الصورة من داخل الحلافلات كانت عبارة عن مشاهد يتوزعها الإعياء وذكريات المتدربين مع الدرك العام الماضي، ومستجدات العام الحالي وما عسى يخبئه القدر لهم مع الطاقم الجديد،كما كانت هنالك ذكريات شخصية وأحاديث ودية وطرائف ونكات هدفها جميعا التصدي لطول الرحلة ودرجة الحرارة القاسية ومطبات طريق لا تنتهي الا بدخول مدرسة الدرك فى روصو .
كانت الرحلة طويلة وعرفت توقفات غير مبرمجة أغلبها في صحراء جرداء إلا من بعض الأعشاب المتعطشة لمزيد من سح المطروصلنا مدينة "تكنت " على طريق روصو حيث أخذنا نفسا عميقا واشترى البعض حاجياتهم من المأكل والمشرب استعدادا للقسط الثاني من الرحلة الذي ستكون محطته النهائية القلعة الحصينة .
سارت القافلة على بركة الله وكانت حرارة الجو أخف من ذي قبل ولكن المتدربين أنهكتم أحاديث المجاملة والمتعة في ال100 كلم الأولى،كما بدأ الإحباط والخوف من المجهول يسري في عظامهم لعلمهم أنهم ليسوا في نزهة باتجاه قرية ريفية وادعة لقضاء العطلة الصيفية.
مع كل دقيقة كان الموكب يلتهم مزيدا من الطريق مغذا سيره باتجاه المحطة النهائية للرحلة وكأنه يسابق الشمس التي بدأت في الانحدار نحو موئلها غروبا.
عند مدخل المدينة الموعودة بدأت نسائم صيفية عليلة تداعب المتدربين في الحافلات ترحب بهم ولكنها كانت على غرار طيف الشاعر الكبير محمد ولد الطلبة :
تولى كأن اللمح بالطرف زوره وكان وداعا منه ان هو سلما
في مدخل المدينة انتهت الرحلة وساد جو من الهدوء يجد تفسيره في ما بدواخل المتدربين من ذكريات بدأت تتراقص في صور أمام أعينهم عن رحلة مشابهة العام الماضي .
في طريقها إلى "نقطة النهاية" اخترقت الحافلات أماكن مشهورة بمدينة روصو ك"السطارة " مرورا بحانوت "ولد اميسه" حيث تجمع المشترين ليلا لأغذية موغلة في المحلية كالحليب و"باسي" والعيش وكسكس.
على طول الشارع المؤدي للثكنة العسكرية بسطت ....
يتواصل
بقلم :محمد ولد محمد الأمين
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثالث من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 66حلقة والثاني تحت عنوان :"رحلة البحث عن الوظيفة الرسمية في 55 حلقة".
ولمن يرغب فيهما أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com