رئاسيات 2024.. هذه أبرز المحطات المنتظرة :|: جدول بعثات اختيار مشاريع برنامج "مشروعي مستقبلي" :|: المندوب العام لـ "التآزر" يطلق عملية دعم 150 نشاط انتاجي :|: اتفاق بين الهيئة الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص ومدرسة الشرطة :|: انطلاق حملة للتبرع بالدم في موريتانيا :|: افتتاح معرض "أكسبو 2024" بموريتانيا :|: وزيرالخارجية يلتقي نظيره الأمريكي :|: ولد بوعماتو يدعم ترشح الرئيس غزواني لمأمورية ثانية :|: رئيس السنعال : محادثاتي مع نظيري الموريتاني “مشبعة بالود” :|: اتفاقيات تمويل مع البنك الدولي بـ 26.6 مليارأوقية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

قصة نجاح شركة أمريكية توفر الأغذية النباتية منذ 45 عاما

jeudi 5 janvier 2017


أطلق رائد الأعمال الأمريكي، بوب غولدبرغ، على شركته التي تنتج الأطعمة النباتية اسم "فولو يور هارت" (استشر قلبك)، ليؤكد على أن التمسك بالمُثل والمبادئ التي تقوم عليها الشركة لا يتعارض مع تحقيق الأرباح.

وكان لهذه النظرة المثالية للأمور نتائج مثمرة، ففي عام 1970، عندما كان غولدبرغ يبلغ من العمر 25 عاما، بدأ مع ثلاثة من أصدقائه بيع الطعام النباتي في المقهى الذي كانوا يديرونه معا في لوس أنجليس، وكانوا يستهدفون عددا من المتمردين على القيم والأعراف الاجتماعية السائدة آنذاك.

والآن تصنع الشركة وتوزع الملايين من عبوات المايونيز النباتي الخالي من البيض، فضلا عن الجُبن الخالي من المنتجات الحيوانية، ومجموعة من المنتجات الأخرى المشتقة من النباتات، والمنتجات الخالية من الغلوتين.

ومن المتوقع أن يتراوح إجمالي مبيعات الشركة في العام المالي الحالي ما بين 40 و50 مليون دولار، ما يشي بأن الأطعمة النباتية التي تخلو من المنتجات الحيوانية وبدائل اللحوم والألبان لم تعد تعبر عن التمرد على الأعراف الاجتماعية.

وفي ضاحية كانوغا بارك، في لوس أنجليس، يقع هذا المقهى خلف متجر لبيع المنتجات الغذائية، ويتوافد عليه محبو شطائر الأفوكادو، وكرنب بروكسل، وربما يحبون الاستماع أيضا إلى رنين الأجراس كلما هبت الرياح، واستنشاق رائحة الطيب التي تملأ المكان.

وسرعان ما اشترى الشركاء الأربعة متجر المنتجات الغذائية خلف المقهى، وأزالوا كل منتجات اللحوم من المتجر، ولم يكترثوا للآراء التي تصفهم بالجنون، أو تؤكد لهم أن الشركة ستفشل.

ويقول غولدبرغ، البالغ من العمر الآن 71 عاما : "لم يفشل المتجر فشلا ذريعا كما كان متوقعا له، بل حقق نجاحا كبيرا".

ويضيف : "أعتقد أن الناس لم تدرك آنذاك أن من لا يفضلون الدخول إلى مكان يحاطون فيه بالمنتجات الحيوانية، سيشعرون براحة كبيرة إذا توجهوا إلى متجر يتناولون فيه كل ما يحلو لهم من أطعمة".

أضرار الزلزال

وضع غولدبرغ رسالة للشركة من البداية مفادها أن تكون صديقة للبيئة، وأن تسهم في الأعمال الخيرية، وأن تقدم منتجات نباتية، وأن تحقق ربحا في الوقت نفسه.

كما تتضمن مبادئة الأساسية أنه "لن يقضي نصف عمره مسافرا على متن طائرة"، على حد قوله. ولهذا استبعد فكرة افتتاح الكثير من المتاجر في أماكن أخرى.

ورغم النجاح الذي مازال يحققه كل من المقهى والمتجر في كانوغا بارك بعد مرور 46 عاما على افتتاحهما، تعتمد شركة "فولو يور هارت" بالأساس على بيع منتجاتها بالجملة، وتصنّع الشركة منتجاتها في مصنعها الخاص الذي يبعد بضعة أميال عن المتجر.

وتوزع الشركة منتجاتها لتجار التجزئة في الولايات المتحدة وخارجها. إلا أن الشركة واجهت في طريقها بعض العثرات، إذ فشلت محاولات افتتاح مقهى ومتجر جديدين في سانتا باربرا، التي تبعد مئة ميل شمال لوس أنجليس.

وفي منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، انفصل شريكان من الشركاء الأربعة المؤسسين، لأنهما لم يجدا تأييدا لرغبتهما في افتتاح سلسلة جديدة من المحلات.

وفي النهاية، اشترى غولدبرغ وشريكه بول لوين، نصيب الشريكين الآخرين، وأدارا الشركة معا.

وعندما ضرب زلزالٌ قوي لوس أنجليس عام 1994، كان على الشركة أن تواصل العمل رغم الأضرار الفادحة التي خلفها الزلزال.

وفي إحدى الجولات الأخيرة في المصنع الذي يزداد توسعا، أشار غولدبرغ إلى النوافذ التي تغطي السقف للاستفادة بضوء النهار، ومحطة الطاقة الشمسية، وتحدث عن السياسات التي تتبعها الشركة لقياس تأثير أنشطتها على البيئة، فيما يعرف بالبصمة البيئية.

وفي المصنع، يرتدي العاملون معاطف بيضاء، وأغطية شبكية للشعر، ويقلبون كميات هائلة من المايونيز النباتي، والجبن الخالي من أي منتجاتٍ حيوانيةٍ. وكانت هناك شاحنة ضخمة تفرغ نحو عشرة آلاف غالون من زيت بذور العنب في أحد الخزانات.

ويقول غولدبرغ : "نستهلك أحيانا مِلءَ خزانٍ من الزيت في نوبة عمل واحدة". وتضم الشركة الآن 225 موظفا، وتبيع منتجاتها في 17 دولة خارج الولايات المتحدة، كالمملكة المتحدة وإسرائيل والمكسيك. وتمثل الصادرات ما يزيد على عشرة في المئة من إجمالي مبيعات الشركة.

نمو بطيء

عندما تأسست شركة "فولو يور هارت"، لم تكن كلمة "طعام يخلو من أي منتجات حيوانية" شائعة الاستخدام بعد، وكان الكثيرون يجهلونها.

والآن، تروج الشركة لأغلب منتجاتها من خلال وصفها بأنها "مشتقة من النباتات"، لتلبي الطلب المتزايد على منتجاتها من مستهلكين حريصين على صحتهم.

وقد فضل غولدبرغ، الرئيس التنفيذي للشركة، أن يظل مستقلا، رافضا الكثير من العروض التي ازدادت في الآونة الأخيرة من المستثمرين المهتمين بتمويل المشاريع الواعدة في مجال الأطعمة النباتية، التي باتت تستقطب الكثير من المستهلكين مؤخرا.

يقول غولدبلوك : "قدم لنا مستثمرون الكثير من العروض"، وأضاف أنه لم يرغب قط في قبول المال من مستثمر من الخارج لتحقيق نمو أسرع.

وتابع : "من الصعب أن تنمو الشركات وتحافظ على قيمها في الوقت نفسه. وهذا ما يشغل اهتمامي الآن"، لافتا إلى أنه لا يريد أبدا أن يقدم اهتمامات المساهم على مصلحة الزبائن، والموظفين، والمنتجات.

ويقول بريان تود، المسؤول التنفيذي لمعهد الأطعمة، وهي مؤسسة أمريكية هدفها توفير المعلومات في مجال الأطعمة، إن الطلب على منتجات شركة "فولو يور هارت" البديلة للحوم، أو التي تخلو من كل المنتجات الحيوانية، ازاداد كثيرا، مقارنة بنظيراتها من الشركات في هذا المجال.

وتابع تود : "على الرغم من أن الشركة كانت تنمو ببطء إلا أنها حققت نجاحا كبيرا"، وقارن ذلك بالضغط الذي تواجهه الشركات الجديدة في هذا القطاع لتنمو بأسرع ما يمكن، وهو ما يضعف الشركة وقد يؤثر على بقائها.

ويقول غولدبرغ، إنه عندما يرى تزايد إقبال الناس في الوقت الحالي على المنتجات النباتية، يشعر أن حلمه قد تحقق.
وأضاف أن أفضل ما يميز هذه الثورة في مجال المنتجات النباتية البديلة هو التنوع الكبير في المنتجات المشتقة من النباتات.

ويرى غولدبرغ أن قرار الالتزام بالنظام الغذائي النباتي هو قرار أخلاقي في المقام الأول، ولكنه لا يزال يحنّ إلى مذاق السجق واللحم المشوي الذي كان يتناوله في أيام الطفولة في شيكاغو، كما يقول إنه سئم من تناول كرنب بروكسل.
ويقول غولدبرغ : "لن أتناول كرنب بروكسل قط، فقد أكلت منه في السبعينيات ما يكفيني طوال حياتي".

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا