دعا بنجامين لوسكي، رئيس جهاز الرقابة المالية في ولاية نيويورك، المجتمع الدولي إلى التحوط لهجوم الكتروني مدمر يستهدف النظام المالي العالمي.
إعداد عبد الاله مجيد : قال بنجامين لوسكي، رئيس جهاز الرقابة المالية في ولاية نيويورك، حيث توجد أكبر بورصة في العالم، قال إن وقوع هجوم الكتروني كارثي على النظام المالي العالمي "مسألة وقت". وأضاف : "على العالم توظيف موارد مالية وامكانات تكنولوجية ضخمة لمنع وقوع الكارثة الآن، أو دفع ثمن باهظ لاحقًا".
واشار لوسكي إلى أن القراصنة الالكترونيين يخترقون كل شيء الآن، وليست إلا "مسألة وقت" قبل أن يحدث شيء أكثر منهجية وأكبر إشكالية. وأعرب عن قلقه من وقوع هجوم على النظام المالي "ترتعد له فرائصنا"، عاقدًا مقارنة مع هجمات 11 ايلول (سبتمبر) على مركز التجارة العالمي التي اسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص وتعطيل النظام المالي في انحاء العالم.
وأعلن لوسكي، الذي كان يتحدث في مؤتمر، عُقد في نيويورك برعاية شبكة بلومبرغ الاخبارية، أن الفشل في اكتشاف مؤامرة 11 ايلول (سبتمبر) كان فشل المخيلة، "وأخشى أن يحدث الشيء نفسه في هذا المجال، أي أن يقع حدث جلل ثم ننظر إلى الوراء ونقول لماذا لم نفعل المزيد لمنعه؟".
مردود عكسي
وشدد رئيس جهاز الرقابة المالية لولاية نيويورك على اهمية محاسبة الأفراد عمّا يُرتكب من جرائم مالية. وقال إن ملاحقة الشركة كلها تكون ذات مردود عكسي حيث يتحمل المساهمون في احيان كثيرة عبء ما يُفرض على الشركة من غرامات مالية. ولاحظ أن فرض غرامات طائلة على الشركة قد يستعيد ما فُقد من مال، لكنه لا يؤدي إلى تحسين النظام المالي.
وكانت دائرة الخدمات المالية في ولاية نيويورك، التي يرأسها لوسكي بوصفها أعلى جهاز للرقابة المالية في الولاية، فرضت غرامة قياسية قدرها 8.9 مليارات دولار على مصرف بي أن بي باريبا الفرنسي، لتعامله مع بلدان أدرجتها الولايات المتحدة على القائمة السوداء.
كما فرض الجهاز غرامة على مصرف ستاندارد تشارترد مرتين لضعف ضوابطه في مكافحة تبييض الأموال. لكن لوسكي قال إن أجهزة الرقابة المالية يجب أن تفعل المزيد لملاحقة الأفراد الذين يرتكبون مخالفات مالية، مؤكدًا أن الأفراد يتخذون قرارات، كثيرًا ما تستند إلى ما تحققه من نتائج لهم ولعائلتهم ولمستقبلهم".