قريبا ... من واتساب إرسال المرفقات دون إنترنت :|: الداخلية : توصلنا لاتفاق يسهل التأشيرات الأوروبية :|: أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !! :|: تصريح ولد داداه بعد لقاء الرئيس غزواني :|: رئاسيات يونيو : غزواني أول المترشحين رسميا :|: دراسة ملف مؤسسة "قمم" لنيل ترخيص قناة تلفزيونية خاصة :|: لقاء بين الرئيس غزواني وولد داداه :|: موريتانيا تشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي :|: الأغلبية : شروط منح التزكية للمترشحين للانتخابات الرئاسية :|: "فترة عصيبة".. البنك الدولي يحذّر من تفاقم التضخم العالمي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

الأسئلة المُرَّة ... أولا : مصداقية المعارضة؟/ الدكتور : أحمد سالم بن مايأبى أستاذ جامعي.

lundi 26 avril 2010


1 مصداقية المعارضة؟

أرجو كل مَعْنيٍ بما ينفثه هذا القلم أن يتحلى برحابة الصدر ويبتعد عن سوء الظن وكيل الاتهامات؛ فعقديتي بهذا الخصوص أن كل ذي رأي وفكر في التحليل، ومن أوتي بسطة في النظم والنثر والحكمة والبصيرة ملزم أن يكون ظهيرا للإعلام كي يتم تشخيص أمراض المجتمع، وتنوير ساسته حكاما ومعارضين ومن هم في المنطقة الرمادية، فلست خصما لأحد، ولا "مزايدا" على آخر، وما تتبع العورات من الشيم الحميدة ، وأما بضاعتي فمزجاة في تسجيل النقاط؛ وغاية طموحي أن أكون نصيرا لما أراه حقا، لدودا لما يتراءى باطلا، فأصبح عضوا في هيئة الدفاع عن الأهل والوطن، ووصفي في قاموس الحسبة إما : آمر بمعروف أو ناهٍ عن منكر.

لما ذا السؤال عن مصداقية المعارضة؟ ولما ذا بدء الأسئلة المرة بها؟ ذلك ونحوه حق للقارئ أن يطرحه، وواجب عليَّ الجواب فيه منطلقا من أن النظام "الديمقراطي" في إدارة البلاد أسلوب ارتضاه الغالبية من أهل موريتانيا، وهم الآن يكملون عقدهم الثاني في متاهاته، وضامن الاستقامة في هذا الأسلوب وكافل نجاحه هو ما تقوم به مؤسسة المعارضة من رقابة وتقويم، وهو ما سيثمر تناوبا على السلطة حين يُبلي المعارضون بلاء حسنا في كشف الفساد وفضح الحاكمين وتعرية عجزهم. وسر البدء بها ما يراه الكاتب من مسئوليتها المباشرة عن ضياع الوطن والمواطن، فمرجعُ بلوانا في الأنظمة منذ المسار التعددي عند الفحص والتحقيق رموزُ المعارضة، وحالةُ الشلل التي تطبع مختلف المجالات المفترض فيها أن تكون متحركة ونشطة هم من كان وراءها؛ إما عن غفلة وعجز عن حسن التقدير وانعدام حصافة ونقص في التجربة السياسية، وإما بسبب استعجالٍ للسلطان قبل الأوان غطَّى العقول وغشىَّ البصائر، والاحتمال الثالث أن تكون الخلفية سوءَ نية وتواطؤا نُجِلهم عنه ونأبى أن يُزَنُّوا به.

ليس هذا المقال مخصصا لجلد الذات المعارضة ولا التهوين من جلالة مهمتها العظيمة، بل إن هدفه منحصر في رفع القدسية عن الرموز ولفت الأنظار إلى نقاط الضعف ومحاور الارتباك؛ عساه يشكل بداية إحساس بالمشكلة، ثم يسهم آخرون في تشخيصها، ليعمل فريق ثالث ورابع على وضع الحلول فيتكفل صادقوا الولاء للوطن والأمة بتنفيذها.

بعد فقرات يسيرة ستُشكلُ الكلماتُ ليدرك غير النحوي في السياسة الفاعل والمفعول به، وفيه، ولأجله، ومعه، وستوضع النقاط على القضايا لتنماز المهمات المهملات من المعجمات التوافه الحواضر في كل نشاط يقوم به القوم ضمن الجزء الثاني من سؤال المصداقية المر.

لست أدري هل يلاحظ المتابعون أن أهل النبوغ والفكر والثقافة وأصحاب الأقلام غير المأجورة أو المأسورة يعدون على رءوس الأصابع في الوجوه المعارضة، ولا أدري ما إذا كان البعض يتفق معي في تفسير ذلك من كون الشخوص المعارضة ( الأحزاب ) ليست إلا أنماطا أخرى من "الدكتاتوريات" حيث لا يستقيم للنابغة المقام؛ إذ السياحة في فلوات الفكر ومدنه العامرة، والتجوال في فضاء المعارف أحب إليه من السجن بين جدران الأمر والنهي. ولي في هذا الخصوص مقال غابرٌ منشور بعنوان " مجرد سؤال".

وليكون الحديث معرب الأواخر جليا للفهم غير مشتت بين الفقرات نعرج هنا على نماذج من مظاهر عجز المعارضة لنتخلص بعدها إلى بيت القصيد، وفي مقدمتها :

* التعلق بالسلطة لذاتها، وهذا وحده كافٍ ليحرف المسار، فحب الشيء يعمي ويصم، ويمنع الإنصاف، ويوقع في التناقض، ويشوش على ثقافة التناوب وأخلاق التعاقب، والتعلق بالسلطة لا ينبغي إلا حين يكون الهدف جعلها مطية للإصلاح، ومن عجز عن وضع لوائح لحزب، وفشل في منع الأصدقاء من التسرب منه، ودفعه الاهتمام بالكم على الكيف ليقبل تسلل المفسدين، ويقيم المؤتمرات الصحيفة احتفاء بانضمامهم له، ثم يتبوءون ما شاءوا من المناصب المكينة، غافرا لهم سالف خطاياهم بحقه هو أولا، وبحق المجتمع ثانيا؛ حري أن يعجز عن إدارة دولة.

*إهمال المجتمع في الولايات والمقاطعات الداخلية زلة كبيرة وفعلة تشعر المتعاطفين بأن المعارضة لا تختلف عن الأنظمة في الاتجاه نحوهم عند المواسم والالتجاء إليهم في أزمات الانتخاب، فغياب المحاضرات، والقطيعة بين الرموز والأتباع ثمرته فتور الحماس، وقلة الثقة، وانعدام المصداقية.

* أضف إلى تلك وهذه ضعفَ التأثير في المجتمع الحي بقسميه العمالي والطلابي........ وخاتمة هذا الإجمال زلة الوقوف إلى جانب رجال الأعمال؛ فكيف بالساعي للإصلاح يساند من أرغم الوزير على التزوير واشترى بالدينار والدرهم ذمة المدير وعاث فسادا في الدولة دواما على مدى خمسين عاما، يقوم المسمار بالقنطار، ويحسب على الدولة مثمون المليون بالمليار، أليس الله يعلم المفسد من المصلح؟؟

بيت القصيد :

لا أملك أن أحاكم المعارضة إلا من خلال مواقفها، لأن الأفعال نواتج الأفكار وسابقة عليها زمنا، وإجماع العقلاء منعقد على أنها هي الترجمة السليمة لما يدور بالخلد خاصة إذا تكررت وصارت ديدنا؛ فأين هي "المعارضة" من نعتها وخبرها ونسبها الوحيد " الديمقراطية"؟ أليست أحزابا في أفراد؟ أما مر حزب من الأحزاب بالعهد القديم والجديد وانتقل من الاتحاد للتكتل، وتحول شبابا وشيبا إلى التسبيح بحمد الانقلاب والتبتل؟ أما انتهى النظام الذي بدأ يوم 12\12، وحلت وراءه نُسَخ من الأحكام وطبعات من الزعماء، وما زالت رئاسات المعارضين كما هي في مناصبها العُلَى وأماناتها الكبرى؟؟

أدرك أنا لسنا بدعا في هذا؛ فشيخا بلاد السودان رغم التقدم في العمر سيكتبان وصيتيهما بالرئاسة لمن سيخلفهما من بنت أو ولد، وحينها سيتحول "المؤتمر الشعبي" و"حزب الأمة" إلى قيادات شابة، كما فعل مرحومون في بلاد عربية شقيقة، وما حزب البعث العربي الاشتراكي بسوريا والحزب الناصري بمصر إلا نماذج حية لعجز أصحاب هذه الهيئات عن تبني الديمقراطية سلوكا وممارسة، فكيف للقائمين عليها الرافضين التخلي عن كراسيها أن يتخيلوا تنازل السلاطين لهم عن العروش وتسليمهم مفاتيح القصور والحقائب الوزارية؟؟ فحين تأبى المعارضة التجدد والتناوب فهي بذلك تناقض نفسها، وترجو من الحاكمين ما لا ترجوه من زعمائها :

فلا تجزعن من سنة أنت سرتها** فأول راضٍ سيرة من يسيرها.

تلكم إحدى الكلمات المشكَّلة، وأما أختها في السياق فهي ارتهان المعارضة للخارج والتزامها بتطبيق سياساته والاتجاه حيثما اتجه، فإن تقارب مع الحاكمين ذابت أو كادت، وإن اختلفت وجهة نظره مع السلطان حدتْ، وتحدت، وسلطت مراهقيها وغلمانها : كتابا ومرجفين وبرلمانيين وغيرهم ممن يسمح له موقعه بإبداء رأي أو النبس ببنت شفة، وهذا من الأغلاط "الاستراتيجية" والموبقات الشنيعة، فالتعويل على ما وراء الحدود رهان خاسر، وسلوك يترجم معنىً لا يحبذ صاحب المقال أن يدخل مفرداته ضمن قاموسه، ولا أظن أي نظام حاكم حكيم يلتجئ "للتمحور" أو "التموقع" إلا مكرها، فكيف تلجأ المعارضة لمثل هذا طوعا واختيارا من عند أنفسها؟

منذ بداية المسار الديمقراطي ظلت المعارضة في كل انتخاب تشرع لولد الطايع مهزلته الانتخابية فتشاركه ثم تدعي التزوير ثم تعترف به لاحقا رئيسا ولا أستبعد أن تكون ذراعه الطويلة في المجتمع كانت وراء تلك اللعبة فلنطوها طي السجل قائلين : "عفا الله عما سلف" ولنتحدث فيما وليَ تلك الحقبة، فبانقلاب 2005 خرج الجميع فرحا وبهجة، غير مدركين الدوافع الحقيقية للانقلاب إذ وجد المقربون من العقيد أن طوفان الكراهية سيغرقهم...... فرموا تبعات الماضي عليه، وحاكوا خطتهم في حبكة مكشوفة مفادها تسليم الحكم شكلا لمدني منتخب ليس له من الأمر شيء، وقد أحسنوا الإخراج والاختيار وأخذوا من الزمن ما يكفي، ومن الحياد ما انخدع له زعماء المعارضة ومنحوهم من التزكية حدا أضحى التراجع عنه تناقضا، فمن الذي سمح بالإجهاز على وعد الديمقراطية في مهده غفلة أو قصدا ليُنصَّبَ سيدي ولد الشيخ ولد عبد الله رئيسا مؤتمنا غيرُ مشاركة زعيم المعارضة الأول، ومن الذي حرر له شهادة الوفاة إلا زعيمها الثاني في الشوط الثاني؟؟

ثم جاء الصف الثالث من قيادات المعارضة ليفسدوا على الشيبة مهلته التي منحه إياه العسكر فتنادوا مثنى وثلاث ورباع فوسعتهم طيبته، وهالهم حبه الخير للجميع واستعداده للم الشمل فاندسوا من خلال هذه المعاني ليشعروه بأنه هو الرئيس ويشعلوا الفتنة بينه وبين من رقوه ليترقوا ومكنوه ليتمكنوا، فحوطوه وصاروا له بطانة ليشكل حكومة بشراكة معهم، بعد أن أرغموه على الغدر بالزين ولد زيدان، مرددين على مسامعه قول الشاعر : إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا**فما حيلة المضطر إلا ركوبها

ثم استمروا في التسويل له - وشيطان الإنس أمره أشد - حتى أخرجوه من القصر للسجن، وكاد البلد يحترق، وعدنا لنقطة الصفر مفعولا بنا لفاعل هو المعارضة، والمفعول لأجله هو الحظوة، وأما المراحل الانتقالية والجيش فتلك مفعول فيها وهذا مفعول معه.

ورغم رفض الجميع لما تم من تصرف العسكر ضد من كانوا أولياء نعمته فقد وجدوا مخرجهم في المعارضة، فأعلنت زعامتها مساندتها الجيش وسمت الأشياء بغير أسمائها، وحسبك بهذين القطبين حين يتفقان أن تتمهد الأمور في الداخل والخارج......بعد أي انقلاب.

ألا تعيش المعارضة تناقضا في الفكر والسلوك والأهداف لدرجة أن القاسم المشترك بينها ما هو إلا حب الحقائب فحين يجد طرف منها طريقا للتوزير يتنكر لمبدأ المعارضة الأول والأخير، وحين تضيء خلب البروق يكفر الطامعون بالفوز في الانتخابات الرئاسية بقيم الديمقراطية الأساسية. وفيما سوى حب الحقائب قلوبهم شتى وإن حسبهم العامة جميعا.

وفي هذين العنوانين : "الخلفية الخفية لانقلاب 6\8\2008 بموريتانيا" و "بعد فك الحصار أين اتجاه البوصلة؟" إضاءات حول هذا المعنى، لمن بفكر الكاتب وخارطة مواقفه يُعنى. فربما تأكد أني لست ضد من أختلف معه، فالفرق عند العقلاء شاسع بين التضاد والاختلاف.

وإلى أن تكتمل صورة هذا السؤال المُرِّ بالاستفهام عن طريقة المعارضة في علاج القضايا ضمن المقال القادم أقِفُ الحديث عند هذا الحديث فإن شاء القارئ فليؤمن بحقي الطبيعي في الاختلاف معه، وإن شاء فليكفر.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا