أنهت بعثة طبية مغربية متخصصة في جراحة القلب والشرايين- في ساعة متأخرة من ليل الخميس إلى الجمعة- عملها الذي امتد أسبوعا كاملا (من 20 إلى 27دجمبر الحالى)، أجرت خلاله 9 عمليات "قلب مفتوح"، استفاد منها بعض المرضى من ذوى الوضعيات الخاصة طبيا وماديا، والذين كانوا بحاجة استعجاليه لتدخل جراحي لإنقاذ حياتهم، ومن بين المستفيدين 4 نساء، كما قامت البعثة المغربية المكونة من الجراحين "أسويح" و"لعروسي" مع مخدر وممرضي غرفة عمليات، بإلقاء دروس نظرية وتطبيقية، استفاد منها الطاقم الموريتاني المرافق.
وقد احتضنت وحدة مركز أمراض القلب ب"مستشفى الشيخ زايد" بالعاصمة نشاطات البعثة، حيث أن تلك الوحدة تتوفر على غرفة عمليات قلب متطورة وحديثة التجهيزات، مع طاقم وطني طبي وتمريضي متكامل.
وتندرج نشاطات البعثة المغربية ضمن الشراكة الفاعلة والمستمرة بين "المركز الوطني لأمراض القلب" والهيئات المغربية النظيرة، وهي شراكة أثمرت عدة اتفاقيات تعاون في ميدان طب القلب، بموجبها زارت عدة بعثات مغربية متخصصة بلادنا في السنوات القليلة الماضية، حيث قدمت خدماتها للمرضى عبر التدخلات الجراحية وتوزيع الأدوية، وللطواقم الطبية الوطنية تكوينا وتأطيرا.
ويهتم "المركز الوطني لأمراض القلب" - الذي يستعد لاستقبال بعثات مشابهة ومن مختلف أنحاء العالم مطلع السنة الجديدة- بهذا النوع من البعثات، حيث يعد لوائح وملفات طبية للمرضى، مراعيا ظروفهم الاقتصادية والصحية، معطيا الأولوية للفقراء من ذوى الأمراض التي تتطلب تدخلا جراحيا مستعجلا ، والعاجزين عن البحث عن العلاج في الخارج، حيث تتطلب عملية "قلب مفتوح" في الخارج حوالي 3ملايين أوقية، مع مصاريف السكن، والأدوية، والتنقلات، وغير ذلك من حاجيات المريض ومرافقيه.
البعثة المغربية أجرت العمليات بأسعار رمزية، مقارنة بتكاليفها في الخارج، كما اعتمدت المكفولين من طرف "صندوق التامين الصحي" و"الشؤون الاجتماعية"، وهو ما خفف كثيرا على المرضى، الذين كان بعضهم مستسلما للعجز عن البحث عن العلاج في الخارج، بسبب ظروفه المادية الصعبة.
يذكر أن "مركز القلب" استقبل خلال السنتين الماضيتين، عدة بعثات جراحية وتأطيرية، من دول وهيئات شقيقة وصديقة، من مختلف أنحاء العالم، بفضل شبكة علاقات واسعة ومتجذرة يتمتع بها عالميا، ويستثمرها لخدمة المرضى، ويستفيد منها في تطوره شكلا ومضمونا، مع ما تتيحه من تكوين مستمر لطواقمه الطبية والتمريضية والإدارية محليا وخارجيا، لرفع كفاءاتها، وجعلها في مستوى التحدي، المرتبط بإقامة مركز وطني لأمراض القلب، بمواصفات عالمية كأحدث ما تكون كفاءة وتجهيزا وتطورا،ويراد له أن يكون مرجعا في ميدان تخصصه، وطنيا، وفى شبه المنطقة.