لست منتجا للأدب لا شعرا و لا نثرا و لكنني مستهلك له بنهم و خاصة (صنفي الشعر و القصة).
و على عكس جل المستهلكين الموريتانيين فإنني أفصل الإنتاج المحلي لسلامته قطعا من التعديل الوراثي و من التلوث بالآشعة و غيره من الملوثات.
وقد ضقت ذرعا خلال الأسابيع الماضية بحملات التنابز و السباب بين جماعات و أفراد يتصارعون على قيادة الإتاد العام للأدباء و الكتاب الموريتانيين بما غدا يهدد ذلك الصرح الشامخ الذي ظل، و لعقود عدة، يحمل مشعل الثقافة و يكتشف المواهب الشابة و يوجهها مع قلة موارده المالية كما يقول قادته من حين لآخر.
لقد شهدنا تمزق أحزاب و نقابات و روابط كثيرة و كنا تارة نرمي باللوم علي ما نسميه الإستخبارات و تارة على أصحاب النزعات الإنتفاعية و حب الظهور و في كل تلك الفترات لم نسمع عن أي تذمر أو نحوه خارجا من قبة الإتحاد آنف الذكر فما الذي طرأ ؟
لا أعرف سر تماسك الإتحاد في الماضي و ظهور دعوات لتمزيقه الآن و لعل المنطق يرجع التماسك إلى عدة عوامل منها قلة الموارد المالية التي تغري بعض الناس و أربأ بالأديب أن يكون كذلك.
ومنها الذاتية و حب التسلط و أربأ بالأديب أن يكون كذلك فالأديب في رأيي ، شاعرا أو كاتبا، أقرب إلى خلق المتصوف منه إلى عنجهية المادة، نفسه طيبة مطمئنة راضية مرضية يولف و يالف، تتغذى روحه بالفن و يسعد بسعادة الآخرين,
أستسمح المستهلكين للأدب أن أناشد بأسمائهم سادتنا الأدباء، أن لا يتركوا الإيوان ينهد.
إن إيوان الأدب، شعره و نثره، هو القلعة الوحيدة الصامدة في بلادنا أمام عواصف المسخ الحاضري و زحف المادة الطاغية التي قال أحدهم إنها هي المسيخ الدجال.
إن إنقاذ الإيوان في رأيي يتطلب :
– تأجيل انعقاد الجمعية العامة عدة أشهر للسماح بتنقية الأجواء واندمال جروح السباب و التنابز البغيضة
– تشكيل لجنة من أصحاب النوايا الحسنة، أصحاب الأقلام الطاهرة و التجربة الميدانية في التنظيمات الأهلية لتقوم بما يلي :
أ- العمل على رأب التصدعات التي ظهرت في جدار الإيوان ومعالجة مسبباتها بما يلزم و منه إقناع كل المتنافسين بالتخلي عن ذلك طواعية.
– ب الإشراف على حملة انتساب وفق الشروط الموضوعية المحددة في نصوص الإتحاد
– العمل على مراجعة النصوص التي يبدوا أنها تعود إلى سبعينيات القرن الماضي و تضم أحكاما تجاوزها الزمن الألكتروني على أن تنص النصوص المعدلة على منع الترشح المسبق و الحملات الدعائية وعلى أن تقوم اللجنة التحضيرية بتقديم مقترح لجنة تعيين يصوت عليها الحاضرون لتقوم بدورها باقتراح مكتب للإتحاد يصوت عليه بالإقتراع المباشر.
– دعوة الجمعية العامة في الوقت المناسب لإقرار النصوص المعدلة أولا ثم بعد ذلك انتخاب مكتب طبقا لأحكام النصوص الجديدة و إذا حصل مكتب على الأغلبية ينصب بمباركة الجميع، من صوت له و من صوت ضده و هكذا نحول دون صقوط الإيوان.
* مهندس زراعي