يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للمدخن ليقلع تماما عن التدخين فهو يجد نفسه متوقفا عن التدخين طوال اليوم في هذا الشهر، وهنا تظهر أهمية العزيمة والإرادة الصادقة.
وفي هذا السياق نصح الدكتور سلام شراب -مثقف صحي أول- في قسم برامج التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى للصحة أن من يريد الإقلاع أن يغتنم هذه الفرصة المناسبة بحيث يعينه ذلك على الصمود والثبات على الإقلاع.
وأشار إلى أن المدخن ينبغي عليه أن يتذكر ويعي مخاطر التدخين وعواقبه الوخيمة، ثم يسأل الله تعالى العون والثبات، مبينا وجود تعليمات تساعد في اختيار أفضل الطرق للمساعدة في الإقلاع والتي تساعد أيضا على تجاوز فترة ما بعد الإقلاع.
وبين أن في مقدمة تلك التعليمات القناعة التامة بأهمية وضرورة الإقلاع عن التدخين وأن يكون الشخص حاسما وصادقا في اتخاذ القرار الجاد في الإقلاع عن التدخين، وان يتجنب الأفكار السلبية التي قد تؤثر الإقلاع أو تجعله مستحيلا.
وتابع : " إضافة إلى وضع قائمة بالأسباب التي من اجلها تم اتخاذ القرار، ومعرفة الفوائد الناتجة عن الإقلاع مثل الحصول على صحة أفضل، وتجنب الإصابة بأمراض القلب والسرطانات، والمحافظة على الأسرة وبالذات الأطفال من التعرض للدخان وآثاره الضارة".
ولفت الدكتور سلام شراب إلى أن ممارسة هوايات جديدة مثل ممارسة الرياضة بانتظام وغيرها والإكثار من شرب السوائل، والابتعاد عن الإكثار من تناول المنبهات كالشاي أو القهوة تعد من جملة الأمور التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، مبينا أن رمضان فرصة كبيرة للعبادة، وعلى المدخن معرفة أن تركه للتدخين فيه ثواب كبير ومجاهدة للنفس بإذنه تعالى.
وأشار إلى أن وضع المدخن الأسرة في بؤرة اهتماماته وتذكره دائما بالأضرار الصحية التي قد تلم بهم نتيجة التدخين، إضافة إلى تذكره دائما أنهم لن يترددوا في تقديم العون حتى يكون ذلك معينا له، مضيفا" يمكن طلب المساعدة من العيادات المتخصصة بالإقلاع عن التدخين التي قد تقدم النصح اللازم أو الدواء المساعد إن لزم الأمر فلا تتردد في ذلك أخي المدخن".
وفيما يتعلق بالتدابير الواجب اتخاذها فيما بعد الإقلاع أوضح الدكتور سلام شراب أن الإقلاع عن التدخين مهمة ليست بالمستحيلة ولكنها ليست بالسهلة.
وتابع قائلا" إن الأعراض التي تصيب المدخن عقب امتناعه عن التدخين والتي تعرف بأعراض الانسحاب شيء عارض وسرعان ما تزول هذه الأعراض خلال أسابيع قليلة. وغالبا ما تكون أعراض الانسحاب شديدة في الأيام الأولى وتبدأ بالتناقص مع مرور الوقت، مثل أي إدمان آخر".
ونوه بأن مادة النيكوتين في السجائر هي المسئولة عن هذا الإدمان وبالتالي فإن الانقطاع عن التدخين يقلل من مادة النيكوتين في الجسم مما ينتج الإحساس بالاحتياج لها وأعراض الانسحاب مثل : اللهفة إلى التدخين، التوتر والقلق والعصبية، وعدم القدرة على النوم، وعدم القدرة على التركيز، وجفاف وألم الحلق، وربما سعال وضيق في التنفس، مضيفا" لذا عليك تخطي هذه المرحلة بالعزيمة والإصرار واللجوء إلى الأصدقاء غير المدخنين وإلى الأهل لإعانتك على تجاوز هذه الفترة".
وحول نصائحه عند الشعور بهذه الأعراض أوضح الدكتور سلام شراب بأهمية أخذ قسطاً من الراحة، وعدم التعرض لإرهاق النفس في هذه الفترة، وكذلك الامتناع عن تناول القهوة والشاي والمشروبات الغازية المحتوية على الكافيين بعد الإفطار، ناصحا بأهمية ممارسة الرياضة وخصوصا تمارين الاسترخاء والراحة النفسية.
وقال الدكتور سلام شراب" خذ حماماً دافئاً قبل النوم، وتجنب الأماكن التي يكثر فيها التدخين والمدخنون، وإذا شعرت بالحنين إلى الإمساك بالسيجارة بين أصابعك ضع مكانها قلما أو مسبحة وحاول أن تشغل بها يدك عن إمساك السيجارة وأفضل من هذا أو ذاك أمسك السواك وانشغل به بتطهير أسنانك وبهذا تشغل كلا من يدك وفمك. وبعد تناول الطعام اذهب مباشرة لتنظيف أسنانك أو زاول رياضة المشي بدلا من إشعال سيجارة كما كنت تفعل في السابق".
ونبه إلى أن قوة الإرادة والعزيمة التي تتجلى في الصيام والامتناع عن المفطرات والشهوات هي عون كبير على الإقلاع عن التدخين والتخفيف من آثاره الانسحابية إلى حد كبير؛ فاستعن بالصبر والصلاة، ولا تدع الفرصة تفوتك في رمضان.