تمكنت فرقة من الدرك الوطني في النقطة الحدودية (55 كلم) شمال العاصمة الاقتصادية نواذيبو يوم أمس من إحباط عملية تهريب كمية ضخمة من المخدرات بلغت 369.6 كلغ من "الكيف" كانت على متن شاحنة محملة بالبقوليات قادمة من المغرب.
هذا الخبر قد يجيب على بعض التساؤلات حول الهدف الحقيقي من الهجمة الممنهجة التي تعرضت لها موريتانيا مؤخرا من جهات معروفة ضمن برنامج وثائقي، معد بطريقة غير مهنية، لتصوير البلاد وكأنها صحراء قاحلة لابنية تحتية فيه ولا سلطات صارمة ولا أمن ، في حين يظهر الفلم كلا من المغرب والسنيغال في صورة متحضرة وسلطاتهما الطرقية في أحسن صورة.
ذلك أن منتجي المخدرات ومهربيها منزعجين أشد الإنزعاج من يقظة رجال الأمن المورياتي على الطرق وسدهم مابقي من منافذ للمهربين، بعد نجاح الجيش الوطني الموريتاني في ضبط الحدود والقضاء على التهريب عبر الصحراء الكبرى.
لقد عمل منتج ذلك الفلم، الذي صور قبل سنتين، من خلال سرد سائقين مغربيين لرحلتهما من مدينة أكادير المغربية الى داكار، على عرض صور جد سلبية لموريتانيا من حيث غياب البنية التحتية الجيدة وغياب صرامة سلطات الامن و"تهور" السائقين ...الخ.
لكن امتداح الفلم لمعبر "الكركرات" ووصفه بأنه مزود بكل التجهيزات "العصرية المتطورة" لم يمنع مرور شاحة محملة بالمخدرات بعد عرض الفلم بأقل من أسبوع ، والمفارقة أن من سعى الفلم الى تقزيمهم والسخرية منهم (سلطات الطرق الموريتانة) هم من اكتشفوا ــ كالعادة ــ بوسائلهم "المحدودة" شحنة المخدرات تلك ؟ !
إنه من غير المعقول ولا من المنطقي أن تقطع شاحنة مسافة 10 آلاف كلم جيئة وذهابا من المغرب الى انيامي عاصمة النيجر وتستهلك 10000 لتر من المحروقات في رحلة تدوم شهرا كاملا من أجل توصيل شحنة تزن 28 طنا من البطاطا أوالبصل .
إن تقدم الدول لايقاس بشهادات انطباعية لعابري سبيل، في ظروف غامضة، ولا بمشاهد عابرة على طريق معبد ولا بعمارات متناثرة هنا وهناك وانما يقاس أولا وقبل كل شيئ بحماية حدودها من كل المخاطر والأعداء وبيقظة رجال أمنها .