منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها وتطالب بإطلاق سراحه :|: تكوين لمفوضي وضباط الشرطة حول القوانين المجرمة للعبودية :|: منظمة الشفافية تندد باعتقال رئيسها :|: اتفاق مع شركات عربية لاستغلال حقلي "باندا" و "تفت" للغاز :|: توقيف 10 منقبين على خلفية أحداث “الشكات” :|: الناطق الرسمي : تأثرت بعض الخدمات الآساسية في الحوض الشرقي بسبب تزايد أعداد اللاجئين :|: مباحثات موريتانية كونغولية :|: توقعات بارتفاع أسعارالنفط العالمية :|: مدير : الحكومة صادقت على إنشاء آلية وطنية لضمان احترام حقوق الضحايا :|: بيان صحفي حول المصادقة على خطة العمل الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

اشكالية اللغة الرسمية /سيدي عبد الله ولد صدفي

lundi 29 mars 2010


يشكل تحديد اللغة الرسمية للدولة الموريتانية موضوع جدال داخل أوساط الطبقتين السياسية والمثقفة ، ومحورا من محاور التوتر والفرقة ، فكل طرف يعتبر اعتماد لغة مغايرة للغته بمثابة تهميش وإقصاء له ولقوميته ، كما أن الحكومات تتخذ من موضوع اللغة الرسمية ملفا ترتزق به من الدول العربية أحيانا ومن فرنسا أحيانا أخرى وكذلك ورقة رابحة تلعبها في بعض الأزمات الخانقة التي ينخفض فيها منسوب التأييد الشعبي ، فتكسب بها تأييد بعض الأحزاب والجهات السياسية المهتمة.
فهل هنالك حل لمشكلة اللغة الرسمية يراعي الخصوصية الثقافية لكل إثنيات المجتمع الموريتاني ، يكون مقبولا لدى الجميع؟
إن تحديد لغة واحدة للتعاملات الإدارية وضع مشاكل وصعوبات لكثير من دول العالم التي ينبغي أن نستفيد من تجاربها في هذا المضمار ، فمثلا توجد بالهند 15 لغة رسمية ومائات اللهجات المحلية ، ورغم هذه الفوارق اللغوية والثقافية والعرقية فإنها استطاعت أن تتجاوز عقدة اللغة الرسمية ، بفضل حكمة سياسييها وطبقتها المثقفة ، وكذلك الولايات المتحدة الأميريكية التي استقطبت موجات من المهاجرين الأوروبيين من مختلف أنحاء القارة العجوز إلا أن الإنجليز والألمان شكلوا السواد الأعظم لأولئك المهاجرين مماتمخض عنه وجود لغتين رسميتين ، وبعد استقلال الولايات المتحدة عن التاج البريطاني وجدت النخبة السياسية الأميريكية نفسها مجبرة على اختيار لغة رسمية واحدة حيث اتفق الطرفان على التصويت على اعتماد إحدى اللغتين سنة 1776م بمبنى إِنْدِبَّنْدَنْسْ هُولْ (قاعة الإستقلال) بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسيلفينيا حيث أُعتُمدت الإنجليزية بفارق صوت واحد لتصبح أميريكا دولة آنجلو فونية إلى يومنا هذا.
إننا كموريتانيين بحاجة إلى إنسان موريتاني لايحمل الهوية العربية ولا الزنجية .. إنسان يحمل الهوية الموريتانية التي تنصهر فيها مختلف الهويات.
إن اندماج شرائح المجتمع في شخصية وطنية واحدة وهوية واحدة يتطلب لغة واحدة يتفاهم بها الجميع ويتعامل بها إداريا ، بالإضافة إلى أن معظم الخلافات بين أعراق المجتمع مردها عدم التفاهم والتواصل ، فأعراق المجتمع الموريتاني لايعرف أي منها شئ عن الآخر لا عن عاداته وتقاليده ولغته ، وفي ظل هذه القطيعة بين العرب والزنوج فإن بعض الأنظمة العسكرية انتهجت سياسة فرق تسد حيث أوهمت العرب بأن الزنوج يشكلون تهديدا لوجودهم مما جعل غير المتعقلين من العرب يمنح تأييده غير المشروط لهذه الأنظمة باعتبارها تحمي العنصر العربي من المد الإفريقي مما ولد ردة فعل عكسية حول اللغة العربية وكل ماهو عربي.
من نافلة القول أن الزنوج لم تكن لديهم مشاكل تاريخية مع اللغة العربية فمملكة غانا (كما أسلفت في مقال سابق) كانت دواوينها تكتب باللغة العربية كما أن البولار كانوا يكتبون رسائلهم باللغة العربية ، وحتى عهد قريب كانت بلاغاتهم على أثير الإذاعة الوطنية تكتب بالحروف العربية.
في التسعينيات أوهم النظام العسكري البعض أن اللغات الوطنية تشكل تهديدا للغة العربية وهو ما يجانب الصواب ، فنحن أمة متكاملة رغم تعدد ثقافاتنا ولهجاتنا لأننا في النهاية شعب مسلم 100% بالإضافة إلى أنه لاجدال حول قدسية اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم مما أكسبها احتراما في أوساط العرب والزنوج على حد السواء.
إن قرار اعتماد لغة رسمية يجب أن يكون نابعا من المجتمع وليس قرارا سياسيا حتى يكون ناجحا وملزما للجميع ، فضلا عن أن الحكومة الحالية ليست مؤهلة لفتح هذا الملف لأنها لاتمتلك من الشرعية ما يؤهلها للبت في قرار مصيري من هذا الحجم ، وما فتحها لهذا الملف إلا محاولة مكشوفة للتغطية على فشل سياساتها الإقتصادية والإجتماعية.
إن قرارا كهذا يجب أن يترك لأول حكومة مدنية منتخبة على أن تجري استفتاءاً شعبيا بين البولارية ، السونونكية ، الولفية ، الفرنسية والعربية وأي من هذه اللغات فازت تكون هي اللغة الرسمية ، ومما لاشك فيه أن بلدا غارقا في وحل المجاعة والفساد السياسي والإداري وانعدام الأمن ليس في وضع يؤهله للخوض في مجاهيل القرارات المصيرية.
سيدي عبد الله ولد صدفي
يشكل تحديد اللغة الرسمية للدولة الموريتانية موضوع جدال داخل أوساط الطبقتين السياسية والمثقفة ، ومحورا من محاور التوتر والفرقة ، فكل طرف يعتبر اعتماد لغة مغايرة للغته بمثابة تهميش وإقصاء له ولقوميته ، كما أن الحكومات تتخذ من موضوع اللغة الرسمية ملفا ترتزق به من الدول العربية أحيانا ومن فرنسا أحيانا أخرى وكذلك ورقة رابحة تلعبها في بعض الأزمات الخانقة التي ينخفض فيها منسوب التأييد الشعبي ، فتكسب بها تأييد بعض الأحزاب والجهات السياسية المهتمة.
فهل هنالك حل لمشكلة اللغة الرسمية يراعي الخصوصية الثقافية لكل إثنيات المجتمع الموريتاني ، يكون مقبولا لدى الجميع؟
إن تحديد لغة واحدة للتعاملات الإدارية وضع مشاكل وصعوبات لكثير من دول العالم التي ينبغي أن نستفيد من تجاربها في هذا المضمار ، فمثلا توجد بالهند 15 لغة رسمية ومائات اللهجات المحلية ، ورغم هذه الفوارق اللغوية والثقافية والعرقية فإنها استطاعت أن تتجاوز عقدة اللغة الرسمية ، بفضل حكمة سياسييها وطبقتها المثقفة ، وكذلك الولايات المتحدة الأميريكية التي استقطبت موجات من المهاجرين الأوروبيين من مختلف أنحاء القارة العجوز إلا أن الإنجليز والألمان شكلوا السواد الأعظم لأولئك المهاجرين مماتمخض عنه وجود لغتين رسميتين ، وبعد استقلال الولايات المتحدة عن التاج البريطاني وجدت النخبة السياسية الأميريكية نفسها مجبرة على اختيار لغة رسمية واحدة حيث اتفق الطرفان على التصويت على اعتماد إحدى اللغتين سنة 1776م بمبنى إِنْدِبَّنْدَنْسْ هُولْ (قاعة الإستقلال) بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسيلفينيا حيث أُعتُمدت الإنجليزية بفارق صوت واحد لتصبح أميريكا دولة آنجلو فونية إلى يومنا هذا.
إننا كموريتانيين بحاجة إلى إنسان موريتاني لايحمل الهوية العربية ولا الزنجية .. إنسان يحمل الهوية الموريتانية التي تنصهر فيها مختلف الهويات.
إن اندماج شرائح المجتمع في شخصية وطنية واحدة وهوية واحدة يتطلب لغة واحدة يتفاهم بها الجميع ويتعامل بها إداريا ، بالإضافة إلى أن معظم الخلافات بين أعراق المجتمع مردها عدم التفاهم والتواصل ، فأعراق المجتمع الموريتاني لايعرف أي منها شئ عن الآخر لا عن عاداته وتقاليده ولغته ، وفي ظل هذه القطيعة بين العرب والزنوج فإن بعض الأنظمة العسكرية انتهجت سياسة فرق تسد حيث أوهمت العرب بأن الزنوج يشكلون تهديدا لوجودهم مما جعل غير المتعقلين من العرب يمنح تأييده غير المشروط لهذه الأنظمة باعتبارها تحمي العنصر العربي من المد الإفريقي مما ولد ردة فعل عكسية حول اللغة العربية وكل ماهو عربي.
من نافلة القول أن الزنوج لم تكن لديهم مشاكل تاريخية مع اللغة العربية فمملكة غانا (كما أسلفت في مقال سابق) كانت دواوينها تكتب باللغة العربية كما أن البولار كانوا يكتبون رسائلهم باللغة العربية ، وحتى عهد قريب كانت بلاغاتهم على أثير الإذاعة الوطنية تكتب بالحروف العربية.
في التسعينيات أوهم النظام العسكري البعض أن اللغات الوطنية تشكل تهديدا للغة العربية وهو ما يجانب الصواب ، فنحن أمة متكاملة رغم تعدد ثقافاتنا ولهجاتنا لأننا في النهاية شعب مسلم 100% بالإضافة إلى أنه لاجدال حول قدسية اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم مما أكسبها احتراما في أوساط العرب والزنوج على حد السواء.
إن قرار اعتماد لغة رسمية يجب أن يكون نابعا من المجتمع وليس قرارا سياسيا حتى يكون ناجحا وملزما للجميع ، فضلا عن أن الحكومة الحالية ليست مؤهلة لفتح هذا الملف لأنها لاتمتلك من الشرعية ما يؤهلها للبت في قرار مصيري من هذا الحجم ، وما فتحها لهذا الملف إلا محاولة مكشوفة للتغطية على فشل سياساتها الإقتصادية والإجتماعية.
إن قرارا كهذا يجب أن يترك لأول حكومة مدنية منتخبة على أن تجري استفتاءاً شعبيا بين البولارية ، السونونكية ، الولفية ، الفرنسية والعربية وأي من هذه اللغات فازت تكون هي اللغة الرسمية ، ومما لاشك فيه أن بلدا غارقا في وحل المجاعة والفساد السياسي والإداري وانعدام الأمن ليس في وضع يؤهله للخوض في مجاهيل القرارات المصيرية.
سيدي عبد الله ولد صدفي
يشكل تحديد اللغة الرسمية للدولة الموريتانية موضوع جدال داخل أوساط الطبقتين السياسية والمثقفة ، ومحورا من محاور التوتر والفرقة ، فكل طرف يعتبر اعتماد لغة مغايرة للغته بمثابة تهميش وإقصاء له ولقوميته ، كما أن الحكومات تتخذ من موضوع اللغة الرسمية ملفا ترتزق به من الدول العربية أحيانا ومن فرنسا أحيانا أخرى وكذلك ورقة رابحة تلعبها في بعض الأزمات الخانقة التي ينخفض فيها منسوب التأييد الشعبي ، فتكسب بها تأييد بعض الأحزاب والجهات السياسية المهتمة.
فهل هنالك حل لمشكلة اللغة الرسمية يراعي الخصوصية الثقافية لكل إثنيات المجتمع الموريتاني ، يكون مقبولا لدى الجميع؟
إن تحديد لغة واحدة للتعاملات الإدارية وضع مشاكل وصعوبات لكثير من دول العالم التي ينبغي أن نستفيد من تجاربها في هذا المضمار ، فمثلا توجد بالهند 15 لغة رسمية ومائات اللهجات المحلية ، ورغم هذه الفوارق اللغوية والثقافية والعرقية فإنها استطاعت أن تتجاوز عقدة اللغة الرسمية ، بفضل حكمة سياسييها وطبقتها المثقفة ، وكذلك الولايات المتحدة الأميريكية التي استقطبت موجات من المهاجرين الأوروبيين من مختلف أنحاء القارة العجوز إلا أن الإنجليز والألمان شكلوا السواد الأعظم لأولئك المهاجرين مماتمخض عنه وجود لغتين رسميتين ، وبعد استقلال الولايات المتحدة عن التاج البريطاني وجدت النخبة السياسية الأميريكية نفسها مجبرة على اختيار لغة رسمية واحدة حيث اتفق الطرفان على التصويت على اعتماد إحدى اللغتين سنة 1776م بمبنى إِنْدِبَّنْدَنْسْ هُولْ (قاعة الإستقلال) بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسيلفينيا حيث أُعتُمدت الإنجليزية بفارق صوت واحد لتصبح أميريكا دولة آنجلو فونية إلى يومنا هذا.
إننا كموريتانيين بحاجة إلى إنسان موريتاني لايحمل الهوية العربية ولا الزنجية .. إنسان يحمل الهوية الموريتانية التي تنصهر فيها مختلف الهويات.
إن اندماج شرائح المجتمع في شخصية وطنية واحدة وهوية واحدة يتطلب لغة واحدة يتفاهم بها الجميع ويتعامل بها إداريا ، بالإضافة إلى أن معظم الخلافات بين أعراق المجتمع مردها عدم التفاهم والتواصل ، فأعراق المجتمع الموريتاني لايعرف أي منها شئ عن الآخر لا عن عاداته وتقاليده ولغته ، وفي ظل هذه القطيعة بين العرب والزنوج فإن بعض الأنظمة العسكرية انتهجت سياسة فرق تسد حيث أوهمت العرب بأن الزنوج يشكلون تهديدا لوجودهم مما جعل غير المتعقلين من العرب يمنح تأييده غير المشروط لهذه الأنظمة باعتبارها تحمي العنصر العربي من المد الإفريقي مما ولد ردة فعل عكسية حول اللغة العربية وكل ماهو عربي.
من نافلة القول أن الزنوج لم تكن لديهم مشاكل تاريخية مع اللغة العربية فمملكة غانا (كما أسلفت في مقال سابق) كانت دواوينها تكتب باللغة العربية كما أن البولار كانوا يكتبون رسائلهم باللغة العربية ، وحتى عهد قريب كانت بلاغاتهم على أثير الإذاعة الوطنية تكتب بالحروف العربية.
في التسعينيات أوهم النظام العسكري البعض أن اللغات الوطنية تشكل تهديدا للغة العربية وهو ما يجانب الصواب ، فنحن أمة متكاملة رغم تعدد ثقافاتنا ولهجاتنا لأننا في النهاية شعب مسلم 100% بالإضافة إلى أنه لاجدال حول قدسية اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم مما أكسبها احتراما في أوساط العرب والزنوج على حد السواء.
إن قرار اعتماد لغة رسمية يجب أن يكون نابعا من المجتمع وليس قرارا سياسيا حتى يكون ناجحا وملزما للجميع ، فضلا عن أن الحكومة الحالية ليست مؤهلة لفتح هذا الملف لأنها لاتمتلك من الشرعية ما يؤهلها للبت في قرار مصيري من هذا الحجم ، وما فتحها لهذا الملف إلا محاولة مكشوفة للتغطية على فشل سياساتها الإقتصادية والإجتماعية.
إن قرارا كهذا يجب أن يترك لأول حكومة مدنية منتخبة على أن تجري استفتاءاً شعبيا بين البولارية ، السونونكية ، الولفية ، الفرنسية والعربية وأي من هذه اللغات فازت تكون هي اللغة الرسمية ، ومما لاشك فيه أن بلدا غارقا في وحل المجاعة والفساد السياسي والإداري وانعدام الأمن ليس في وضع يؤهله للخوض في مجاهيل القرارات المصيرية.
سيدي عبد الله ولد صدفي

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا