الرئيس السنيغالي يختتم زيارته الأولى لموريتانيا :|: موريتانيا تشارك في اجتماع G7 :|: الأمم المتحدة : نلتزم بدعم التنمية في موريتانيا :|: اعتماد 56 بحثا للتنافس على جوائز شنقيط :|: لص يعيد المسروقات لأصحابها بعد 30 عاما !! :|: اجتماع اللجنة الوطنية للمنح :|: ولد غده يستنكر الإحالة لمحكمة الجنح :|: ترشيح سفير جديد للاتحاد الأوروبي للعمل في موريتانيا :|: أبرز ملفات زيارة الرئيس السنيغالي :|: نص مقابلة السفير الموريتاني بالسنيغال :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

عيد الفطر :إحياء باللباس وإشاعة للفرح وتذكر للتقاليد

vendredi 10 septembre 2010


ماإن تثبت رؤية هلال شوال حتى تمتزج المشاعر المتناقضة في نفوس الأسر الموريتانية، ويختلف الشعور بين الأب الذي يرى أن تكاليف الغد وحده تساوي أكثر من دخله لثلاثة أشهرمن العمل المتواصل، في مجتمع يتحمل العادات فيه الرجل التكاليف المادية جميعها. فيما تعتمل في نفوس النساء والأطفال مخاوف عجز الرجال عن تلبية حاجاتهم التي لا تقبل العذر، وأفراحهم بالمناسبة التي تتزداد فيها فرص الربح.
وتريتبط نهاية الشهر الكريم لدى الموريتانيين بانظلاق الشياطين المصفدة من اغلالها.

طقوس طرد الجن... ليلة القدر الموعد المحتوم

تقول زينب وهي سيدة في الخمسين وأم لأربعة أطفال بدت أكثر حزما في إصدار أوامرها لأبنائنا، بضرورة ملازمة البيت طيلة ليلة السابع والعشرين من رمضان وما بعدها. ولم تجد صعوبة في تفسير هذه الغطرسة الظرفية، ولم يجد الأطفال صعوبة في تفهمها، وخاطبها أحدهم قائلا أعرف أمي أن الليلة ليلة السابع والعشرين من رمضان. لهذه الليلة مكانة رمزية لدى المسلمين جميعا، فالمرحج من تأويلات ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو أنها ليلة القدر، فيها يفرق كل أمر حكيم، وتقدر فيها أزراق الناس وآجالهم، وهي خير من ألف شهر، ومن قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

كل ذلك صحيح وله مكانته المرموقة في الحياة الدينية للموريتانيين. لكن ما يميز هذه الليلة بالنسبة للموريتانيين- هو ما ورث عن الأقدمين في آثارهم، أن شياطين الجن يطلقون جميعهم في هذه الليلة، بعد تقييدهم طيلة الشهر المبارك، ما يستلزم منهم اتخاذ إجراءات احتياطية، بعضها مستقى من التعاليم الاسلامية، والبعض الآخر مستوحى من تقاليد المجتمعات الإفريقية التي امتزجت بثقافة المجتمع الموريتاني.

فأم مريم أخذت بعضا من "ضمع المباركة" – وهي ثمرة تشبه الصمغ العربي، حيث يكون لدخانها رائحة كريهة لا تطاق- ، ومع ساعات المساء الأولى تجولت في أنحاء منزلها المتواضع، ودخان المباركة يتصاعد في سقف كل غرفة لطرد الأرواح الشريرة. الأدلة على خطر هذه الليلة على البشر لا تحتاج عناء كبيرا بالنسبة لأم مريم، فكثيرون هم أولئك الذين تعرفهم، أو سمعت عنهم ممن تعرضوا لصفعة من جني فتحول وجه أحدهم إلى قفاه. ولا وقت لديها لنقاش الأمر، ومن يناكف ذلك فهو مخالف للتقاليد وينكر ما وجد عليه الموريتانيون آبائهم.

وحول هذه الظاهرة يعلق السيد يحيى ولد احريمو الباحث في العلوم الشرعية في حديث لإيلاف قائلا : أعتقد أن الأمر لا يعدو كونه تأثر بالوسط الثقافي الإفريقي الذي يضخم دور الجن، وفي اعتقادهم أن مجموعة من البخور تؤثر في الأرواح الشريرة، وهي عادة كانت سائدة في موريتانيا، وهناك اعتقاد أن رائحة شجرة "المباركة" كما تسمى محليا تطرد الجن.

وحول ارتباط هذه الظاهرة بليلة القدر أو العشر الأواخر من شهر رمضان، يضيف يحي و لد احريمو : هناك خطأ شائع في الاعتقاد، فالشجرة أصلا لا قيمة شرعية للقول بعلاقتها بالجن. فالشرع صريح في أن الشياطين يصفدون طيلة شهر رمضان، وهناك اختلاف بين العلماء في حقيقة التصفيد، أهو تصفيد مادي، أم كناية عن إضعاف صولة الشياطين وسطوتهم على البشر، كما يدل على ذلك قول الله تعالى في غزوة بدر " وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم" مع العلم أن غزوة بدر كانت في السابع عشر من رمضان.

الأطفال..العيد موسم الفرح والأبهة

أمر آخر يميز هذه المناسبة في موريتانيا، فعيد الفطر المبارك يصادف العطلة الصيفية وقرب موعد الافتتاح الدراسي وهو ما يجعل متطلبات الحياة فيه مضاعفة، ففواتير الإيجار والماء والكهرباء، وأجور عمال المنازل، كلها لوازم لنهاية الشهر، يضاف إليها في هذه المرة، متطلبات العيد، بكل ما يعنيه لدى الموريتاني من متطلبات تضاعفها العادات في مثل هذه المناسبات.

الواجب ...ولغة المكارمة
في العرف الموريتاني يلزم الرجل بشراء ملابس جميع أفراد عائلة زوجته، في عيد الفطر ، وعليه شراء كبش أو اثين لهم في عيد الأضحى، وإن أرسل لهم "الواجب" -كما يسمى محليا- نقدا يكون أفضل. يضاف إلى ذلك أن موعد افتتاح السنة الدراسية الجديدة قريب واحد من العيد مع ما يرافقه أيضا من ضرورات الملابس والأدوات المدرسية ورسوم التسجيل في دولة تفوق مدارسها الخصوصية مدارسها النظامية عددا وعدة.
ولكن ذلك في جميع الحوال لن يمنع الأباء والمهات من اضفاء البسمة على وجوه اطفالهم حتى قبل الدخول المدرسي فالمقولة السائدة هي "العيد للأطفال اولا".

سوق العاصمة المركزي بدا أقل حيوية ولولا كثرة الباعة المتجولين الذي يتخذون من السيارات المتوقفة مساحات عرض لهم، لما استطاع الداخل إلى السوق تمييز المناسبة. العيدية..لم تعد للصغار وحدهم.. لم تعد العيدية أو "أنديونه" كما تسمى في اللهجات المحلية في موريتانيا، دخلا دوريا ينتظره الأطفال لشراء الحلوى، والألعاب النارية، والتفاخر على أقرانهم، بل زاحمهم الكبار مستغلين المناسبة، ولا يكاد يتصل موريتاني بصديق أو أخ أو قريب لتهنئته بالعيد حتى يطلبها منه، فصارت بذلك مفردة من مفردات التحية العادية، فيتخاطب الناس بينهم بعبارة" مبروك العيد والسماح وانديونه".

إلا أن هذا الانتشار الكبير لطلب العيدية بين شرائح المجتمع المختلفة لم يجعلها تتراجع او تصير لفظ مجاملة، ففي أحيان كثيرة يستغل الكبار هذه المناسبة لطلب حاجات شخصية، أو لحل مشكلة قائمة، او حتى للثراء. فمما صار عرفا أن تطلب النساء العيدية من أزواجنهن أو أحبائهن في شكل ملكية عقارية، أو شراء حلي، او هدية ثمينة، فيها يستغلها الرجال عادة للحصول على امتيازات وظيفية، او لحل مشاكل في الحياة.

وذلك ما جعل الأطفال في موريتانيا أقل شعورا بالسعادة في موعد طالما انتظروها فيه. هو إذا عيد يضيف فيه الخوف من دموع الأطفال هما جديدا إلى هموم الأسرة الموريتانية المنهكة بتبعات أزمة اقتصادية عالمية، كان لها تأثيرها البالغ في ارتفاع الأسعار، وأزمة سياسية محلية أضعفت حركة السوق، وزادت القدرة الشرائية تدهورا، وضاعفت الخوف من المستقبل وعليه.

عادات تخليد العيد...

عيد الفطر ليس من الأعياد الكثيرة المصاريف في الزينة والطعام لدى الموريتانيين عكس العيد الكبير"الأضحى" ولذلك تكتفي غالبية الأسر بتخليده ببساطة الملبس والمطعم والتلقائية وطثرة الزياراات وطلب السماح والصدقات على الفقراء والمساكين واصلاح ذات البين.
وان كانت ثمة خصوصية لهذا العيد فهي أن البعض اصبح يقدم فيه اطباقا من الحلوى كعادة الدول العربية الأخرى وهي ظاهرة لم تكن موجودة من قبل.
وبما أن العاصمة والمدن الكبرى لتملك فضاءات للترفيه فإن الكثيرين يستغلون فرصة العيد للزيارات والتفرج في البرامج التلفزيونية والجلسات الودية مع الأصدقاء وغيرها.

موقع إيلاف بتصرف
* اقرأ تحقيقا أيضا حول لباس العيد وبعض مظاهره بقسم التحقيقات

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا