"فترة عصيبة".. البنك الدولي يحذّر من تفاقم التضخم العالمي :|: الرئيس يبحث "استغلال مناخ الاستثمار" في موريتانيا مع وفد أوربي :|: إجازة خطة حكومية لعصرة الادارة :|: "دومين" : تسجيل العقود عن طريق منصة رقمية :|: متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !! :|: اتفاقية لافتتاح وكالة تابعة لـل"تشغيل" بالجامعة :|: اطلاق المرحلة الثالثة من برنامج تطوير التعليم :|: جدول رحلات الموريتانية للطيران لمسم الحج الحالي :|: تسليم 12 رخصة لممارسة الإشهارمن قبل الأفراد :|: اتفاقية بين الوكالة الرسمية ووكالة المغرب العربي للأنباء :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
 
 
 
 

البحث عن الذهب السطحي بموريتانيا : رحلة مليئة بالمغامرات والارهاق

dimanche 29 mai 2016


« القدس العربي » : حزم الآلاف من الموريتانيين أمتعتهم هذه الأيام : خياما ومؤنا ومعاول حفر وأجهزة للكشف عن الذهب، وتوجهوا بسيارات دفع رباعية لمناطق « تازيازت » و« تجريت » الواقعة شمال البلاد والتي أشيع أنها تحوي قطع الذهب الجاهز المتناثر.

شبان في مقتبل العمر يحملون شهادات عليا، دفعتهم البطالة لتجريب حظوظهم في فيافي الشمال الموريتاني، ورجال مسنون قذفت بهم صروف الدهر للحفر هنا وهناك بحثا عن قطعة ذهب أو حتى عن أحجار تحتوي على غبار أو شذرات من الذهب، قد تسد الخلة وتقضي على الديون وتسعف العيال.

هذه هي حال موريتانيا اليوم، وهذه قصة ذهبها التي بدأت فصولها قبل شهرين عندما عثر أشخاص على أحجار تحوي كميات من الذهب « عيار 24 »، وتحولوا بعد بيع محصولاتهم هذه إلى أثرياء في طرفة عين؛ فقد تداولت إشاعة حصول هؤلاء الحفارين المحظوظين على الذهب في صحراء « تازيازت » التي كانت على مر التاريخ صحراء العطش والموت ومسكن عفاريت الجن وموطن عواصف الرمل.

قيامة الذهب

شكلت إشاعة الذهب نفخا في الصور لقيامة المعدن النفيس، وجعلت الجميع يتجه للذهب إما بالحفر عنه أو بتأجير حفارين، وانتعشت بالتوازي مع ذلك، أسواق بيع أجهزة الكشف عن الذهب، حيث باع السودانيون ولهم تجارب في المجال، في أسواق نواكشوط، ما عندهم من أجهزة كشف كانت راكدة، وانتهز التجار الفرصة ليستوردوا مئات الأجهزة من الصين والإمارات ووجهات أخرى.

ودفع هذا الإقبال الكبير على الذهب، الحكومة الموريتانية لتنظيم هذا القطاع وتقنين عملية تنقيب الأفراد عن المعدن النفيس، فحددت نظاما للرخص، وشروطا لممارسة هذه المهنة، ومناطق مخصوصة لهذا النشاط، وأسست سلكا للشرطة المعدنية لمراقبة هذا المجال.

مغامرات ومغامرون

يؤكد الكثيرون أن التدافع الذي حصل نحو فيافي التنقيب عن الذهب مجرد مغامرات لأشخاص تقطعت بهم السبل، وضغطت عليهم صروف الدهر، وإكراهات حياة طابعها الغلاء والبطالة.

يقول الشيخ إبراهيم وهو مهندس جيولوجي عائد للتو من منطقة « تازيازت » حيث ينشط المئات من المنقبين « لا شك أن المناطق التي رأيتها تحوي مؤشرات لوجود الذهب ما يجعل التوجه للتنقيب عن الذهب نشاط له آفاق ».

وأضاف « ليس أمامنا نحن الشباب العاطلين سوى التوجه لهذا القطاع وقهر الطبيعة والبحث عن حظوظنا ».

أما الصيام بن محمد المهدي فيؤكد أنه باع متجره في السنغال وجاء إلى موريتانيا ليستفيد من فرصة الذهب المتاحة.
وقال « أحسن لي أن أنقب فأحصل على ثروة من الاستمرار في التجارة داخل السنغال التي لا طائل من ورائها ».

للذهب تاريخ

وكان نشاط التنقيب عن الذهب قد انطلق في ستينيات القرن الماضي على يد شركة نحاس موريتانيا، وذلك في منطقة إنشيري شمال البلاد بدون الحصول على نتائج تذكر، واستمرت الحال على ذلك إلى أن اكتشفت شركة « لاندين » البريطانية منجم تازيازت عام 2003 باحتياطات كبيرة من الذهب فكان بداية دخول موريتانيا لمصاف الدول ذات الاحتياطات الكبيرة من الذهب.

احتياط ضخم

تؤكد مصادر وزارة المعادن الموريتانية « أن الاحتياط الفعلي للذهب في تازيازت يناهز 20 مليون أونصة ».

ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية مؤخرا عن وزارة الطاقة والنفط والمعادن قولها « إن الاحتياطي الجديد سيمكن من زيادة القيمة المضافة للاقتصاد الموريتاني وزيادة مداخيل الخزينة العامة للدولة وخلق فرص للعمل ».

وتسعى شركة « كينروس » الكندية التي آلت إليها ملكية رخصة منجم تازيازت عام 2010، لجعل المنجم، ثاني أضخم منجم للذهب في العالم، وذلك باستثمار 920 مليون دولار أمريكي موجهة لتطوير وتوسيع آليات الاستغلال.

وقبل سنتين أعلنت شركة « تازيازت موريتانيا » عن اكتشاف احتياطي جديد من الذهب يصل إلى 2.3 مليون أونصة من الذهب وذلك في منطقة « تازيازت » (260 كلم شمال نواكشوط)، وهي المنطقة التي تضم مصنع الذهب الذي بدأ فيه إنتاج الذهب قبل ست سنوات.

توسعة المنجم

وأكد ماء العينين ولد التومي مسؤول العلاقات الخارجية في شركة « كنروس تازيازت موريتانيا » أن « الشركة بصدد استثمار ما يربو على 3.5 مليارات دولار لإنجاز مشروع توسعة المنجم ».

وأوضح ولد التومي في تصريح صحافي « أن إنجاز هذا المشروع الذي ستكتمل دراسة بشأن جدواه في الربع الأول من العام المقبل سيسهم إسهاما قياسيا في مضاعفة المبالغ المترتبة على الضرائب المستحقة للدولة الموريتانية على الشركة، بعد أن وصلت القيمة الضريبية المستحقة للدولة في 2010 إلى حوالي 7.25 مليار أوقية (حوالي 25.2 مليون دولار) ».

العائد الزهيد

يوجه الكثيرون وخاصة أوساط المعارضة، انتقادات للعائدات التي تحصل عليها موريتانيا من الذهب والتي تبلغ نسبة ثلاثة في المئة حسبما تضمنه العقد المبرم بين شركة كنروس الكندية والحكومة الموريتانية. وتتردد أصوات نقابية وسياسية وبرلمانية في موريتانيا منددة بهذا العائد الزهيد، ومؤكدة أن شركة كنروس تنهب ثروات موريتانيا دون مقابل، كما أن أعمال استخراج الذهب واستخلاصه التي تقوم بها الشركة، مضرة بالبيئة وبصحة العمال.

وينفي موظفون موريتانيون في شركة كنروس هذه الاتهامات ويؤكدون أن العائد المتعاقد عليه بين موريتانيا والشركة، سيصل عما قريب لنسبة أربعة في المئة وهي نسبة لم تحصل عليها الدول الإفريقية المماثلة مثل مالي وبوتسوانا.

حمى الذهب

تشغل قصة ذهب موريتانيا والتنقيب عنه الكتاب والمدونين، ولكل واحد رأيه، فهذا ينتقد تنظيم الحكومة للنشاط، وذاك يقدم تأويلات، وهذا يصدق وجود الذهب وذلك يعتبره خدعة حكومية هدفها شغل الشباب عن الاحتجاجات وإلهاء الرأي العام عن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد.

ويقول الكاتب الصحافي أحمد ولد الشيخ « إن موريتانيا أصيبت منذ بضعة أسابيع، بكاملها بحمى مفاجئة، والسبب هو اكتشاف البعض لبضع شذرات من التبر في المنطقة الصحراوية الواسعة القريبة من منطقة تازيازت، ومنذ ذلك الحين، جن جنون البلد ».

ويضيف « أجهزة كشف المعادن، التي لم يكن أحد يرغب فيها، تباع بأسعار باهظة جدا، كما تؤجر السيارات بمبالغ خيالية ووصل ثمنها في سوق السيارات لأرقام قياسية، كما تباع الخيام والبراميل وصفائح المحروقات والمجارف وأبسط المعدات اللوجستية بأسعار باهظة جدا ».

ويستغرب الكاتب « ترك الآلاف من أرباب العائلات للأسر والمحلات التجارية والحقول والوظائف وكل ما يمتلكونه (وفي الكثير من الأحيان ما لا يمتلكون، عن طريق الاقتراض)، يشترون أجهزة الكشف، ويستأجرون السيارات ويجهزونها ويندفعون في المغامرة ».

توقعات بخيبة أمل

حذرت جهات عدة من خيبات أمل قد يتعرض لها الشبان الذين توجهوا نحو ميادين التنقيب.

وفي هذا السياق كتبت صحيفة « لوكلام » محذرة من « خيبة أمل الذين قد يتعرضون بالفعل للخداع، سواء من قبل أولئك الذين باعوا لهم الحلم أو الدولة التي جمعت المال، على ظهورهم، بثمن بخس ».

وأضافت » لن يجد هؤلاء من يواسيهم في حسرتهم، فلا يلوموا إلا أنفسهم، إن العودة إلى أرض الواقع (وهي بدون ذهب) لن تكون سهلة، سواء بالنسبة لهم، أو بالنسبة للدولة التي ركبت الموجة ».

وتساءلت الصحيفة « ما هو مصير هؤلاء الخائبين بسبب عدم وجود الذهب؟ هل سيركنون إلى اليأس؟ أم سيستردون نشاطهم عبر التعلق بسراب جديد؟ قد يكون الماس والكوبالت والمنغنيز، هنا أو هناك..لا ينبغي لهؤلاء الناس أن يتجهزوا بجهاز كشف المعادن بل يجب عليهم أن يتسلحوا بجهاز كشف الأكاذيب ».

فرصة السحرة والحجابة

وجد السحرة والناشطون في مجال الأحجية الباطنية فرصتهم في حمى الذهب حيث يستعين بهم المنقبون للحصول على حظوظ كبيرة ولطرد مردة الجن، الذين حسب ما أكده الحاج عبد الله المختص في المجال، كلفهم نبي الله سليمان بحراسة الكنوز.

يبيع السحرة بخورات تطرد الجن، وغسالات تزيد الحظوظ وتدل على المواقع التي يوجد الذهب فيها، وتضمن لمستخدمها الانتصار على منافسيه في مواقع الحفر.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا