يستقبل أهل موريتانيا شهر رمضان بحفاوة قلّ نظيرها، وبفرحة وابتهاج. وبمجرد حلول شهر رمضان، يحلق جميع الرجال رؤوسهم، تبركا بهذا الشهر. ويحرص الشعب الموريتاني على تدريب الأطفال الصغار على الصيام من سن الثامنة تدريجيا، وحثّ كل طفل منهم على حفظ القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك، بإرسالهم إلى كتاتيب تكون موجودة في الخيمة الرمضانية، ويبعث الأهل مع أولادهم لوحة الخشب الخاصة بتعلم القرآن، ويكون زاده معه. والخيمة الرمضانية في موريتانيا تكون مفتوحة من أربع جهات، وهي دليل على انفتاح صدر الموريتانيين للضيوف، وهذا أيضا يدل على كرم الشعب الموريتاني.
يبدأ الموريتانيون بتناول إفطارهم بأكل التمر وشرب حليب الإبل، والذي يقدم في أكواب خاصة مصنوعة من خشب الأشجار. ومن أكلاتهم أكلة ’’الطجين’’، والتي تشبه الطجين المغربي. وعلى السحور، يتناول الموريتانيون الأرز بالحليب مع الشاي الموريتاني المركز.
أما حساؤهم، فيتكوّن من القمح، الشعير، الفول السوداني والذرة، وقد تصل الحبوب فيه إلى سبعة أنواع مختلفة، ويطبخ الحساء بالحليب والسمن، وخبزهم هو الرغيف الملاوي المغربي. وطوال شهر رمضان، تعجّ مساجد موريتانيا بالمصلين والمتعبّدين، شبابا وعجزة وأطفالا. ومن كثـرة فعل الخير في هذا الشهر الفضيل، يقول فقراء موريتانيا : في شهر رمضان، نشعر بأننا أغنياء. ومن العادات اللافتة في هذا الشهر أن المرأة المتزوجة تهدي زوجها قبل العيد بيومين خروفا، كما يهدي الزوج أم الزوجة بعض الملابس والحناء. وفي ليلة السابع والعشرين، ليلة القدر، يحرقون البخور في المساجد والمنازل، وتوزع الجمعيات الخيرية الكثير من التبرعات للمحتاجين
الخبر