انواكشوط : تفريق وقفة للأطباء المقيمين :|: توزيع جوائز النسخة الرابعة من مسابقة "حفظ المتون الفقهية" :|: HAPA تشارك في المؤتمرالدولي لضبط منصات التواصل العالمية :|: توقعات عام 2025 للاقتصادات الأعلى نموًا في الدول العربية :|: اجتماع المجلس الأعلى للرقمنة :|: الرئيس يلتقي مع رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي :|: مذكرة لإكمال إجراءات دمج أمن الطرق في الشرطة :|: انطلاق المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي :|: إضراب الأطباء المقيمين يدخل يومه الثاني :|: وزير : ندرس إقامة طريق سريع بين نواكشوط ونواذيبو :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
 
 
 
 

كيف لقيت ظباء السايغا حتفها بالآلاف في أيام؟

mercredi 14 décembre 2016

لقيت مئات الآلاف من ظباء السايغا حتفها في غضون أسبوعين، ويحاول العلماء الآن معرفة ما حدث وسط السهوب النائية في وسط كازاخستان، وهو حدث مأساوي وغير عادي حقا، وتكشفت تفاصيله في مايو/أيار عام 2015.

تجمعت إناث السايغا بأعداد هائلة للولادة في سهل مفتوح على مدى عشرة أيام، وشاهد طاقم تصوير في "بي بي سي" وفريق من الباحثين كان يرافقه تلك الظباء تموت بمئات الآلاف في غضون أسبوعين فقط.. وقد صورت تلك الحيوانات في أحدث حلقة من برنامج الطبيعة الوثائقي لبي بي سي بعنوان "كوكب الأرض الثاني".

لكن لماذا حدث هذا الموت الجماعي؟

من خلال تجمعها بهذا الشكل، لأقصر وقت ممكن، تغرق السايغا أعداءها الرئيسيين، مثل الذئاب، بالطعام حتى يكون كل عجل أقل عرضة لأن يؤكل.

وتولد العجول كبيرة ومتطورة، وفي الواقع فإن لدى السايغا وزن الولادة النسبي الأكبر من أي من الحيوانات البرية ذوات الحوافر، لذا فبإمكانها أن تسبق الحيوان المفترس خلال بضعة أيام فقط.

كذلك فإنها تحتاج إلى أن تلد في وقت قصير كي تتزامن الولادة مع ذروة العشب الخصب قبل أن تجفف حرارة الشمس في هذا السهل القاري القاسي الغطاء النباتي.

وقد صور طاقم تصوير آخر من "بي بي سي" مثالا لا يصدق لهذا المشهد، للعرض في برنامجهم الرائد "عوالم الدب الروسي"، الذي يدور حول الطبيعة في الاتحاد السوفياتي السابق، وبث في عام 1994. ويمكن رؤية القطعان الهائلة في ذلك الوقت هنا
أدرجت ظباء السايغا كحيوانات مهددة بالانقراض بشكل حرج على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة في عام 2001

ولكن تطورات كثيرة حصلت في هذه الأثناء. فقد تم اصطياد ظباء السايغا بشكل غير قانوني، بهدف الحصول على قرونها ولحمها لدى انهيار الاتحاد السوفيتي، إلى حد جعلها توشك على الانقراض في بدايات عام 2000.

وقد أدرجت كحيوانات مهددة بالانقراض بشكل حرج على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة في عام 2001.

وبحلول عام 2015، أثمرت أعمال المحافظة التي قام بها العلماء والحكومات والمنظمات غير الحكومية؛ إذ ارتفع العدد الإجمالي من نحو 50,000 رأس في السنوات الأولى من الألفية إلى حوالي 300,000 في أوائل عام 2015.

ويعود الفضل في الأغلبية العظمى لهذه الزيادة لسكان إحدى المناطق الوسطى من كازاخستان على وجه التحديد، ولذا، توجه إلى تلك المنطقة طاقم تصوير برنامج "كوكب الأرض الثاني" لتصوير لقطات لمشهد ولادة الظباء في عام 2015.

وقد رافق باحثون من الكلية الملكية للطب البيطري البريطانية فريق بحث نظمته جمعية حماية التنوع البيولوجي في كازاخستان، بهدف مراقبة عمليات الولادة لمعرفة المزيد عن بيئة السايغا.

بيد أن استراتيجية السايغا في الجهود المكثفة للولادة المضغوطة في الزمان والمكان لها كلفتها. فهذا وقت الإجهاد الفسيولوجي الهائل للإناث مما يجعلهن عرضة للأمراض والوفيات الناجمة عن الولادة، كما أنه لا يعتمد على الطقس السيء، إذ تموت العجول غالبا جراء التعرض له.

في معظم السنوات، تسير الأمور على ما يرام، إلا أن التاريخ البيئي للسايغا مليء بالوفيات الجماعية من الأمراض في موسم الولادة.

وفي الواقع، فإن سبب توجه الطلاب من الكلية الملكية للطب البيطري لرصد عمليات الولادة هو الموت الفوري لأعداد كبيرة من العجول في منطقة الولادة لقطيع آخر قبل بضع سنوات فقط..

ولدى تجمعها للولادة، أصبح عدد متزايد من الإناث ضعيفا وغير متناسق في حركته ونفق في غضون ساعات. وسرعان ما تناثرت الجثث في مساحة واسعة تمتد على مدى مئات الكيلومترات.

وتبعهن العجول بعد ذلك بقليل؛ وفي أي تجمع لعشرات الآلاف من الحيوانات، بدى أن كل حيوان مات على مدى فترة لا تتعدى بضعة أيام.
كان الموت الجماعي لهذه الحيوانات يمثل مأساة رهيبة. وكان بداية للبحث في جميع أنحاء العالم عن إجابات شافية

وكان الموت الجماعي هذا مأساة رهيبة. وكان بداية للبحث في جميع أنحاء العالم عن إجابات، بعضها أكثر غرابة من الآخر، وذكرت المخلوقات الفضائية في وسائل التواصل الاجتماعي عدة مرات.

وكوننا علماء في السايغا، كان لدينا مشاعر مختلطة؛ إحساس بالدمار الشخصي لأنواع الحيوانات التي نهتم بها وفضول لحل لغز علمي مذهل على حد سواء.

فما هي الآلية المحتملة التي كانت موجودة وتمكنت من قتل جميع أفراد القطيع على ما يبدو بسرعة كبيرة جدا؟ وهذه ليست الطريقة التي يعمل فيها مرض معد؛ فالعدوى تنتشر بين القطعان على مر الزمن، وبصرف النظر عن أي شيء آخر، فإنه ليس من مصلحة الطفيل القضاء على القطيع المضيف بأكمله.

وهذا يشير إلى طريق غير معدية؛ هل يمكن أن تكون سما بيئيا أو اختلافا حادا بالطقس؟ ولكن أي نوع من العوامل البيئية الثابتة يمكن أن يؤثر على العديد من الحيوانات في ذات الوقت تقريبا على مساحة ضخمة (168,000 كم مربع؛ أي أكبر من مساحة إنجلترا وويلز مجتمعتين)، في بيئة متغيرة بشكل طبيعي في الطقس والنبات في هذا الوقت من السنة؟

وبفضل منحة من الصندوق العاجل لمجلس بحوث البيئة الطبيعية التابع للحكومة البريطانية، إلى جانب التبرعات السخية من الجمعيات الخيرية للحفاظ على البيئة ومن أفراد في جميع أنحاء العالم، عملنا بسرعة على تشكيل فريق دولي متعدد التخصصات لدراسة المرض وأسبابه.

ومن خلال قيادة ريتشارد كوك من الكلية الملكية للطب البيطري ومشاركة زملاء من معهد أبحاث مشاكل السلامة البيولوجية التابع للحكومة الكازاخستانية وجمعية المحافظة على التنوع البيولوجي في كازاخستان وجامعتي أوكسفورد وبريستول ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، ضممنا إلى الفريق علماء بيئة وعلماء مراعي، وأطباء بيطريين.

وأرسلنا فريقا إلى الميدان لجمع عينات من البيئة والسايغا الميتة وتلك التي تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أسبوع من بدء أول أفراد السايغا في الموت.

على أحد المستويات، وجدنا الآن الإجابة؛ السبب المباشر للوفاة كان تسمما من العدوى ببكتيريا انتهازية توجد بشكل طبيعي في الجهاز التنفسي للحيوانات وهي بكتيريا الباستوريلا القتالة.

لكن السؤال التالي هو : لماذا أصبحت هذه البكتيريا غير الضارة عادة، خبيثة؟ ما هو المحفز البيئي أو الداخلي، سواء الذي قلل من مناعة الحيوانات لهذه البكتيريا أو حفز البكتيريا لأن تصبح خبيثة، أو كلاهما؟
حتى الآن، تشير الأدلة إلى مزيج من اختلاف حالة الطقس خلال فترة قصيرة ولكن على نطاق التضاريس المعنية، والإجهاد النفسي من الولادة الذي يسبب تأثيرات سلبية متتالية على الصحة

لدى استطلاع هذه الأسئلة، كان بحثنا كالدمية الروسية؛ فكلما نزعنا طبقة من التفسير نجد المزيد من الأسئلة في الداخل.

وقد عدنا إلى الملاحظات الميدانية القديمة من معهد علم الحيوان في كازاخستان عام 1988 عندما حدثت وفيات جماعية مماثلة؛ واستعرضنا البحوث حول الوفيات الجماعية لأنواع أخرى من الحيوانات؛ وبحثنا عن الاختلافات في تكوين الغطاء النباتي بين عام الوفيات 2015 وفي سنوات أخرى؛ وبنينا نماذج إحصائية لاستكشاف التغييرات في درجات الحرارة، وسقوط الأمطار على مدى مجموعة من الجداول الزمنية والمكانية المختلفة.

كما فحصنا عينات من الأنسجة والبيئة لمجموعة واسعة من السموم، فضلا عن عوامل أخرى مسببة للمرض، في حال وجود بعض العدوى الكامنة المسببة للوفيات.

وحتى الآن، تشير الأدلة إلى مزيج من اختلاف حالة الطقس خلال فترة قصيرة ولكن على نطاق التضاريس المعنية، والإجهاد النفسي من الولادة الذي يسبب تأثيرات سلبية متتالية على الصحة، ولم نجد دليلا على وجود سموم بيئية أو أي التهابات كامنة أخرى أو (حتى الآن !) تأثيرات دخيلة على تلك البيئة من الخارج.

وكان هناك اهتمام جماهيري كبير بهذا الحدث، سواء داخل كازاخستان أو على الصعيد العالمي. فالناس يريدون إجابات سريعة، ويريدون منا إيجاد حلول كي لا يحصل هذا الشيء مرة أخرى نهائيا.

ومع ذلك، يبدو أننا لن نتمكن من توفير الإجابة اليقينية المطلوبة؛ ففي الواقع، من المرجح أن هذه الأنواع من الأحداث ستصبح أكثر انتشارا مع تغير المناخ. بيد أن لدينا رسالة واحدة واضحة وقوية : هناك حاجة إلى قطعان متكيفة ووفيرة من ظباء السايغا، مع توفير حماية قوية من الصيد غير المشروع.

هذه أنواع تعيش الحياة على الحافة، ورغم أنها عرضة للموت الجماعي إلا أنها قادرة على التعافي بسرعة كبيرة.

لكن هذا يعني أنها بحاجة لأن تكون بأعداد كبيرة في مراعي مفتوحة كي تبقى على قيد الحياة. وقد فتحت هذه الكارثة الضخمة والشائعة جدا فرصا جديدة لنا كباحثين مهتمين بظباء السايغا، ودعاة إلى الحفاظ عليها، للتأكد من أنها تحصل على الحماية التي تحتاجها لتزدهر وتستمر في تقديم المشهد السنوي المذهل الذي اجتذب طاقم "بي بي سي" إلى وطنه في السهوب النائية في المقام الأول.

الكتاب : إي جيه ميلنر-غولاند؛ أستاذة التنوع الحيوي بجامعة أكسفورد، وإيريك مورغان باحث في الطب البيطري بجامعة بريستول، وريتشارد روك؛ أستاذ صحة الحيوانات البرية والأمراض الناشئة، بالكلية الملكية البيطرية في بريطانيا.

BBC .


عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا