خلال وجوده في ولاية الحوض الشرقي التقى موفد الحصاد -في مدينة ولاته التاريخية- بأحد رجال قبائل إقليم أزواد في شمال مالي والذي قال أنه يزور موريتانيا لأول مرة.
الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه تحدث عن الوضع في شمال مالي متهما الحكومة المالية بتشجيع قبائل "البيظان" من عرب وابرابيش على التناحر والتقاتل فيما بينها ودعم بعضها على البعض بالسلاح الخفيف والثقيل لهذا الغرض، وضرب مثلا على ذلك بالحرب الطاحنة التي دارت رحاها ما بين العامين 2000 – 2007 بين قبيلة كنته وتكتل قبائل عربية أخرى يضم قبائل (الأمهار – أولاد زيد – أهل محمد صالح – أهل اعمر ....)
المتحدث الأزوادي تحدث كذلك عن الوضع الحالي في شمال مالي والذي يتسم بسيطرة شبه مطلقة للسلفيين على الإقليم بعد أن انضمت إليهم مجموعة من القبائل العربية إضافة إلى قبائل من لبرابيش منها جزء كبير من قبائل أولاد إعيش وأولاد غيلان وأولاد غلام وأولاد مخت وآخرون كثيرون، وقال إن دعوة السلفيين لاقت آذانا صاغية من مختلف القبائل باستثناء قبيلتي كنت والشرفاء لأنهما مالكيون متصوفون ومتعلمون أكثر من غيرهم من القبائل التي قال إنها غير متعلمة وبالتالي تنجر وراء السلفيين بسهولة لأنهم يعلمونهم أحاديث وآيات لم يكونوا يعلمونها في السابق.. مضيفا أن السلفيين حرموا زيارة القبور والتوسل وتعليق التمائم في المناطق التي يسيطرون عليها وأنهم يقدمون الدعم المادي والوجستي للقبائل التي خضعت لهم.
المتحدث نفى أن يكون التقى قط ببلعور ولا بأي قائد سلفي آخر وإنما شاهد كغيره من المسافرين بحكم تنقله الدائم بين جنوب الجزائر وشمال مالي أكثر من مرة.. سيارات هؤلاء السلفيين الذين قال إنهم كانوا يتمركزون أساسا في شمال مالي غير بعيد من الحدود مع الجزائر في عدة أماكن من ضمنها (تادها – إهلول – وموضع يدعى "الخليل" قريب من البرج المشهور) لكنهم الآن أصبحوا ينتشرون في مناطق أوسع بعد أن تضاعف أتباعهم في أزواد.
الأزوادي تحدث أيضاعن عملية اغتيال نفذتها مجموعة أنصار السلفيين من أولاد إعيش ضد ضابط عسكري مالي من نفس القبيلة في شهر رمضان الماضي حيث تم اغتياله في منزله في مدينة تينبكتو وقد قامت بعد ذلك مجموعة من أقرباء القتيل وذويه بمطاردة القاتلين من أبناء عمومتهم ودخلت معهم في معركة طاحنة خلفت خسائر فادحة في كلا الجانبين.