افتتح ملتقى الطريقة المريدية الذي نظمه ممثل الخليفة العام للطريقة المريدية الشيخ سيدي المختار بن الشيخ محمد الأمين بارا بن الشيخ احمدو بمب في طوبا أمس في فندق "مريديان " بدكار.
وقدأ لقى عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا (ريس وفد خلافة أهل الشخ سيديا) ورئيس الوفد (ضيف الشرف) كلمة في الحفل هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين .
السيد : الرئيس .
السيد : ممثل الخليفة العام للطريقة المريدية فضيلة الشيخ : محمد البشير
امبكي الناطق الرسمي باسم الخلافة المريدية السيد : رئيس الوزراء والوفد المرافق له السادة : ممثلي الطرق الصوفية المشاركين في الملتقى.
أيها الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يسرني ويشرفني أن أتقدم إليكم بالشكر باسم الخليفة العام الأسرة آل الشيخ سيديا ، الشيخ : موسى بن محمد بن الشيخ سيديا حفظه الله الذي أ وفدنا مع جماعة كريمة وعظيمة من قبيلتنا التي تؤوينا وأحبائنا الكرام الذين يؤزرونا لحضور الدعوة الكريمة الموجهة اليه من طرف أخيه وصنوه المبجل الشيخ : سيدي المختار امبكي أيده الله الخليفة العام للخلافة الموريدية ا .
أيها الحضور الكريم إن العلاقات الأخوية بين أسرتينا آل الشيخ سيديا وآل الشيخ الخديم ضاربة في القدم إذ تعود الى الشيخ سيديا الكبير ابن المختارابن الهيبة الانتشائيي الأبييري جد الشيخ سيديا بابه والى والد الشيخ الخديم الشيخ محمد ابن حبيب الله المعروف ب"ممر أنتاسالي" العلامة الجليل والقاضي المهيب الذي تصدر على يد الشيخ : سيديا الكبير مع ابن خالته الشخ صمب تكلوركاه الملقب ب"سيدي الدار"، وكان ذلك في الثلث الأو من القرن التاسع عشر الميلادي .
لقد اقتفى إذا الشيخ سيديا بابه والشيخ احمد بمب نهج أسلافهما المنعمين لما اصبحا كالأخوين الشقيقين أوأكثر ,
فعندما قصد الشيخ أحمدو بمب موريتانيا في رحلته الأولى الى تلك الديار المباركة بإذن الله كان ذلك لزيارة آل الشيخ سيديا والاطلاع على مكتبتهم الزاخرة التي كانت من أغنى المكتبات في الغرب الافريقي وللسماع من الشيخ سيديا بابه وزيارة ضريح الشيخ سيديا الكبير في "تندوجه"، ولما وصل الشيخ الخديم مدينة أبي تلميت كتب مخاطبا الشيخ سييديا بابه بهذه الأبيات الرئقة :
للثم دارالشيخ سيدي بابا ++ عنيت الغوث والقطب المجابا ++ ولثم تراب روض الجد قدما ++ وروض أبيه ذي الكرم احتسابا ++ أحب الي مما النفس تهوى++ وتامله ، وما المرء استطابا ++ أعاذل في اشتياق الحي عذرا ++ ودع عن الملامة والعتابا ++ فما حبي لطيب هواء أرض ++ ولكن حب من وطئ الترابا .
فأجابه الشيخ سيديا بابه :
تصابى إذ أصيب وما أصابا ++ حليم بعد كبرته تصابا ++ وأذكت بالعذاب من الثنايا ++ سليما في حوانبه عذابا ++ أبت اسعافه حال اقتراب ++ وحفظ وداده في النفس تابا ++ لئن ضيعت جانبنا سليما ++ فإن محمدا حفظ الجنابا ++ فتى نفذت قريحته فجابت ++ شعاب الـــعلم إن له شعابا ++ له منثور سحفان إذا ما ++ يخاطبنا وقد فصل الخطابا ++ وحوك للقريض كما أجادت ++ بصنعاء حوائكها الثيابا ++ فبارك له خالقنا وأسنى ++ له من فضله الجاري ثوابا ++ وأوزعه الشكور على دوام ++ من الآلا وأوزعه الصوابا ++ بختم الرسل سيدنا عليه ++ صلاة الله تنسكب انسكابا.
أيها الحضور الكرام نجتمع اليوم بمناسبة موسم التعظيم تخليد لذكرا جلاء الشيخ احمدو بمب رضي الله عنه وأرضاه خادم رسول الله صل الله عليه وسلم على يد المستعمر الفرنسي سنة 1895م الى الغابون بعيدا عن مسجده ووطنه وأهله مكث الشيخ ألخديم في تلك الغابات الاستوائية الرطبة ــ وهو ابن الساحل ــ أكثر من سبع سنين كانت عجافا على المسلمين كافة لقد أراد الاستعمار بهذا الفعلة اخماد نور الشيخ احمدو بمبا ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو هره الكافرون .
وبهذه المناسبة الأليمة توسط الشيخ : سيديا بابه عند الحاكم الفرنسي فكتب اليه وكانت أول مكاتبة بينه مع الفرنسيين يطلب منه أن يرجع عن قراره الجائر ويعرفه بدعوة الشيخ الخديم وبأنها دعوة خالصة لوجه الله تعلى لايسعى صاحبها الى مال أوجاه أوسلطان .
ــ بعد رجوع الشيخ احمدو بمبا من منفاه الغابوني ضمنه الشيخ سيديا بابه للحكومة الفرنسية وطلب منها إن كان لابد من نفي الشيخ الخديم عن أهله وأرضه أن توجهه اليه في موريتانيا التي كانت تعرف عند اهل السينغال ومازالت ب "كنار".
فاستجاب الفرنسيون بعد هروب شديد من ذلك وقد ارسل الشيخ سيديا بابة وفدا رفيعا من أبناء عمومته ومريديه لمرافقة الشيخ الخديم الى موريتانيا وكان يتقدم الوفد المذكور شيخنا بن داداه ، وسيديا ولد محمد المصطفى فتشرفنا باستقبال الشيخ الخديم في سنة 1903م في ابي تلميت والميمون وحيث ماكانت مضارب هذا الحي وكان الشيخ الخديم يكرر أن احلى أيام العمر هي تلك السنوات التي قضاها مع الشيخ سيديا بابه وشقيقه الشيخ سيدي المختار.
أيها الحضور الكرام لقد صرح الشيخ سيديا بابه دائما بالمكانة الرفيعة في كل المجالات للشيخ احمدو بمبا وأهل بيته كما دافع عن مذهبه وطريقته وفي ذلك يقول في قصيدة مشهورة :
وماعيبه الا عبادة ربه ++ ونفع الورى في صبحه ومسائه .
كما قال في أهل بيته في قصيدة أخرى :
لآل حبيب الله مجد وسؤدد ++ وفضل طريد كل حين موتلد ++ وما منهم إلا همام سميدع ++ أريب لبيب ذوفواضل سيد .
كا كتب في في الشيخ الخديم ــ وهو من أمدح (كما يقول الأدباء من قدماء العرب) ما قاله عالم في حق عالم ءاخر :
الشيخ احمدو نعمة أولاها++ هاذي الخلائق كلها مولاها .
أيها الحضور الكرام لقد هنأ الشيخ سيديا بابه الشيخ الخديم بناسبة بناء مسجده بانجاريم بقصيدة شعريى رائقة يقول فيها :
مسجد الشيخ جامع البركات ++ ومحل الخيرا والرحمات ++ تغفر السيئات فيه ويوتى ++ زائروه مضاعف الحسناتي ++ إنما الشيخ نعمةأنعم الــــــلله بها ءاية من الآيات ++ حفظ الله نفسه وعلاه ++ وبنيه بحفظه والبنات ++ وبني بيته الرفيع جميعا ++ومريديه من جميع الجهات .، واليوم هاأنذا أدلل هذه المقطوعة على مسجد مسالك الجنان الذي يشيده أحفاد الشيخ الخديم أسوة برسول صل الله عليه وسلم وتلك شنشنة نعرفها فيهم من أخزم كماكان يقول أدباء العرب .
أيها الحضور المحترم .
لايسعني في ختام هذه الكلينة المختصرة والمقصرة بالطبع في حق الحدث الا أن أشكركم جميعا وأخص بالذكر الشيخ محمد البشير بن الشيخ عبد القادر الناطق الرسمي باسم الخلافة العامة للطريقة المريدية على الجهود المبذولة من طرفه ومن لدن كافة أهل بيته الكرام امتثالا لتوجيهات الخليفة العام الشيخ سيدي المختار امبكي أيده الله بالتمسك بالروابط التي بناها الأوائل رضي الله عنهم بين أسرتينا وأهل حضرتينا جعلنا الله وإياكم خلفا لاخلفا وفي حديث ابن عمر رضي اله عنهما في صحيح مسلم : إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي.
وأخيرا وليس ءاخرا أتقدم بالشكر والعرفان لسلطات في بلدينا وخاصة الرئيسين السيد : محمد ولدعبد العزيز ، والسيد ماكي صل على حرصهما على إعلاء كلمة الله وعلى رعاية ديننا الحنيف وعلى سعيهما الدؤب الموفق باذن الله في تمتين العلاقات بين شبينا الصديقين موريتانيا والسينغال والسلام عليكم ورحمة الله.
نقلا عن "الطواري" بتصرف