استعرض رئيس التجمع الوطني للاصلاح والتنمية محمد ولد منصور تاريخ الحركة الاسلامية ونضالها نحو تحقيق الاصلاح السياسي واشار الى ان "الاصلاح في التصور الاسلامي يعتبر هدفا محوريا جاءت الرسالات السماوية لتأكيده وتعزيزه".
جاء ذلك في الندوة التي عقدها اعضاء المنتدى العالمي للبرلمانيين الاسلاميين هنا اليوم بعنوان "الاسلاميون والاصلاح السياسي".
وقال ولد منصور في كلمته التي القاها في الندوة ان "الاصلاح هو العدل ومحاربة الفساد وهو ما حقق النهوض والتقدم للدول غير المسلمة" مستحضرا مقولة ابن تيمية "ان الله لينصر الدول الكافرة بعدلها ويخذل الدول المسلمة بظلمها".
واضاف ان الواقع الاسلامي يشير الى ان "الخطوات المتحققة في طريق الاصلاح محدودة حيث يغلب على الدول الاسلامية التفرد بالسلطة وتغيب فيها الشفافية حتى في حال وجود هامش من الحريات".
وبين ان الحركات الاسلامية حققت نجاحات كبيرة في الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي "الا ان نجاحها على المستوى السياسي ظل محدودا".
واوضح ان تطبيق الشريعة ومفهومه ودلالته وانعكاساته يحتاج الى النظر والمراجعة مشددا على ضرورة ان تقوم الحركات الاسلامية بالسعي الى تقييم ادائها واصلاح برنامجها السياسي.
وذكر ولد منصور خلال حديثه عن تاريخ الحركة الاسلامية انها شهدت تطورا على مستوى الفكر والممارسة السياسية مشيرا الى ان مصطلحات مثل الديمقراطية والحريات ودولة القانون والشرعية الدستورية كانت غريبة على الخطاب الاسلامي في الفترة السابقة.
واوضح ان ما كانت تعتبره الحركات الاسلامية غريبا عليها صارت اليوم المدافع عن هذه المصطلحات والممارسات.
وحول العلاقة بين الاسلاميين والسلطة قال ولد منصور ان الاصلاح السياسي يتطلب من الحركات الاسلامية التعامل مع السلطة نظرا للدور الذي تلعبه في العملية السياسية مشيرا الى ان تاريخ تعامل الاسلاميين مع السلطة يغلب عليه الصراع.
وشدد على ضرورة التعايش والتفاهم بين الحركات الاسلامية والسلطة من اجل تحقيق الاصلاح "حتى وان كان بصورة تدريجية".
وحدد ولد منصور معالم الاصلاح بمحاور عدة وهي اعتماد نظم الشفافية ومحاربة الفساد واعتماد التعددية الحقيقية وبعث معاني المواطنة.