تعهدات غزواني في رسالة ترشحه للمأمو رية 2 :|: بيرام يعلن ترشحه للرئاسيات المقبلة :|: ملتقى للمصادقة على تقرير رابع أهداف التنمية المستدامة :|: انواكشوط : مباحثات بين موريتانيا وليبيا :|: انواكشوط : تفريق وقفة للأطباء المقيمين :|: توزيع جوائز النسخة الرابعة من مسابقة "حفظ المتون الفقهية" :|: HAPA تشارك في المؤتمرالدولي لضبط منصات التواصل العالمية :|: توقعات عام 2025 للاقتصادات الأعلى نموًا في الدول العربية :|: اجتماع المجلس الأعلى للرقمنة :|: الرئيس يلتقي مع رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
رأي حر/ نحن والسنغال.. المقارنة غير المنصفة/ المختار ولد خيه
 
 
 
 

55 عاما بعد الاستقلال :نَجَاحَاتٌ و عَثَرَاتٌ / المختار ولد داهي سفيرسابق

mercredi 25 novembre 2015


تستعد بلادنا هذ العام لتخليد غير مسبوق -مكانا ومكانة و حجما و نوعا و حشدا و ضُيُوفًا،...- للذكري الخامسة و الخمسين لعيد الاستقلال الوطني -نصف الإكراهي و نصف الطوعي- عن الاستعمار الفرنسي ذي "القَبْضَةِ الثًقِيلَةِ".
ذلك الاستعمار الذي "أَرْخَي سُدُولَهُ" فلبث قرابة سبعين سنة في هذه البلاد عاث فيها نهبا معدنيا و إذلالا معنويا و إفسادا أخلاقيا ...و ما ترك فيها غير أمتار مربعة قليلة من البني التحتية والمنشآت العمومية و مئات الكلومترات من الحدود الموروثة عن عمليات "القَطْعِ و اللًصْقِ"Couper & Coller الإِثْنِيًةِ والقبلية و الجغرافية "الحَامِلَةِ لِمُحَرِضَاتِ التنافر و التدابر".

و كما هو متواتر فإن المغزي من تخليد الأعياد الوطنية عموما هو الوفاء و البرور و الذكري و التأمل و التدبر و استخلاص الدروس و العبر من خلال " تأبيد" الأحداث الوطنية العظمي من جهة و تقييم انعكاساتها تثمينا للنجاحات و تبيانا للعثرات من جهة أخري.

و يجب أن يكون التقييم المنشود بعيدا عن ثقافة النظر الأحادي "بعين الرضي" و التمجيد و التطبيل التي أضحت منذ زمن طويل – بكل الأسي و الأسف و الحسرة- "الرياضة المفضلة" للأغلبية الغالبة من نخبنا الوطنية بغض البصر و النظر عن منازعهم الفكرية و درجاتهم العلمية و مراكزهم المهنية و مراتبهم الاجتماعية،...

و المتابع لمسار الدولة الموريتانية نشأة وتطورا منذ الأيام الأولي للاستقلال إلي يومنا هذا ملاحظ تحقيق العديد من النجاحات في بعض المجالات و التعرض أيضا لعدد غير قليل من العثرات في مجالات أخري. فعلي سبيل المثال لا الحصر تحققت النجاحات التالية : -

أولا-تعزيز تأسيس الدولة : يعتقد بعض المؤرخين أن قرار إنشاء الدولة الموريتانية -علي غرار العديد من الدول الإفريقية- حُسِمَ قبل معرفة حدود الإقليم ومكونات الشعب L’Etat a precede la Nation. و رغم ذلك فقد تم تحقيق نجاح تراكمي معتبر في مجال فرض وجود الدولة داخليا و بسط سلطانها و هيبتها علي الكيانات السياسية القبلية و المشيخية و الأميرية كما تم بنجاح فرض وجود موريتانيا علي الخارطة الإقليمية و الدولية رغم غَمْطِ الجيران من أولي القربي و موالاة بعض النخب الوطنية الوازنة.

ثانيا- بناء المنظومة العسكرية و الأمنية : تفتخر موريتانيا بوجود منظومة عسكرية و أمنية عالية الكفاءة و الجاهزية خصوصا إذا ما قورنت مع المنظومات العسكرية و الأمنية بشبه المنطقة و الحق أن كبير الفضل في ذلك يعود إلي ما عرفته السنوات الثمانية الأخيرة من اهتمام كبير بإعادة هيكلة المنظومة العسكرية و الأمنية تنظيما و تكوينا و مكافأة و تشجيعا و تخصصا و تحيينا و تجهيزا و تسليحا..

ثالثا- تطور المشروع التنموي الوطني : يعتقد علي نطاق واسع أنه رغم الفرص الضائعة لتحقيق النهضة الاقتصادية بفعل تغول الفساد المالي و الإداري فإن تطور المشروع التنموي الوطني المتمثل في التزايد المضطرد للبني التحتية و التصاعد المستمر لمعدلات النمو يعتبر من أهم الإنجازات التي حققتها دولة ما بعد الاستقلال تراكميا و بإسهام متفاوت طبعا من كل الأنظمة السياسية التي تعاقبت علي هذا البلد.

و توازيا مع هذه النجاحات فقد نَغًصَتْ مسارَ تطور الدولة الموريتانية عثرات عديدة من أبرزها :

1.استدامة التجاذب و غياب السكينة السياسية : رغم انصرام خمس و خمسين سنة علي انطلاق دولة الاستقلال الوطني التي حددت من أول أهدافها إرساء التعددية السياسية الهادئة فإن الطريق إلي تحقيق هذا الهدف لا زال طويلا و مليئا بالمطبات فلا زال التجاذب السياسي الساخن و العنيف أحيانا "الخبز اليومي" للساسة الموريتانيين. و الأمل معقود علي الحوار الوطني المرتقب في تطبيع المشهد السياسي و إرساء نظام ديمقراطي تعددي توافقي و مستقر.

2 فشل النموذج التربوي و التعليمي : يجمع المتابعون علي أن أكبر عثرات مسار الدولة الموريتانية تتمثل في فشل النموذج التربوي والتعليمي الذي يعتقد بعض الحُذًاقِ الاستشرافيين بأنه بشكله الحالي "مُفَخًخٌ اجتماعيا"؛ و من شواهد فشل النموذج التربوي و التعليمي ما ذهبت إليه التقارير الدولية في مجال جودة التعليم من تصنيف الجامعات و المعاهد العليا الموريتانية في ذيل الترتيب العالمي مسبوقة بجامعات و مؤسسات تعليمية عليا تنتمي إلي دول حديثة العهد بالحروب الأهلية و أخري لا زالت مسرحا لها !!

3-بُطْءُ استشراف أسبقية "إطفاء المظالم الاجتماعية الموروثة" : يعتبر التأخر في استشراف و استكشاف أسبقية إطفاء المظالم الاجتماعية الموروثة علي سائر الورشات الاقتصادية و الاجتماعية الأخري من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة السياسية التي ساست هذا البلد.

كما يمثل ذلك البطء و التباطئ في استشراف خطورة المظالم الاجتماعية المتوارثة أشد أخطاء مسار تطور الدولة الموريتانية تأثيرا و أكثرها إسهاما في "الصًدْعِ" الذي أصاب العقد الاجتماعي الوطني الذي يراه بعض المتشائمين بعيدا غائرا لا قريبا عَارِضًا مما يحتم علي النخب الوطنية أجمعها تلافي الوضع و "رأب الصدع الاجتماعي" قبل استفحاله وتعفنه و استعصاء علاجه !!.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا