عديل سورا المدعو(أوتوتو كاكازي) حول وضع سورا، وراح أوتوتو يهدد الطبيب بأنه إذا حصل مكروه لعديله سورا فلا يلومنّ إلا نفسه، بينما راح طبيب القلب الشهير تاكو هواوي يهدئ من روعه بأن سورا بخير، ولكن يحتاج الأمر إلى قليل من الصبر، وهنا تدخل شقيق زوجة سورا وقال : هذه حظيرة أبقار وليست مستشفى.

أصيب سورا بإحباط شديد عندما سمع هذه الكلمات، وظنّ أن أجلَه قد حان، وإلا لما نطق شقيق زوجته الرزين المهذب عادة بمثل هذه العبارات، فاكتأب وطار ضغطه الذي كان مستقرًا حتى قبل لحظات.

حينئذ قال الطبيب تاكو هواوي بلهجة آمرة : أرجو من الجميع الخروج من غرفة الطوارئ، أتيحوا لنا أن نساعد المرضى، لأن سورا ليس لوحده هنا، يوجد عشرات غيره، وكل واحد غالٍ ومهم بالنسبة لأهله وذويه، ولليابان كلها.

إلا أن أحدا لم يتحرّك، وحينئذ تقدم الحارس المسلح وهو من طائفة الشانتو وقال بحزم : على الجميع الخروج فورا من غرفة الطوارئ. ولكن أبو عديل قال له : أنت واحد شانتوعنصري تفو عليك..

وهنا تقدم الحارس منه ودفعه في صدره، فاشتعل ما يسمونه بالياباني (طوشيكاواوا)، بين أهالي المريض (سورا تايجا) وبين حرس المستشفى الذي أعلن الطوارئ.

راح أهالي وأخوة وأخوات وأنسباء (سورا تايجا) وعدائله وأبناؤهم يتبادلون الضربات مع الحرس بالقبضات والركلات، ثم انتقل القتال إلى محيط الكافيتيريا ومدخل المستشفى، واضطر الحرس لطلب نجدة من بقية الحراس في المستشفى ثم من الشرطة التي وصلت بعد دقائق قليلة، فاشتبكت مع مثيري الشغب، واعتقلت عددًا منهم.

بعد ساعة وصل ابن خال سورا تايجا برفقة المخرج المسرحي الشهير (هيروكازو) مخرج رائعة "عائد إلى ناغازاكي"، وتمكنا من إطلاق سراح جميع المعتقلين بالكفالة.

وقالت الناطقة بلسان الشرطة لوسط الشانتو "إن الاعتداءات على الطواقم الطبية تزايدت في الفترة الأخيرة"، بينما قال مدير مستشفى هاكيي هوساكي في مدينة هيفانو ناباشي : أشعر بالخجل من تصرفات بعض اليابانيين، نحن نصدّر المنتجات الأفضل في العالم، من التويوتا والسوبارو والصوني وغيرها، فكيف نتصرف مع بعضنا البعض بهذه الغوغائية؟ ! وأضاف أن "إخلاء قاعة الطوارئ لمصلحة المريض وليس الطبيب أو الممرض، الطبيب يحتاج إلى أعصاب هادئة كي يستطيع القيام بواجبه، وخصوصًا في الحالات الصعبة التي تكون فيها كل لحظة مصيرية. بهذه الفوضى لا يعبّر الأصدقاء والأقرباء عن حبهم للمريض وحرصهم عليه، بل يضرّونه بالأساس، فالمحيطون بالمريض عندما يكونون كثيرين، يسبّبون الضغط للمريض وللطاقم الطبي، وقد تحدث أخطاء طبية قاتلة بسبب التوتر الذي يسببه الضغط، مهما بلغت محبّة الأقرباء والأصدقاء للمريض، فهم لا يستطيعون مساعدته بصراخهم وعويلهم وشغبهم، أصلح الله أهالي مدينة (هيفانو ناباشي) وأصلح كل اليابانيين معهم.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا