الأغلبية : شروط منح التزكية للمترشحين للانتخابات الرئاسية :|: "فترة عصيبة".. البنك الدولي يحذّر من تفاقم التضخم العالمي :|: الرئيس يبحث "استغلال مناخ الاستثمار" في موريتانيا مع وفد أوربي :|: إجازة خطة حكومية لعصرة الادارة :|: "دومين" : تسجيل العقود عن طريق منصة رقمية :|: متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !! :|: اتفاقية لافتتاح وكالة تابعة لـل"تشغيل" بالجامعة :|: اطلاق المرحلة الثالثة من برنامج تطوير التعليم :|: جدول رحلات الموريتانية للطيران لمسم الحج الحالي :|: تسليم 12 رخصة لممارسة الإشهارمن قبل الأفراد :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
 
 
 
 

الحرب على لغة القرآن والأمة /حماه الله ولد السالم

mercredi 11 novembre 2009


هذه لحظة مصارحة ومكاشفة لقوى الخير وأولى البصائر، أيها المؤمنون أيها الشرفاء يا بقية أمة محمد ويا أهل الصبر والكرامة، لقد حانت لحظة الحقيقة ودقت ساعة العمل إنكارا لمنكر تحقير لغة القرءان وأهلها، ومنعا لمحو بقية الأخلاق والقيم والمروءة والشهامة والنبل، وإنقاذا لأجيال تقاد إلى المحرقة والبلاء المبين، لتنشأ مفصولة عن دينها منفصلة عن هويتها بعيدة عن حضارتها جاهلة بقيمها متنكرة لتاريخها غريبة عن أهلها منحلة في أخلاقها.

إنها لحظة لايمكن فيها قبول المجاملة أو التقية أو غيرها من ضروب التسيس،لأن جوهر وجود الأمة يتعرض للتفكيك، ومستقبل أجيالها في مهب الريح. ولايمكن بحال قبول أية أعذار لامن رجال الخطط الدينية من إمامة أو فتيا أو تدريس ولا من الحزبيين الوطنيين مهما كانت مشاربهم ومواقعهم، ولا من أهل المال والحرف والمصالح العامة.

لقد تجذرت اللغة الفرنسية في الدوائر العامة وأقصيت اللغة العربية، وأبعد أهل العربية والخريجون بها في معظم الاكتتابات والمسابقات، بحيل أوهى من بيت العنكبوت، لكنها مدعومة من السلطة ومعضدة بلوبي اللغة الأجنبية المكين لدى السلطة وفي الدولة.

وليعلم الذين يحاربون لغة القرآن ولغة الأمة، أنهم إنما يخادعون الله وهو خادهم، وهم يحاربون دينه وهو منهم براء وأدلة ذلك مبسوطة في كتب أهل العلم، وأن ساعتهم آتية لا محالة لأن الأيام دول، والله غالب على أمره، والعاقبة للمتقين.

و ليوقن الجميع أن من يترك فلذة كبده بين أيدي أزلام الفرانكفونية، ومدارسها الخاصة المشبوهة، أنه لن يحصد في الدنيا إلا الجهل للقيم و الإنفصام في الشخصية والقصور في الذات، أما ما ينتظره يوم الحساب فهو الخزي والندامة والعذاب الأليم، وليكن على ثقة أن ترك لغة القرءان ولغة الأمة ظهريا، لا نماء معه ولا فلاح، بل سيكون وبالا على صاحبه وأهله.

أما ما يسمي إصلاحا تربويا، وهو عين الفساد ومكمن الداء ومنبع البلاء، فسيتكشف للمرتابين والمتربصين، أنه كان حشفا وسوء كيلة، ووبالا وعارا، وجهلا وجهالة وانحطاطا ومذلة.

واليوم يتجرأ النظام الموريتاني، المنتخب بأصوات الشعب، والرافع لشعار الانحياز للأغلبية المهمشة، على ترسيم العامية في تحد واحتقار للقيم الدينية والوطنية ولامبالاة وقحة بجميع النظم والقوانين المعمول بها وفي مقدمتها الدستور الذي ينصص في المادة 6 منه على أن اللغة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية هي اللغة العربية.

لقد أصبحت للإذاعة نشرة خاصة باللهجة الحسّانية، لها وقتها المحدّد ولها من يراسلها من داخل البلاد، في سابقة لم يتجرأ عليها نظام عربي من قبل. وكان الاستعمار البريطاني، في مصر، قد عجز عن ترسيم العامية وظلت دعوات اللورد اكرومر وأتباعه من الكتاب المنحلين كسلامة موسى ولويس عوض وغيرهم، صيحة في واد لاتجد لها صدى، ثم ماتت الدعوة المنتنة ومات أهلها حتى لم تعد تسمع لهم ركزا.

إنها بداية التطبيق الفعلي، والآثم، لترسيم اللغة الفرنسية، بعد أن تم فرضها كأمر واقع منذ عقود طويلة، ولتصير اللغة العربية لغة أجنبية كغيرها من اللغات، وهو مسلسل شاركت فيه نخب السوء، حيث سبق لبعض الحزبيين الفرنكفونيين الدعوة قبل سنوات إلى "ميثاق حزبي" يطالب بأن تكون اللغة العربية والفرنسية "لغتا عمل"، وهي حيلة ماكرة للحصول على ترسيم وقبول لأمر واقع ومعمول به وهو فرنسة الإدارة.

كل الشواهد والأدلة تؤكد على أن ترسيم العامية وترسيخ الفرنسية جزء من مشروع أكبر يجري تنفيذه من دون خجل ولا حياء، بدءا بالرجوع إلى الاتفاقيات العسكرية والأمنية مع الطرف الفرنسي، العدو الدائم للدولة الوطنية وقيم هلها، وانتهاء بالاستعداد لدخول مئات العائلات للجنود والضباط الأجانب الذين سيجوسون خلال الديار ، يتجسسون على كل شاردة وواردة، ويدسون أنوفهم الخبيثة في كل صغيرة وكبيرة من الشأن العام.

لقد تراجعت مكاسب التعريب والهوية الوطنية، وذهبت أدراج الرياح عقود من النضال السري والعلني والدامي دفاعا اللغة والهوية والكرامة، وعادت الحرب على العربية جذعة كما كانت قبل عقود.

و لانشك لحظة في أن الدوافع لكل ذلك، لا يتجاوز مكاسب سلطوية خاصة، أو تصورا ساذجا يعتقد أن المناورة قد تحقق فوائد للبلاد، بينما العكس هو الصحيح، لأن الأجانب يعرفون مصالحهم جيدا ويدركون أن جوهر هذه البلاد وأساسها هو الإسلام واللغة العربية، نشرا وإشعاعا والتزاما، ولن يقبل الخصم الاستعماري الحاقد بأقل من تحطيم تلك القيم وبعد أن يتمكن من موارد الوطن سيجهز على البقية الباقية من سلم وحدود ودولة.

هل سمعتم بأمة تنسلخ من جلدها إرضاء لهؤلاء أو أولئك، وهل بلغكم عن أحد من العالمين أنه ترك لسانه وقيمه مهما كانت الإغراءات والفوائد؟ إنه الخزي والعاري وعذاب النار.

وأقول لرأس النظام ورجاله، إنكم تدخلون البلاد في نفق مظلم من الجهل والجهالة والرداءة، مهما كانت نياتكم ومراميكم، فتلك خطة لا غناء فيها وهذه قسمة ضيزى، أن يجد الموريتانيون حصة من مال أو ثروة أو سكينة مقابل مسخ الذات وموت الكرامة. ثم سيفقدون ذلك جميعه، وهو ما دلت عليه تجارب الأمم وأحوال السياسة.

ولله الأمر من قبل ومن بعد

حماه الله ولد السالم
رئيس المنبر الديمقراطي

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا