امتنان من الرئيس غزواني لنظيره السنغالي :|: شخصية جديدة تعلن ترشحها للرئاسة :|: رئاسيات 2024.. هذه أبرز المحطات المنتظرة :|: جدول بعثات اختيار مشاريع برنامج "مشروعي مستقبلي" :|: المندوب العام لـ "التآزر" يطلق عملية دعم 150 نشاط انتاجي :|: اتفاق بين الهيئة الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص ومدرسة الشرطة :|: انطلاق حملة للتبرع بالدم في موريتانيا :|: افتتاح معرض "أكسبو 2024" بموريتانيا :|: وزيرالخارجية يلتقي نظيره الأمريكي :|: ولد بوعماتو يدعم ترشح الرئيس غزواني لمأمورية ثانية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

من يوميات طالب في الغربة(17) : ماهوطعم الغربة...؟ !

samedi 1er octobre 2016


في الفترة التي قضيتها في هذا الحي الجامعي "سنتان" من نوفمبر1996 الى يوليو 1998"استطعت التعرف على الكثير من العادات المدنية من زملائي وعقدت صداقات بعضها ما زلت أحتفظ به واستطعت أن اندمج وبصورة حقيقة في المجتمع الجديد "مع الحفاظ على خصوصياتي المحلية"وساهم زملائي الطلبة في صنع جزء من مستقبلي الدراسي "ساعدوني على الدراسة" وعلى فهم المدنية الحديثة.ولكن رغم كل ذلك فإن مشاكل كثيرة لها تأثير كبير على مسيرتي الدراسية بقيت تنتظرني وحيدا رغم أنني لست المتسبب فيها و"لا ناقة لي فيها ولا جمل" فما هي ؟

من تلك المشاكل- غير المرتبطة بالدراسة- مشاكل الغذاء فمثلا طيلة الفترة التي كنت مقيما فيها لدى زملائي في حي :" بن خلدون" كانوا يطبخون الطعام على الطريقة الموريتانية وغالبا ما يجمعني معهم وقت الغداء كما العشاء، ولكن عندما سكنت الحي الجامعي أصبح لزاما على التعود على الوجبات المحلية التونسية التي تقدم في المطاعم الجامعية وهذه تسميات بعضها " الكسكسي، المقروني، السلاطه،الروزو الصوص، الطاجين، المرقة " ورغم أن هذه الوجبات موجودة لدينا فان طريقة الطبخ هي المشكلة فمثلا غالبا ما تكون بعض هذه الوجبات حارة أي مليئة بالبهارات المحلية "الهريسة" وذلك لمكافحة نوبة البرد الشديد، ضف إلى ذلك أنني لم أكن متعودا على الأكل بالملاعق وعلى الطاولات وفي وقت قصير ومحدد، ناهيك عن انتظار طويل في الصفوف بين الطلبة حتى تجد نصيبك وتزامن وقت الإفطارمنتصف النهار أحيانا مع بعض الحصص الدراسية.

من المشاكل الأخرى التي عشتها في الحي الجامعي الفراغ الكبير والشعور بالملل واليأس والغربة التامة.. فرغم أن الحي مليء بالطلبة غالب الوقت خاصة ليلا وفي أيام العطلة الأسبوعية فإنني كنت أشعر بكل تلك الهواجس والانطباعات نظرا لكون الحي الجامعي لا يوجد فيه من يقتسم معي عاداتي وتقاليد بلادي ويحدثني باللهجة "الحسانية" المحلية ويتطارح معي الثقافة المحلية مثل "الشعر الفصيح والشعبي والألغاز والنكت ويتجاذب معي أطراف الحديث حسب مفهوم "اتبيظين " ناهيك عن أن ما يقضي فيه زملائي التونسيون والأجانب وقتهم الفارغ لا يصلح لي "الذهاب إلى السينما، لعب الكرت، مشاهدة الكرة التونسية والأوروبية والأفلام في قاعة التلفزة ولعب الكرة على الطاولة والالعاب الالكترونية ،كما أن الجلسات في المقاهي لا تخلو من بعض العبارات النابية ".

كنت أقضي معظم وقت الفراغ في رحلات مكوكية إلى زملائي في أنحاء مختلفة من العاصمة كي أعيش جلسات محلية نشرب فيها الشاي ونتحدث حول السياسة المحلية والدولية " لا يجيدها الشباب التونسي بغالبيته أو لا يحبذ الحديث عنها"، ثم قد يجرنا الحديث إلى أخبار عادية عن هذا الزميل أو ذاك أو عن طوارى السفارة والمنح والتذاكر والدراسة وغيرها من الأمور الحياتية اليومية للطالب في تلك الغربة.

إنه من أصعب أنواع الغربة أن تعيش بين ظهراني شباب في مثل عمرك وطموحك ولهم نفس اهتماماتك ومع ذلك لا تستطيع أن تجد من بينهم من يمثلك الثقافة والتفكير نفسيهما وكذا انعدام الانشغال نفسه أومشاطرة الحديث في ما تحبذه ولو مجاملة..

هذا بالضبط ما عشته خلال فترة الحي الجامعي حيث لا يمكن أن تخلق صداقات حقيقية وودية دائمة يتماهى معك أصحابها من التونسيين والأجانب "الجزائر، المغرب،تونس إفريقيا جنوب الصحراء، الفلسطينيونن السوريون، العراقيون الأردنيون" إلا إذا كنت متصفا ببعض الصفات منها : أن تكون لديك ثقافة واسعة في الموسيقى العصرية العربية والغربية الشبابية ومهرجاناتها الصيفية والشتوية في معظم دول العالم وأن تكون على معرفة جيدة بأفلام السينما والممثلين وعلى علاقات جيدة بدور السينما من حيث الريادة،وان تكون محبا للرياضة خاصة كرة القدم وحافظا لأسماء نجومها وجداول مبارياتهم وان تكون على معرفة جيدة باللغات الأجنبية الرئيسية "الفرنسية والانجليزية" وأن تكون محبا للأفلام الأجنبية الرومانسية ولا بأس ببعض الأفلام البوليسية وأن تتمتع بسلوك مدني راق في المجاملة والانضباط مع المواعيد ومعرفة الأماكن الرئيسية للترفيه والراحة واللقاءات ومحطات النقل في البلاد التي تزورها، وأن تكون أخيرا على هندام جيد وتعرف كيف تحافظ على أسرار الآخرين. وأن لا يربكك أي مشهد عصري تحرري من قبيل الاختلاط بين الرجال والنساء ولبس المرأة ل" ميني جيب وميكروجيب" في الأماكن العامة.

من الأمور الغريبة التي لاقيت أيضا صعوبة في التعامل معها الجو الماطر ليل نهار طيلة 6 أشهر "اكتوبر- مارس"حيث الجميع يخرجون وكأن المطر غير موجود وفي أحسن الأحوال يضع أحدهم مظلة فوق رأسه لتقيه المطر إذا كان قويا، هذا إضافة إلى سرعة دوران عجلة الحياة حيث أن الناس هنا تحسب الوقت حيث أن لكل دقيقة نصيب من المشاغل وعليك أن توطن نفسك على حسن استغلال الزمن – خاصية مدنية- وهي مسألة بقيت مطروحة للكثير من الطلبة الموريتانيين هناك بسبب ضعف التمدن وعدم مساعدة النية التحتية"وسائل النقل والمنزل"وعادات المجتمع البدوية في موريتانيا في هدر الوقت.

فعاداتنا نحن الموريتانينن هي شرب الشاي وتبادل الأحاديث الجانبية الفارغة وعدم ضبط تعاملات الحياة على ايقاع الوقت وهو ما كان علي التعايش مع عكسه هنا بتونس إذن مع كل تلك المشاكل كنت اعيش وقد كان لها بالتأكيد الأثر الكبير على مستقبلي الدراسي ولكنها لم تكن هي الوحيدة المؤثرة فيه حيث ما إن بدأت الدراسة فعليا حتى ظهرت مشاكل ونواقص كثيرة لدي تتعلق بها ترى ما هي ؟

يتواصل ...

بقلم محمد ولد محمد الأمين "نافع"

ملاحظات :

هذه المذكرات واقعية عاشها الكاتب في الفترة مابين يوليو 1996 الى يوليو 2001 بين موريتانيا وتونس.

وقد حظيت هذه المذكرات بنشرحلقات منها مترجمة في كتب جامعة "جورج تاون" الأمريكية المترجمة بالانجليزية والتي تدرس في اكثر من 250 جامعة ومعهدا حول العالم لغير النا طقين بالعربية .

يرجى التفضل بارسال الملاحظات عى العنوان البريدي التالي :

Ouldnafaa.mohmed@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا