بحث التحضيرللرئاسيات مع الامم المتحدة والاتحاد الأروبي :|: السيدة لأولى تنظم حفل إفطارلمجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة :|: النيابة العامة تستأنف الحكم في قضية قتل الصوفي :|: حزب التكتل يدين سجن ولد غده :|: مواعيد الافطارليو م18 رمضان بعموم البلاد :|: وزيرالدفاع وقائد الاركان بزويرات ..قبل زيارة الرئيس :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها وتطالب بإطلاق سراحه :|: تكوين لمفوضي وضباط الشرطة حول القوانين المجرمة للعبودية :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها :|: اتفاق مع شركات عربية لاستغلال حقلي "باندا" و "تفت" للغاز :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
 
 
 
 

اليوم ليس يوم الاحتفال ولا الشماتة ولا العتب.. اليوم يجب ان يكون يوم التسامح

عبد الباري عطوان

mercredi 14 décembre 2016


ليس هذا وقت الاحتفال.. فلم ينتصر احد، والهزيمة للجميع دون أي استثناء.. فالضحايا هم أهلنا أيا كانوا في سورية، في أي معسكر يقفون.. حلب مدينتا، والدمار الذي أصابها في شمالها وجنوبها، شرقها وغربها.. سيظل شاهد على المؤامرة التي استهدفت هذا البلد العربي والمسلم وشعبه لانه يملك الجينات الحضارية والامبراطورية، وارثا انسانيا يمتد لآلاف السنوات.

الذين خذلوا حلب.. وتخلو عنها في ذروة ازمتها.. وباعوا شعبها وعدالة مطالبه، وتآمروا مع الاستعمار الغربي الذي لا يرد لهذه الامة، وهذه العقيدة الا الدمار.. هؤلاء الذين يتحملون المسؤولية الأكبر عن الموت والدمار والخراب.. وهؤلاء هم الذين يجب ان يحاسبهم الشعب السوري وكل الامة العربية.

كيف صدق أبناء الشعب السوري تجار الديمقراطية، وحقوق الانسان، والعدالة الاجتماعية، والحريات المزورين الذين حرموا شعوبهم من كل هذه القيم، وحولوا سورية الى ميدان للفتنة الطائفية والعرقية لاشفاء غليلهم، والتنفيس عن احقادهم، ونزعاتهم الانتقامية.

نراهم يديرون وجههم عن حلب، وعن المستغيثين من أهلها المخدوعين، المحاصرين المجوعين، هم وسيدهم الأمريكي، الذي يجيد فن الخداع والكذب والتضليل وبيع الوهم.

حلب اوصلها الى هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في التاريخ الحديث امراء الفصائل، الذين كانوا يتطلعون الى السلطة ومغرياتها والمال الحرام القادم من عواصم الهوان والذل، وباتوا “أدوات” في يد من يدعم ويريد الدمار والخراب لهذا البلد الكريم العزيز، وأهله الذين فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم لكل من هو عربي ومسلم يبحث عن الملاذ الآمن، وتعايشوا مع بعضهم البعض دون تفرقة او تمييز، وخاضوا كل حروب الامة ضد الاستعمار، والغطرسة الإسرائيلية، وقدموا مئات الآلاف من الشهداء.

اليوم ليس يوم الاحتفال، وانما يوم التسامح.. يوم الغفران.. يوم المصالحة الوطنية، والترفع عن كل الأحقاد والثأرات.. اليوم هو يوم الاستفادة من الدروس المؤلمة والتطلع الى الامام الى المستقبل.. الى إعادة الاعمار الإنساني قبل الاعمار الحجري حتى تنهض سورية الجديدة المتصالحة من وسط الدمار والخراب ولكل أبنائها على ارضية المشاركة والتعايش والغفران والمحبة.

لا تسألوا اين تركيا.. ولا اين أمريكا.. ولا اين السعودية.. ولا اين قطر.. لا تسألوا اين الأمم المتحدة.. ولا اين مجلس امنها.. ولا اين أوروبا.. فلن يجيبكم احد.. لانهم تركوكم تواجهون مصيركم وحدكم.. ومعهم كل شيوخ الفتاوى الطائفية وفتنها.

اليوم ليس يوم الشماته.. ولا يوم العتاب ولا تبادل الاتهامات.. اليوم هو يوم البدء في تضميد الجراح.. النفسية قبل الجسدية.. وترميم الشروخ الغائرة بفعل ستة أعوام من التحريض والخداع والتأليب على الاخر، ابن البلد الواحد.. والعقيدة الواحدة.

من خدع حلب وأهلها والشعب السوري كله هم من خدعوا العرب قبل مئة عام وجزأوا بلدانهم.. وقدموا فلسطين واقصاها هدية للعصابات الصهيونية، ونحن لا نتحدث هنا عن “الدمى” التي سهلت تنفيذ اتفاقات “سايكس بيكو” الأولى، وكادوا ينجحون في تطبيقها في صيغتها المحدثة الثانية.. هؤلاء “النواطير” الذين لا يسعون الا الى متعهم وبذخهم.. ولا تهمهم هذه الامة وعقيدتها من قريب او بعيد.

كنا.. وما زلنا.. وسنظل مع سورية الموحدة.. المتعايشة.. ومع أهلها بجميع طوائفهم واعراقهم ومذاهبهم.. ونحن على ثقة ان الشعب السوري المبدع الخلاق المتسامح سيتحاوز كل المحن.. وينهض مجددا من وسط الركام ويعيد بناء بلده.. ويفاجئنا بسورية ديمقراطية جديدة مختلفة، دعائمها العدالة الاجتماعية والحريات واحترام حقوق الانسان، تستعيد دورها ومكانتها إقليميا ودوليا.. والأيام بيننا.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا