امتنان من الرئيس غزواني لنظيره السنغالي :|: شخصية جديدة تعلن ترشحها للرئاسة :|: رئاسيات 2024.. هذه أبرز المحطات المنتظرة :|: جدول بعثات اختيار مشاريع برنامج "مشروعي مستقبلي" :|: المندوب العام لـ "التآزر" يطلق عملية دعم 150 نشاط انتاجي :|: اتفاق بين الهيئة الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص ومدرسة الشرطة :|: انطلاق حملة للتبرع بالدم في موريتانيا :|: افتتاح معرض "أكسبو 2024" بموريتانيا :|: وزيرالخارجية يلتقي نظيره الأمريكي :|: ولد بوعماتو يدعم ترشح الرئيس غزواني لمأمورية ثانية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

مصر :"عيادات الهواء الطبية" تسبب نزاعا قضائيا بين نقابة الأطباء ووسائل الاعلام

mardi 13 juillet 2010


ما يكاد العالم يستنشق أنفاسه من سيل الفتاوى الدينية التي تبثها الفضائيات العربية والتي أصبح بعضها مثارا للجدل والسخرية بسبب نوعية الفتاوى واستسهالها، حتى جاء أطباء بمختلف تخصصاتهم ودرجاتهم العلمية لينافسوا المشايخ بفتاوى طبية تحدد العلاج والدواء المناسب بعد مكالمة هاتفية من مريض يصف فيها حالته في أقل من نصف دقيقة.

نقابة الأطباء المصرية رفعت دعوى قضائية ضد بعض الفضائيات الطبية المتخصصة باعتبار أن الخطر هنا عاجل وقد يتسبب في كارثة لأنه يستهدف صحة الناس.

يقول الدكتور أحمد سيد عمران أستاذ بكلية الطب لـ"العربية.نت" إن فلسفة وجوهر الخدمات الطبية على الهواء أو كما يبثها التليفزيون وعبر التواصل مع المشاهدين واتصالاتهم التليفونية ورسائلهم الإلكترونية هو الرد على استفسار سريع أو تقديم نصيحة عاجلة لإسعاف حالة طارئة أو التصرف معها فى حالات الطوارئ، وأن كل معلومة طبية وكل سؤال وجواب يحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة بالعرض على الطبيب المختص لاحقًا وليس طبيب التليفزيون فى النصف دقيقة العابرة، ولهذا فأنا ـ والكلام للدكتور عمران ـ لست من أنصار مهاجمة هذه الفكرة أو الخدمة الطبية ولكنى فقط من أنصار توضيح الهدف منها والمقصود من ورائها.

الدكتور أنور عبدالخالق أستاذ التحاليل الطبية له رأى شبيه فى الموضوع ولكنه ينبهنا إلى أمور أخرى لتحقيق الاستفادة القصوى من الخدمات التليفزيونية المرتبطة بوسائل الإعلام الأخرى ومنها الراديو والتليفزيون اللذان دأبا مؤخرا على تقديم الاستشارات الطبية لخدمة الجماهير..

يقول الدكتور عبدالخالق : كثيرًا ما تقدم بعض قنوات التليفزيون برامج طبية للجمهور توضح كثيرًا من الأمراض وأسبابها وأضرارها ومتى يلجأ المريض إلى الطبيب للعلاج وأهمية إجراء التشخيص المبكر لكثير من الأمراض قبل أن تظهر أعراضها، وهناك بعض البرامج تقدم التشخيص والعلاج حيث يجلس الطبيب بجوار مقدم البرنامج ويتكلم عن الموضوع الذى حضر من أجله وفى أثناء ذلك تأتى مكالمة تليفونية من شخص يشكو من بعض الأمراض.

ويذكر أنه زار عدة مستشفيات خاصة وجامعية وغير حكومية وعيادات وأنه قام بعمل شتى التحاليل والفحوصات الطبية ثم بعد ذلك كله يطلب المشورة من الطبيب المتحدث فى التليفزيون فى دقائق معدودة، وأحيانًا نجد مقدم البرنامج يساعد الطبيب فى الرد على أسئلة المرضى وهكذا يقدم أطباء التليفزيون روشتة للعلاج دون أن يفحصوا المرضى أو يروا المريض لمعرفة الأمراض الأخرى الموجودة عنده ولم نر أشاعاته أو أى فحوص له. فلماذا لا تؤجل الأسئلة لحين انتهاء الطبيب من الحديث حيث إن هذه الطريقة تشتت أفكار الطبيب المتحدث ولا يستطيع التركيز فى الموضوع الذى يلقيه، أما المشاهدون فهم أيضًا لم يستفيدوا الاستفادة الكاملة من موضوع الحديث حيث إن كثرة الأسئلة التى يطرحها الناس تفقد المشاهد تركيزه أيضًا، ويقترح الدكتور صاحب هذا الرأى أن تسجل الأسئلة مجتمعة على أن يتم الرد عليها دفعة واحدة.

جوهر الخدمة الطبية المرتبطة بوسيلة الاتصال التليفزيونية والهاتفية لا غبارعليها فى حد ذاتها بل هى مؤشر على ترابط وتواصل المجتمع بأطبائه ورجال إعلامه مع المواطنين.. بهذه الكلمات تحدث الدكتور خالد مسعد مدرس الإعلام بجامعة 6 أكتوبر مؤكدًا أن الدول المتقدمة تقدم هذه الخدمات مدفوعة الثمن فيما يعرف بالتليفزيون المدفوع للراغبين أو المشاركين، وحين نقدمها نحن هنا فى مصر بالمجان، علينا فقط أن ننتبه إلى ضرورة توعية الجماهير بأنها مجرد استشارة أو نصيحة وأن الأمر يحسمه طبيب حلل وفحص وشخص وتعرف على التحاليل والأشعات والتاريخ المرضى لكل حالة.

ويضيف الدكتور خالد : هنا لا يجب أن نهاجم التليفون نفسه كوسيلة اتصال بل ندافع عنها كوسيلة سهلت التواصل الهاتفى بشكل أقرب إلى الاتصال المباشر بين المشاهد والطبيب أو المذيع.. ما نهاجمه فقط هو الانشغال الدائم للخطوط وسوء حالتها ورداءة الصوت وكثرة التردد والصفارات التى تشوه الرسالة الطبية والإعلامية التى نسمعها.

"الدواء فيه سم قاتل.. على المواطن أحمد القاطن بدير النحاس لا تشرب هذا الدواء الدواء فيه سم قاتل".. عبارة سمعناها فى أحد أفلام الأبيض والأسود فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، تلخص جوهر الاتصال الهاتفى والاستشارة الطبية على الهواء خاصة أنها ليست دائمًا فى صالح المرضى أو ذويهم.. بهذه الكلمات أكد الدكتور شعبان شمس عميد كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر خطورة الخدمة الطبية الإعلامية من واقع بحث مهم أجراه عن الفيروس الوبائى الكبدى سى C فماذا جاء فيه؟

أكد الدكتور شمس أن الإعلام عن الوباء وتقديم استشارات طبية هاتفية بقدر ما أنه رفع درجة وعى الجماهير ضد السلوكيات الضارة التى ترفع نسبة الإنزيمات من أطعمة دهنية وحريفة وغيرها، إلا أنه أورث الجماهير حالة من اليأس والإحباط والخوف من المستقبل والتعامل مع المرض على اعتبار أنه مرادف للموت فى أحيان كثيرة، كما أدى إلى خلل حقيقى فى العلاقات الاجتماعية وبالتحديد داخل المحيط الأسرى بسبب الغموض والالتباس فى المعلومات الطبية حول الأسباب والأعراض وطرق العدوى ليصبح السؤال هل تناول الطعام مع مريض بالوباء الكبدى أو مصافحته أو تقبيله من العوامل المؤدية لنقل العدوى؟

هذا الرأى الذى تطرحه دراسة الدكتور شعبان يجعلنا ننظر إلى الخدمة الطبية التليفونية نظرة أخرى خاصة فى ظل ارتفاع نسبة الأمية فى مصر، وفى ظل تقديم هذه الخدمة عبر أجهزة إعلامية تخاطب الجماهير المليونية العريضة دون شرط إلمامها بالقراءة والكتابة أو المعرفة.

ويتحفظ عدد من علماء لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة على رأسهم د. سمير حنا على ظاهرة أطباء القنوات التلفزيونية الذين لا هم لبعضهم سوى الشهرة وحب الظهور محاولة الإحابة على كل سؤال دون فحص أو تمحيص أو مناظرة حقيقية للحالات، الأمر الذى يترتب عليه أخطاء كبرى من نوعية أخطاء التشخيص والعلاج وترويج أوهام بالأمراض ربما يكون السائل أبعد كثيرًا عنها، وتحفظ العلماء على من اسمتهم الراحلة الكبيرة الكاتبة عائشة عبدالرحمن « بنت الشاطئ » "بعلماء ماسبيرو" – نسبة إلى مكان التلفزيون المصري - له ما يبرره فى ظل جنون الشهرة الذى يدفع البعض إلى الاتجار بآلام الناس حتى لو اقتضاه الأمر لدفع آلاف الجنيهات رشوة مقابل دقائق معدودة فى برنامج، ربما بإذاعته تعود هذه الآلاف وأضعافها فى أيام إلى الطبيب الباحث عن الشهرة والذى سيفاخر مرضاه لاحقًا بأنه « بيطلع فى التليفزيون » !!

العربية نت

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا