رئاسيات 2024.. هذه أبرز المحطات المنتظرة :|: جدول بعثات اختيار مشاريع برنامج "مشروعي مستقبلي" :|: المندوب العام لـ "التآزر" يطلق عملية دعم 150 نشاط انتاجي :|: اتفاق بين الهيئة الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص ومدرسة الشرطة :|: انطلاق حملة للتبرع بالدم في موريتانيا :|: افتتاح معرض "أكسبو 2024" بموريتانيا :|: وزيرالخارجية يلتقي نظيره الأمريكي :|: ولد بوعماتو يدعم ترشح الرئيس غزواني لمأمورية ثانية :|: رئيس السنعال : محادثاتي مع نظيري الموريتاني “مشبعة بالود” :|: اتفاقيات تمويل مع البنك الدولي بـ 26.6 مليارأوقية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

في مقابلة مع و م أ : محمد سعيد ولد همدي يروي ذكرياته عن الاستقلال

lundi 1er novembre 2010


محمد سعيد ولد همدي شخصية وطنية عايشت جزءا هاما من الأحداث والمنعطفات الوطنية منذ الاستقلال وإلى قيام الدولة الحديثة.

التقته الصحافة الوطنية في إطار التحضير لاحتفالات خمسينية الاستقلال الوطني، فكان معه الحوار التالي : تفاؤل بقرب رحيل الاستعمار

سؤال : السيد محمد سعيد ولد همدي كنت طالبا حين حصلت البلاد على الاستقلال، هل يمكن أن تصف لنا الجو الذي ساد آنذاك؟

السيد محمد سعيد ولد همدي : في الحقيقية الجو الذي سبق الاستقلال سادت فيه بعض الأحداث، وكان هذا الجو يسوده التفاؤل والخوف، ويعود التفاؤل إلى أن جل الموريتانيين يعتبرون أن وجود الفرنسيين مؤقت رغم اختلاف نظرتهم إليهم، فبعض الموريتانيين يرى أن وجودهم خفف الجو الذي كانت تطبعه الفوضى، في الوقت الذي كان البعض يكرههم.

ونحن الطلبة كنخبة كنا متفائلين، حيث كنا نرى أن البلاد ستتولى تسيير أمورها لكن في نفس الوقت كان يوجد شعور داخلي وخارجي لا يبعث على الارتياح، فداخليا توجد صدامات بين السياسيين ومظاهرات في بعض المدن بالإضافة إلى وضع زعماء أحزاب المعارضة تحت الإقامة الجبرية والقيام بأعمال إرهابية قبل الاستقلال مباشرة، مثل قتل عمدة أطار السيد عبد الله ولد أعبيد الرحمن الذي قتل في نواكشوط.

وعلى الصعيد الخارجي كانت السنغال وحدها هي الحليف في تلك الفترة، فالجزائر لم تنل استقلالها بعد، وباقي الجيران لدينا معهم "سوء تفاهم"، وجل العالم العربي باستثناء تونس كان ضد استقلال موريتانيا، ورغم كل هذا فإن النزعة الأساسية لدى المواطنين هي التفاؤل.

سؤال : هل كانت تربطكم علاقات بالطلبة الأفارقة المتواجدين في فرنسا؟

السيد محمد سعيد ولد همدي : في الحقيقية أنا كنت في تلك الفترة أدرس بالإعدادية في فرنسا، ونعرف أن الاتحاد الوطني لطلاب موريتانيا كانت لديه روابط بطلاب شباب إفريقيا (طلاب الجزائر، تونس، والمغرب).

سؤال : هل كانت محاور النقاش بينكم وهؤلاء الطلاب تتحدث عن حتمية الاستقلال؟

السيد محمد سعيد ولد همدي : إن جل الطلبة والشباب من جميع البلدان وخصوصا الإفريقية كان المطلب الأساسي عندهم هو رحيل الاستعمار، وساعدهم في ذلك الجو الدولي السائد آنذاك، فمؤتمر باندونغ 1954 التي برز فيه عبد الناصر وتيتو ونهرو، وحرب فيتنام التي شكلت نكسة للاستعمار الفرنسي، وجلاء المستعمر البريطاني عن الكثير من البلدان، والتمرد الذي ظهر في جنوب اليمن وفي الجزائر وتصادم التونسيين والمغربيين مع الاستعمار، كل ذلك كان مؤشرا على قرب رحيل الاستعمار.

كان لدينا شبه اكتفاء ذاتي
سؤال : هل كان الوضع الاقتصادي في ذلك الوقت يساعد على قيام دولة؟

السيد محمد سعيد ولد همدي : كان لدى الموريتانيين شبه اكتفاء ذاتي، فالمواشي بمختلف أنواعها كافية لتوفير اللحوم والألبان، والقمح والشعير والحبوب الأخرى كان يوجد منها القدر الكافي، لأن تلك الفترة كانت فترة خصوبة والجفاف لم يضرب البلاد بعد وبالتالي هناك اكتفاء ذاتي شيئا ما، وكان تفكير المواطنين، العاديين والمثقفين، هو تفكير سياسي وليس اقتصادي، رغم أن المعارضين للاستقلال في تلك الفترة كانوا يشككون في القدرة على قيام دولة تعتمد على نفسها.

الاستعمار لم يترك أي انجازات بعد رحيله
سؤال : ما هي أهم العراقيل التي واجهت الإدارة في بداية الاستقلال؟

السيد محمد سعيد ولد همدي : من العقبات التي واجهت الإدارة في تلك الفترة ما هو مبهم ومنها ما هو ظاهر، فالفرنسيين لم يتركوا أي انجازات بعد رحيلهم، سوى مطار دولي واحد في انواذيبو ومطار صغير بنواكشوط وآخر بأطار، وميناء في نواذيبو ومرفأ في نواكشوط.

وتوجد شبه إدارة استفادت من الفرنسيين أثناء وجودهم ويوجد الكثير من المشاكل السياسية، فالحريات معدومة بصورة مطلقة فلا يوجد سوى حزب واحد ورئيس واحد وحكومة واحدة واتجاه واحد وفكر واحد، هذا هو حال تلك الفترة، وهذه الوضعية تشكل ضبابا رغم أن التفاؤل موجود.

سؤال : مع بداية مجيئكم إلى نواكشوط سنة 1967 ماذا تتذكرون عنها، وما هي البنايات الموجودة وما هي طريقة عيش المواطنين في تلك الفترة؟
السيد محمد سعيد ولد همدي : في تلك الفترة كان لا يوجد بالعاصمة إلا "لكصر" و"كبتال" ويقدر عدد سكانه حوالي 30 ألف نسمة.

أما في مجال البنى التحتية، فلا تتوفر نواكشوط حينذاك على طرق معبدة، ويوجد بها مستشفى واحد ومستوصف واحد هو "مستوصف الحاج"، وثانوية واحدة يطلق عليها الثانوية الوطنية وإعدادية للبنات وثلاثة مدارس (العدالة والسوق والتطبيق)، وهناك مشاكل المياه والكهرباء.

الإعلام كان يؤدي دورا مهما
سؤال : ما هو تقييمكم للأداء الإعلامي في تلك الفترة وأهم العراقيل التي يواجهها؟

السيد محمد سعيد ولد همدي : توجد في تلك الفترة الإذاعة، وهي تبث على موجات قصيرة ومتوسطة ويبلغ عدد الموظفين بها 30 شخصا بمن فيهم سائقو السيارات والبوابون. ويتألف قسم التحرير من ستة أشخاص لكنهم كانوا يقومون بعمل جبار، حيث كانوا يعتبرون استمرارية البث ونجاح الإذاعة هدفهم الأساسي.

كما توجد جريدة تتوفر على مجموعة قليلة من المحررين لا يتجاوزون عشرة أشخاص، وتصدر عندما يكون بإمكانها ذلك، وكانت تطبع في بداية الأمر في نواكشوط وبعد ذلك أصبحت تطبع بداكار.

ورغم تواضع الإعلام في تلك الفترة، إلا أنه كان يؤدي دورا مهما وخاصة الإذاعة. وأذكر هنا بعض الزملاء الذين أدوا دورا بارزا في هذا المجال كمحمدن ولد سيدي إبراهيم ومحمد الأمين ولد آكاط والشيخ محمد الأمين والحاج انكيدا ومحمد محفوظ والمهندسين بلال ودحود، والناها بنت سيدي والقائمة تطول.
وكان كل شخص في الميدان يتابع إنتاجه من أجل تقييمه وتشجيعه عليه.

سؤال : ما هو الطابع الأساسي للحركات الشبابية التي شاركتم فيها في تلك الفترة؟

السيد محمد سعيد ولد همدي : العمل الشبابي كان على مراحل ودرجات، فكانت توجد الكشافة بالمدارس الابتدائية التي شكلت تكوينا للتلاميذ على العمل والصدق ومساندة الضعيف والفقير.

وهناك شباب برزوا في الميدان السياسي من خلال رابطة الشباب الموريتانيين بروح وطنية مناهضة للاستعمار، وكانت الرابطة لديها تواصل مع المنظمات الشبابية في مختلف مناطق العالم وشاركت في مجموعة من المهرجانات الدولية.

نجاح دبلوماسي

سؤال : ما هو تقييمكم لأداء الدبلوماسية الموريتانية في الحقبة الأولى التي عقبت الاستقلال، وما هو سر نجاحها حيث لعبت موريتانيا دورا بارزا في المحافل الدولية رغم قلة عدد سكانها وتواضع إمكانياتها الاقتصادية؟

السيد محمد سعيد ولد همدي : هذا النجاح له عدة أسباب، بعضه يعود لطبيعة المجتمع الموريتاني الذي يجمع عالمين إفريقي وعربي ويمكنه التواصل مع كليهما بدون مشكلة، وهناك ثقة بموريتانيا لدى كل الدول الإفريقية تقريبا، هذا بالإضافة إلى جودة الأطر وجديتهم واختيار الممثلين الأكفاء في المؤتمرات والمنتديات الدولية.

سؤال : هل تتذكرون أول سفير تم تعيينه وما هي السفارات الأولى التي افتتحت؟

السيد محمد سعيد ولد همدي : أول سفارة افتتحت كانت سفارتنا في باريس وكان سفيرنا بها هو توري مامادو، تلتها تونس وكان أول سفير بها هو بكار ولد احمدو، ثم واشنطن وكان سفيرنا بها سليمان ولد الشيخ سيديا، وقد افتتحت السفارات الثلاث السابقة خلال سنة 1961.

وتلخيصا فإنني أقول إن الدولة تقرأ وتفهم بواسطة ممثليها سواء كانوا في الداخل أو الخارج، فداخليا المواطن العادي يكون راضيا أو ساخطا نتيجة لتصرف إدارة والي الولاية التي يسكنها، وفي الخارج تجد الدولة الاعتبار والتقدير بقدر حكمة وفطنة ممثليها في هذه الدول، فالدولة بالإضافة إلى هذا يمكن أن تحكم عليها من خلال ملاحظتك لمدرستها ومستوصفها.

نبذة عن حياة محمد سعيد ولد همدي
ولد السيد محمد سعيد ولد همدي في 23 مايو 1942 بأطار، وتلقى دراسته المحظرية (1947-1949) والابتدائية (1949-1955) بنفس المدينة، بعدها التحق بثانوية فيديرب بسان لويس "بالسينغال" ثم بإعدادية ميشليه بنيس "بفرنسا"، قبل أن ينضم إلى صفوف تلاميذ الثانوية الوطنية بنواكشوط.

وفي الفترة ما بين سنة 1962 و1968 أجرى دراسات في مجال اقتصاد التنمية بمعهد دراسات اقتصاد التنمية بباريس ثم دراسات صحفية بمركز تكوين الصحفيين هناك.

شغل السيد ولد همدي عدة وظائف تنظيمية وحزبية، فكان مسئول العلاقات الخارجية برابطة الشباب الموريتانيين 1964 ثم رئيس قسم الاتحاد الوطني للطلبة الموريتانيين بباريس 1964 – 1966 قبل أن يصبح كاتبا اتحاديا وعضوا بالمجلس الوطني الأعلى للشباب بحزب الشعب الموريتاني من 1968 إلى 1972، ثم تولى بعد ذلك منصب سكرتير العلاقات الخارجية بحزب التجمع من أجل الديمقراطية سنة 2005.
وفي المجال المهني والإداري، عمل السيد محمد سعيد ولد همدي رئيس تحرير بإذاعة موريتانيا (1968-1972) ثم مديرا لأسبوعيتي الشعب و(Le Peuple) قبل أن يلتحق بالدبلوماسية ليصبح سكرتيرا بالسفارة الموريتانية بالقاهرة، ثم مستشارا بنفس السفارة، ومستشارا أول بواشنطن والرباط، وأمينا عاما لرئاسة الجمهورية، ثم ممثلا دائما لموريتانيا بالأمم المتحدة وسفيرا بكندا وكوبا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، قبل أن يستفيد من حقه في التقاعد سنة 2002.

كما ترأس ولد ولد همدي عدة لجان من بينها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وغيرها.

السيد محمد سعيد ولد همدي كاتب وله إصدارات ومؤلفات باللغة الفرنسية في مجالات علم الاجتماع والدبلوماسية وغيرها.

تعريب من الحسانية : يعقوب ولد القاسم

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا