اجرى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز مساء أمس تعديلا جزئيا علي حكومة يحي ولد حدمين خرج بموجبه من الحكومة خمسة وزراء و دخلهاخمسة و تم دمج وزارتين من اكبر الوزارات في واحدة و عين علي رأسها وزير المالية الحالي المختار ولد اجاي و هو مهندس و خبير في الأحصاء .
و من الملاحظات التي يمكن الخروج بها بسرعة من التعديل الجديد هو ان الوزير الاول الحالي و ان كان هو المستفيد من ابعاد الوزراء المناوؤين له فإنه لم يكن علي اطلاع بهذا التعديل و علم به حسب معلومات الطواري الموثوقة علي تمام الساعة الواحدة و ثلاثين دقيقة من زوال اليوم عندما دخل علي رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الذي كان هو من يحضره وحده لهذا التعديل و لم يحصل علي تفاصي التعديل الا ساعة او ساعتان قبل اصدار المرسوم الرئاسي
ومن الملاحظات علي التعديل انه قد أعاد للحكومة و بقوة رئيس سلطة التنظيم الدكتور اسلكو ولد احمد ازيد بيه حيث عهد اليه بوزارة الخارجية و التعاون .
الوزير الاول قد استفاد اذن من ابعاد الوزراء القربين من الوزير الاول السابق الدكتور مولاي ولد محمد لقظف لكنه بالمقابل فتحت عليه هذا المساء عدة جبهات اهم و اخطر من ازالة الوزراء الثلاثة .
حيث ان رئيس الجمهورية اختار ان يخلط الاوراق اكثر من السابق بإدخال رجل قوي ثالث هو وزير الخارجية الجديد الدكتور اسلكو ولد احمد ازيد بيه الذي قد يعمل في الاشهر المقبلة كوزير للخارجية ينتظر ربما دوره ليكون وزيرا اولا هذا بالاضافة الي من كان يجري الحديث عنهم كوزراء اوائل محتملين و هم الان داخل الحكومة بل ان احدهم قد دمجت له وزارتان من اهم و اصعب الوزرات في البلد .
من الملاحظات كذلك علي التعديل الحالي هو انه قد روعيت فيه التوازنات بمعني انه قد تم تعويض كل وزير خارج من الحكومة بوزير اخر مقرب منه قبليا و اجتماعيا احيانا مثل ما حدث مع وزير التعليم با عثمان الذي عوض بإبن خاله الدكتور بوبكركان علي الصحة و كما حدث مع ولد الرايس الذي عوض بالوزير المنتدب الجديد المكلف بالميزانية محمد ولد كمبو و عوض وزير الاسكان سيد ولد الزين برجل من مجموعته و هو المدير السابق في وزارة الشؤون الاقتصادية و التنمية اسلمو ولد سيد المختار الذي عين وزير للتهذيب الوطني .
و عين خلفا للوزير احمدو ولد حمدين ولد جلفون رجل من مجموعته القبلية هو سيدنا عالي ولد سيد ولد الجيلاني و هو اطار في محكمة الحسابات و شقيق الاطار السامي في شركة اسكنا و المفتش العام السابق للدولة محمدو ولد الجيلاني .
التعديل اخرج وزاء من اكثر الوزراء قربا من النظام و دفاعا عنه و مشاركة في كل مراحله مثل ولد الرايس و ولد الزين و ولد جلفون و با عثمان مما يعني ان خروجهم قد لا يطول و قد يكون استراحة محارب في انتظار تكليفهم بمهام اخري مهمة خلال الايام او الاسابيع او الاشهر المقبلة .
غير ان الحدث الاهم في هذه التعديل هو خروج وزير الخارجية حمادي ولد اميمو الذي يعتبره كثيرون من احسن وزاء الخارجية الذين عينو في فترة حكم الرئيس الحالي كما انه لم يكمل اكثر من 8 اشهر علي رأس الدبلوماسية مما يستبعد ان يكون لخروجه اي مبرر لكن خروجه في هذا الوقت بالذات قد يعني ان موريتانيا قد قررت ان ترد بشكل ايجابي و بقوة علي رسائل الود المغربية الجديدة حيث يتوقع ان يكون ولد اميمو اول سفير لموريتانيا بالمغرب منذ عدة سنوات .
من الاشياء التي شكلت مفاجئة في التعديل هو بقاء بعض الوزراء المتفاعدين من امثال وزير الدفاع و حتي الوزير الاول .
و من الاشياء الاخري الواضحة من التعديل هو ان الوزير الاول السابق الدكتور مولاي ولد محمد لقظف لم تعد له اي حصة او مقربين في هذه الحكومة .
يمكن ان نخرج بخلاصة و هي ان التعديل اليوم قد يكون بداية لجولة جديدة من التنافس بلاعبين اكثر و ان لائحة الاتنظار قد زادت اليوم بأربعة من ابرز الوزراء في الحكومات السابقة و ان الحكومة الحالية سيجلس فيها وزير اول سابق و حالي و طامحون بقوة للوزارة الاولي مما يخشي ان تكون له تبعات علي فعالية العمل الحكومي كما ان العد التنازلي لإختار وزير اول جديد قد بدأ بالفعل مساء اليوم حتي و ان لم يكن هذا ظاهرا الان .
بقي ان نشير الي انه بقيت مناصب شاغرة و من اهمها رئيس سلطة التنظيم و رئيس محمكة الحسابات و امينها العام و سفير موريتانيا في المغرب .
الطواري