يشرع اليوم الاثنين 29 مارس، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في زيارة رسمية لمدة يومين للولايات المتحدة الأمريكية، و حسب جدول الزيارة، سيجري ساركوزي محادثات ثنائية مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، حول الاقتصاد، الحرب في أفغانستان و الوضع الأمني في الشرق الأوسط، إلى جانب مسألة الإرهاب في الساحل، خاصة و أن الدولتين مهتمتان بالمنطقة، التي تعرف نشاط خطير لما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
حيث سجل خلال الشهور القليلة الماضية، اختطاف ثلاثة حقوقيين إسبانيين في نوفمبر 2009، و من بينهم امرأة تم إطلاق سراحها يوم 10 مارس الجاري، كما أقبل ذات التنظيم الإرهابي على اختطاف سائحان إيطاليان شهر ديسمبر الفارط بموريتانيا، حقوقي فرنسي تم اختطافه بنيجر شهر نوفمبر و تسريحه في فيفري الماضي و مقتل أربعة سواح سعوديين بنيجر في ديسمبر 2009، إلى جانب تورط القاعدة في الاتجار و تهريب المخدرات و الأسلحة بين دول المنطقة.
و من جهة أخرى، تعد منطقة الساحل بالنسبة للأمريكيين و الفرنسيين، نقطة إستراتيجية هامة، خاصة من الجانب الموارد الطبيعية، كالبترول و الغاز و اليورانيوم، كما يسعيان معا لتصدي لزحف الصين في المنطقة، زيادة على رغبتها في إقامة قاعدة عسكرية في المنطقة لضمان مراقبتها التامة على دول المغرب العربي و قسما كبيرا من باقي الدول الإفريقية.
كما تأتي هذه الزيارة الرئاسية، في ظرف خاص بالنسبة لدول منطقة الساحل، التي قررت منذ أسبوعين إعادة بعث التنسيق و التعاون فيما بينها، خلال اجتماع دول الساحل (الجزائر، موريتانيا، ليبيا، مالي، نيجر، تشاد و بوركينافاسو)، بالعاصمة الجزائر، حول مسألة الإرهاب، و بهذه المناسبة دعوا بالإجماع لضرورة للعمل المشترك بينهم لمكافحة تنظيم القاعدة بالمغرب و نددوا بالتدخل الأجنبي، خاصة الفرنسي، في هذا الملف.
و تجدر الإشارة، إلى أن باريس كانت السبب في نشوب أزمة دبلوماسية بين موريتانيا و الجزائر من جهة و مالي من جهة أخرى، قبل أسبوعين من عقد اجتماع الجزائر، بعد الضغط الفرنسي على باماكو لتسريح أربعة إرهابيين مقابل إطلاق سراح الرهينة الفرنسي بيار كامات، الذي كان محتجزا لدى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
و يبدوا أن كل من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، و الفرنسي، نيكولا ساركوزي، قد أدركوا وزن نتائج اجتماع الجزائر، خاصة المتعلق بالرفض التام للتدخل الأجنبي في ملف الساحل.
المصدر T S A